المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في حلبه شاة أم معبد - شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - حسن أبو الأشبال - جـ ٦٤

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه لبعض الأنبياء ليلة أسري به

- ‌حديث عائشة في قصة هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأبيها إلى المدينة

- ‌حديث حزام بن هشام عن أبيه عن جده في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

- ‌اختلاف العلماء في حكم الاستعانة بالمشرك

- ‌معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في حلبه شاة أم معبد

- ‌وصف أم معبد للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌سياق ما روي من فضائل النبي عليه الصلاة والسلام التي خصه الله بها من بين سائر الأنبياء

- ‌أوتي النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم

- ‌بعثه إلى الناس عامة

- ‌نصره بالرعب مسيرة شهر

- ‌كونه خاتم الأنبياء

- ‌إعطاؤه الشفاعة في أمته ومفاتيح خزائن الأرض

- ‌تسميته بأحمد، وأحلت له الغنائم ولم تحل لنبي قبله

- ‌جعلت الأرض له ولأمته مسجداً وطهوراً

- ‌جعلت صفوف أمته في الصلاة كصفوف الملائكة عند ربها

- ‌أحاديث واردة في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وأمته

- ‌الأسئلة

- ‌الحكم على حديث (عبدي لا تخف) وحديث صلاة الحاجة

- ‌حكم النداء في المساجد عن الأولاد الضائعين

- ‌حكم الإعلان عن المتوفى في المساجد بالمكبر

- ‌الحكم فيما إذا نزف الدم من الرجل وهو يصلي

- ‌معنى البيع والكنائس

- ‌بيان متى يكون الدعاء في الوتر وغيره

- ‌ما يفعله من عصى الله ثم أراد التوبة وطلب العلم

- ‌بيان ما يفعله من وقع في عرض أخيه

- ‌حكم تحريك الأصبع عند التشهد في الصلاة

- ‌حكم الاستمناء

- ‌حكم الذهاب إلى أمريكا للعمل

الفصل: ‌معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في حلبه شاة أم معبد

‌معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في حلبه شاة أم معبد

قال: [(خرج النبي عليه الصلاة والسلام مهاجراً إلى المدينة ومعه مولى لـ أبي بكر وهو عامر بن فهيرة، ومعهم عبد الله بن الأريقط، فمروا على خيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة، ثم تسقي وتطعم، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في تلك الخيمة، فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟! فقالت: خلفها الجهد عن الغنم)]، هذه الشاة من فرط إعيائها ما استطاعت أن تلحق ببقية الشياه، فتخلفت في الخيمة، [(فقال: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك)] أي: هي ليس فيها لبن، ولو كانت مما تُحلب فإن جهدها وتعبها يمنعها من ذلك.

[قال: (أتأذنين أن أحلبها؟ قالت: نعم.

إن رأيت فيها حليباً فاحلبها)]، هذه الشاة ليس فيها حليب، وهي لم تلد ولم يقربها فحل، ولكن أنت وشأنك إذا أردت أن تحلبها وتستجيب لك فافعل، [(فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها، وسمى الله تعالى ودعا لها في شاتها، فتفاجت عليه -أي: فتدفق اللبن عليه- ودرت واجترت، ودعا بإناء يربض الرهط -أي: يروي القوم والفئة من الناس- فحلب فيه ثجاً -يعني: نزولاً سريعاً- حتى علاه البهاء -يعني: علاه الرغوة اللبنية وهذا للدلالة على أنه قد امتلأ- ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب صلى الله عليه وسلم]، آخر من شرب الرسول عليه الصلاة والسلام امتثالاً لأمره:(إن ساقي القوم آخرهم شرباً).

[قال: (ثم أراضوا -يعني: استراحوا شيئاً من الزمان يسيراً- ثم حلب حلبة ثانية ثم غادره عندها، ثم بايعها وارتحلوا عنها)](ثم بايعها) أي: أسلمت على يديه عليه الصلاة والسلام لما رأت من معجزاته في شاتها، ومن مزيد رحمته عليه الصلاة والسلام أنه حلب حلبة ثانية وجعلها خاصة بصاحبة الشاة، وهي أم معبد رضي الله عنها، قال:[(فقلما لبثت -أي: لبثت هذه المرأة وقتاً يسيراً- حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزاً عجافاً يتساوكن هزلىً وضحى، مخهن قليل)] والمخ بمعنى: سوق الشياه والأعنز التي ساقها أبو معبد كادت تكون عظاماً، يعني: غدت خماصاً وعادت خماصاً، لم تعد بطاناً.

قال: [(فلما رأى أبو معبد اللبن عجب)] وأنتم تعلمون أن هذا في طريق الرحلة إلى المدينة، فهذا الكلام تم في الصحراء، فمن أين لـ أم معبد اللبن؟ لكن انظر إلى تقدير الله عز وجل في هذا اليوم بالذات تتخلف هذه الشاة دون بقية الشياه، حتى تتم المعجزة أمام عين أم معبد صاحبة الشاة، والأمور تجري بمقادير.

ص: 6