المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌جواز قتال اللصوص والخوارج دفاعا عن النفس - شرح أصول السنة للإمام أحمد - جـ ٢

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌أصول السنة للإمام أحمد [2]

- ‌حكم الخروج على ولاة الأمر

- ‌جواز قتال اللصوص والخوارج دفاعاً عن النفس

- ‌حكم الشهادة لمعين بالجنة أو بالنار

- ‌مصير المذنبين من المسلمين

- ‌رجم الزاني المحصن ثابت في السنة خلافاً للخوارج

- ‌حكم من انتقص أحداً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌تعريف النفاق وأنواعه وحكم صاحبه

- ‌وجوب الإيمان بخلق الجنة والنار

- ‌وجوب الصلاة على الموحدين من أهل القبلة واستحباب الاستغفار والدعاء لهم

- ‌الأسئلة

- ‌سبب ذكر الإمام أحمد للرجم وقتال اللصوص في هذه الرسالة التي تتكلم في العقيدة

- ‌الفلاسفة لا يؤمنون بالبعث

- ‌كفر من ترك شيئاً معلوماً من الدين بالضرورة

- ‌بعض الأدلة على فضائل الصحابة

- ‌كل من مات فسيبعثه الله وإن مات على أي كيفية

- ‌سؤال الميت إذا كان في الثلاجة

- ‌معنى توبة الله على نبيه

- ‌حكم صلاة العلماني

- ‌لا يجوز الزيادة في السنة ما ليس منها

- ‌حكم المال والسلاح الذي أخذه الجنود في حرب الخليج

- ‌حكم التحلق يوم الجمعة

- ‌معنى الخروج على ولاة الأمر

- ‌نسخ القرآن بالحديث الآحاد

- ‌حكم الخروج على الحكومات المجاهرة بالكفر

- ‌المقصود بحديث: (إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك)

- ‌حكم الصلاة والمؤذن يؤذن لخطبة الجمعة

- ‌نصيحة عامة للشباب

الفصل: ‌جواز قتال اللصوص والخوارج دفاعا عن النفس

‌جواز قتال اللصوص والخوارج دفاعاً عن النفس

قال المصنف رحمه الله: [وقتال اللصوص والخوارج جائز إذا عرضوا للرجل في نفسه وماله، فله أن يقاتل عن نفسه وماله ويدفع عنها بكل ما يقدر، وليس له إذا فارقوه أو تركوه أن يطلبهم، ولا يتبع آثارهم، ليس لأحد إلا الإمام أو ولاة المسلمين، إنما له أن يدفع عن نفسه في مقامه ذلك، وينوي بجهده ألا يقتل أحداً، فإن مات على يديه في دفعه عن نفسه في المعركة فأبعد الله المقتول، وإن قُتل هذا في تلك الحال وهو يدفع عن نفسه وماله رَجُوتُ له الشهادة كما جاء في الأحاديث، وجميع الآثار في هذا إنما أمر بقتاله، ولم يؤمر بقتله ولا اتباعه ولا يجهز عليه إن صُرع أو كان جريحاً، وإن أخذه أسيراً فليس له أن يقتله، ولا يقيم عليه الحد، ولكن يرفع أمره إلى من ولاه الله فحكم فيه].

اللصوص هم الذين يعتدون على الأموال، ومثلهم أيضاً المحاربون وقطاع الطريق ونحوهم، وهؤلاء بلا شك أنهم فيما يظهر من المسلمين، فإذا شهروا سلاحهم فإنهم يقاتلون بما يندفعون به، وقد ذكر الله أنهم يرد أمرهم إلى قوله تعالى:{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا} [المائدة:33] الآية.

فإذا دخل اللصوص في بيت من البيوت لأخذ مال فإن صاحب البيت يدفعهم بالتي هي أحسن، ولا يبدؤهم بالقتال رأساً، فإنهم لم يبلغوا أن يقاتلوا، إنما دخلوا لأخذ مال أو للاختلاس أو نحو ذلك، ولكن إذا رأى منهم القوة ورأى منهم الجد قاتلهم.

وروي عن ابن عمر أنه دخل عليه لص، فأصلت السيف في وجهه، ولولا أن أبناءه قبضوه لقتل ذلك اللص.

وكأنه عرف منه أنه معتدٍ، وأنه جاء لأجل الفساد أو أنه ليس من أهل العصمة، ولكن ما دام أنه قد وردت الأدلة في أنهم يدفعون بالتي هي أحسن، وأنه إذا جرح أحد منهم فلا يجهز عليه، أي: لا يتمم قتله، ولا يتبع مدبرهم، أي: المنهزم منهم لا يتبع بل يترك؛ دل ذلك على أنهم لم يخرجوا من الإسلام، فيهددهم ويخوفهم بعدما يذكرهم، فإذا لم ينفع فيهم التذكير ولا التخويف ولا التهديد أظهر لهم أن عنده من القوة ما يدفعهم وما يردهم، فإذا لم يندفعوا استعمل القوة بأدنى مراتبها، فإن كانوا يُكفون بضربهم بالعصي اكتفى بذلك ولم يستعمل السلاح، فإذا لم يكفوا استعمل السكين دون السيف، وإذا لم يكفوا استعمل السيف أو نحوه مما يقاتل به في هذه الأزمنة، كالرصاص ونحوه، فله أن يستعمل ذلك لدفع كيدهم ولدفع شرهم، وسواء كان اعتداؤهم لأجل قتله أو لأجل ماله أو لأجل محارمه أو ما أشبه ذلك، فكل هؤلاء من اللصوص المعتدين يدفعون بما يندفع به شرهم أو يرفع بأمرهم إلى من يأخذ على أيديهم.

ص: 3