الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1307 -
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ إِجَازَةً، قَالَ: ثنا ابْنُ هَارُونَ، قَالَ: سَمِعْتُ عِصَامَ بْنَ الْفَضْلِ، سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «سِتَّةٌ لَعَنَهُمُ اللَّهُ.» فَذَكَرَ الْمُكَذِّبَ بِالْقَدَرِ، فَقُلْتُ لَهُ: مِنَ الْقَدَرِيَّةُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، هُمُ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ الْمَعَاصِيَ حَتَّى تَكُونَ، قَالَ الْمُزَنِيُّ: هَذَا عِنْدِي كُفْرٌ
قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَتْبَاعِ أَبِي حَنِيفَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ لَهُ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُهْلُولٍ النَّسَائِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْبَرِيكِ، قَالَ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا أَبُو حَنِيفَةَ ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي وَائِلَةَ، أَوِ ابْنِ وَائِلَةَ، يَشُكُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: تَكُونُ النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ تَكُونُ عَلَقَةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ تَكُونُ مُضْغَةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يُعْطِي خَلْقَهُ، فَيَقُولُ: رَبِّ ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ مَا رِزْقُهُ؟ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: وَبِهَذَا نَأْخُذُ وَبِهِ كَانَ يَأْخُذُ أَبُو حَنِيفَةَ
⦗ص: 780⦘
: الشَّقِيُّ مِنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدُ مِنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ
1309 -
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ثَعْلَبٍ: الْقَدَرِيَّةُ مِنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَقْدِرُ، وَنَحْنُ نَقُولُ: لَا نَقْدِرُ إِلَّا بِقَدَرِ اللَّهِ وَبِعَوْنِ اللَّهِ وَتَوْفِيقِ اللَّهِ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ بِنَا لَمْ نَقْدِرْ، فَكَيْفَ يَكُونُ الْقَدَرِيُّ مِنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ؟ هَذَا مُحْالٌ ضَالٌّ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُ عَرَبِيًّا قَدَرِيًّا، فَقِيلَ لَهُ: يَقَعُ فِي قُلُوبِ الْعَرَبِ الْقَدَرُ؟ قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ مَا فِي الْعَرَبِ إِلَّا مُثْبِتُ الْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ، ذَلِكَ فِي أَشْعَارِهِمْ وَكَلَامِهِمْ كَثِيرٌ بَيِّنٌ، ثُمَّ أَنْشُدَ:
[البحر الرجز]
تَجْرِي الْمَقَادِيرُ عَلَى غَرْزِ الْإِبَرْ
…
فَمَا تَنْفُذُ الْإِبْرَةُ إِلَّا بِقَدَرْ
قَالَ: وَأَنْشَدَ لِامْرِئِ الْقَيْسِ:
[البحر البسيط]
إِنَّ الشَّقَاءَ عَلَى الْأَشْقِينَ مَكْتُوبُ
. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَافِظُ: فَقَالَ ذُو الْإِصْبَعِ الْعَدْوَانِيُّ:
[البحر الوافر]
وَلَيْسَ الْمَرْءُ فِي شَيْءٍ
…
مِنَ الْإِبْرَامِ وَالنَّقْضِ
إِذَا يُقْضَى أَمْرٌ إِخَالُهُ
…
يُقْضَى وَلَا يَقْضِي
وَقَالَ لَبِيدٌ:
[البحر الرمل]
إِنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيْرُ نَفْلْ
…
وَبِإِذْنِ اللَّهِ رَيْثِي وَعَجَلْ
مِنْ هَدَاهُ سُبُلُ الْخَيْرِ اهْتَدَى
…
نَاعِمُ الْبَالِ وَمَنْ شَاءَ أَضَلّ
أَحْمَدُ اللَّهَ وَلَا نِدَّ لَهُ
…
بِيَدِهِ الْخَيْرُ مَا شَاءَ فَعَلْ
وَقَالَ بَعْضُ رُجَّازِ الْجَاهِلِيَّةِ:
هِيَ الْمَقَادِيرُ فَلُمْنِي أَوْ فَذَرْ
…
إِنْ كُنْتُ أَخْطَأْتُ فَمَا أَخْطَأَ الْقَدَرْ