المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أدلة القائلين بأن الموتى يسمعون - شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - حسن أبو الأشبال - جـ ٥٨

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ سماع الموتى للأحياء

- ‌سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن الموتى في قبورهم لا يعلمون ما عليه الأحياء

- ‌أدلة القائلين بعدم سماع الموتى

- ‌أدلة القائلين بأن الموتى يسمعون

- ‌مسألة في سماع الموتى للسلام

- ‌مسألة في سماع الميت للأحياء عند الدفن

- ‌الرد على من قال بسماع الموتى للأحياء

- ‌أوجه خطورة القول بأن الموتى يسمعون

- ‌الوجه الأول: أن القول بأن الموتى يسمعون يؤدي إلى الشرك

- ‌الوجه الثاني: أن ذلك يتنافى مع الإخلاص لله تعالى في العبادة

- ‌الوجه الثالث: أن ذلك يقتضي الاعتقاد بأن الموتى قادرون على إجابة مسائلهم وقضاء حوائجهم

- ‌الأسئلة

- ‌حكم من لم يصل الظهر ودخل المسجد والإمام يصلي بالناس العصر

- ‌حكم دفن أكثر من ميت في قبر واحد

- ‌حكم من ترك صلوات وأراد قضاءها وتعويضها

- ‌حكم العمل في كوافير النساء وكوافير الرجال، وحكم الاختلاط في الوظائف

- ‌حكم قول العامي لأحد من المشايخ يا مولانا

- ‌حكم اللحوم المستوردة

- ‌وجوب غض البصر عن المرأة في مكان العمل

- ‌اهتمام الإسلام بحسن الجوار

الفصل: ‌أدلة القائلين بأن الموتى يسمعون

‌أدلة القائلين بأن الموتى يسمعون

من أدلة القائلين بالسماع: حديث القليب -نفس الحديث الذي معنا- لكن جمهور أهل السنة فهموا منه كما فهم عمر وغيره أن هذا ربما يكون وهماً للنبي عليه الصلاة والسلام، حتى بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا خصوصية، وأن هذا الكلام يخصص الآية في حق أصحاب القليب، وبين لهم أن هذه حادثة عين لا يجوز القياس عليها.

أما القائلون بسماع الموتى وأنهم يسمعون مطلقاً دون تقييد بوقت معين أو بأشخاص معينين فقالوا: حديث القليب يدل على سماع الموتى في القبر.

وقد عرفنا فيما سبق أنه خاص بأهل القليب من جهة، وأنه دليل على أن الأصل في الموتى أنهم لا يسمعون من جهة أخرى، وأن سماعهم كان خرقاً للعادة، ولا داعي للإعادة.

هذا هو الدليل الأول.

الدليل الثاني: حديث: (إن الميت ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا) وفي رواية: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: من ربك) إلى آخر الحديث.

الشاهد: أن الميت يسمع قرع نعال من شيعه، وهذا الحديث -كما طرأ- خاص بوقت وضع الميت في القبر، ومجيء الملكين إليه بسؤاله، فلا عموم فيه، كذلك هذا الحديث حادثة عين لا يقاس عليه، وعلى ذلك حمله العلماء ك ابن الهمام وغيره، وسيأتي معنا بإذن الله تعالى.

وخلاصة البحث كما قال شيخنا الشيخ الألباني رحمه الله، يقول: إن الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة الحنفية وغيرهم على أن الموتى لا يسمعون، وأن هذا هو الأصل، فإذا ثبت أنهم يسمعون في بعض الأحوال كما في حديث خفق النعال، أو أن بعضهم سمع في وقت ما كما في حديث القليب فلا ينبغي أن يجعل ذلك أصلاً فيقال: إن الموتى يسمعون كما قال بعضهم.

واستدلوا بقضايا جزئية لا تشكل قاعدة سنية يعارض بها الأصل المذكور، بل الحق أنه يجب أن تستثنى منه.

يعني: هذه الأحوال التي وردت أن الموتى فيها يسمعون إنما هي بمثابة استثناء من الأصل، على قاعدة استثناء الأقل من الأكثر أو الخاص من العام كما هو المقرر في علم أصول الفقه.

ولذلك قال العلامة الألوسي في روح المعاني بعد بحث مستفيض في هذه المسألة: والحق أن الموتى لا يسمعون في الجملة، فيقتصر على القول بسماع ما ورد السمع بسماعه.

انظر الكلام الجميل! والحق أن الموتى لا يسمعون في الجملة، يعني: الأصل العام أن الموتى لا يسمعون، فيقتصر على القول بسماع ما ورد السمع بسماعه، ما ورد السمع -أي: القرآن والسنة- بسماعه على أهل القليب، وأن الميت إذا وضع في قبره سمع خفق نعال من شيعوه.

هذه حوادث عين لا يقاس عليها.

ص: 4