الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ بَيَانٍ الزَّبِيبِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ.
وَفِي آخِرِهِ بَعْدَ قَوْلِهِ: «إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
فَقَالَ لَنَا جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ: أَظَلَّتْكُمْ فِتْنَةٌ مَنْ قَامَ لَهَا أَرْدَتْهُ، قَالَ: فَقُلْنَا: فَمَا تَأْمُرُنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنْ دَخَلَ عَلَيْنَا مِصْرَنَا؟ قَالَ: ادْخُلُوا دُورَكُمْ، قَالَ: فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْنَا دُورَنَا؟ ، قَالَ: ادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ، قَالَ: قُلْنَا: فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْنَا بُيُوتَنَا؟ ، قَالَ: ادْخُلُوا مَخَادِعَكُمْ، قَالَ: قُلْنَا: فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْنَا مَخَادِعَنَا؟ قَالَ: كُنْ أَنْتَ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ، وَلا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ
وَأَخْبَرَنَا الْمُسْنِدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَوَّامٍ النَّابْلُسِيُّ، سَمَاعًا يَوْمَ الاثْنَيْنِ التَّاسِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ بِدَارِ السُّنَّةِ الطَّاهِرَةِ بِدِمَشْقَ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَنَائِمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، وَزَيْنَبُ ابْنَةُ مَكِّيٍّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَنَّاءُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ، حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ زِيَادٍ جَاءَ جُنْدَبٌ الْبَجَلِيُّ فَنَزَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي يَوْمًا: هَلْ لَكَ إِخْوَانٌ وَضُرَبَاءُ فِي هَذَا الْمِصْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: اجْمَعْ لِي مِنْهُمْ نَفَرًا، فَأَرْسَلْتُ إِلَى نَفَرٍ مِنْهُمْ عَسْعَسُ بْنُ سَلامَةَ فَاجْتَمَعُوا فِي بَيْتِ دَارِي، قَالَ: وَقَدْ كَانَ جُنْدَبٌ غَدَا إِلَى ابْنِ زِيَادٍ فَرَجَعَ مِنْ عِنْدِهِ فَإِذَا عَسْعَسُ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ، قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى قَامَ عَلَى الْبَابِ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ
مَثَلَ الَّذِي يَعِظُ النَّاسَ وَيَنْسَى نَفْسَهُ كَمَثَلِ الْمِصْبَاحِ يَحْرِقُ نَفْسَهُ وَيُضِيءُ لِغَيْرِهِ، وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يَتَفَقَّأُ عَنِ
الدَّابَّةِ إِذَا مَاتَ بَطْنُهُ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَا يَجْعَلُ فِي بَطْنِهِ، وَلْيَتَّقِ أَحَدُكُمْ لا يَحُولَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ بَعْدَمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا مِلْءُ
كَفٍّ مِنْ دَمٍ
وَعَسْعَسُ هَذَا تَمِيمِيٌّ بَصْرِيٌّ مُتَّفَقٌ عَلَى اسْمِهِ مُخْتَلَفٌ فِي كُنْيَتِهِ، وَهَلْ هُوَ صَحَابِيٌّ أَوْ تَابِعِيٌّ؟ فَكَنَّاهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ وَغَيْرُهُمَا: أَبَا صُفْرَةَ بِضَمِّ
الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْفَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ تَلِيهَا هَاءٌ، وَصَوَّبَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِيُّ الْحَافِظُ.
وَكَنَّاهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ أَبَا صَخْرَةَ بِصَادٍ مُهْمَلَةٍ مَفْتُوحَةٍ تَلِيهَا خَاءٌ مُعْجَمَةٌ سَاكِنَةٌ ثُمَّ الرَّاءُ وَالْهَاءُ.
وَكَنَّاهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ الْكُنَى أَبَا صَغِيرَةَ بَعْدَ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ الْمَفْتُوحَةِ غَيْنٌ مُعْجَمَةٌ مَكْسُورَةٌ ثُمَّ مُثَنَّاةٌ تَحْتَ سَاكِنَةٌ وَالْبَاقِي كَالَّذِينَ قَبْلُ.
وَكَقَوْلِ ابْنِ مَعِينٍ وَخَلِيفَةَ، كَنَّاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ، فَقَالَ: وَعَسْعَسُ بْنُ سَلامَةَ، يُكْنَى: أَبَا صُفْرَةَ، أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَصَغَّرَ الْكُنْيَةَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، فَقَالَ: كُنْيَةُ عَسْعَسَ بْنِ سَلامَةَ أَبُو صُفَيْرَةَ، ذَكَرَ ذَلِكَ سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
وَجَزَمَ بِهَذَا الْقَوْلِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ فِي الْكُنَى أَمَّا فِي كِتَابِهِ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ فَكَنَّاهُ أَبَا شُقْرَةَ، بِشِينٍ مُعْجَمَةٍ مَضْمُومَةٍ ثُمَّ قَافٍ سَاكِنَةٍ ثُمَّ رَاءٍ مَفْتُوحَةٍ ثُمَّ هَاءٍ.
وَجَزَمَ بِصُحْبَتِهِ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ، فِي مَوْضِعَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ التَّلْقِيحِ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ فِي الْكُنَى.
وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ تَابِعِيٌّ أَرْسَلَ، وَبِهِ جَزَمَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ، وَمُسْلِمٌ
فِي طَبَقَاتِهِ، ذَكَرَهُ فِي الطَّبَقَةِ الأُولَى مِنْ تَابِعِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ فِي الْمَعْرِفَةِ: ذُكِرَ فِي الصَّحَابَةِ، ثُمَّ قَالَ: وَلا تَثْبُتْ لَهُ صُحْبَةٌ.
وَجَزَمَ الذَّهَبِيُّ فِي التَّجْرِيدِ أَنَّهُ تَابِعِيٌّ بِخِلافِ مَا جَزَمَ بِهِ فِي كِتَابِ الْكُنَى، فَقَالَ: أَبُو صُفَيْرَةَ، وَيُقَالُ: أَبُو صُفْرَةَ عَسْعَسُ بْنُ سَلامَةَ لَهُ صُحْبَةٌ.
وَقَالَ فِي التَّجْرِيدِ: تَابِعِيٌّ أَرْسَلَ انْتَهَى.
وَعِبَارَةُ مُسْلِمٍ فِي الْكُنَى مُوهِمَةً بِصُحْبَتِهِ، فَقَالَ: عَسْعَسُ بْنُ سَلامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ، وَالأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ.
1: 460 - وَرَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، سَمِعْتُ عَسْعَسَ بْنَ سَلامَةَ، أَنَّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَتَى الْجَبَلَ لِيَتَعَبَّدَ فِيهِ فَفُقِدَ، فَطُلِبَ فَوُجِدَ، فَجِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَعْتَزِلَ وَأَتَعَبَّدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لا تَفْعَلْهُ، أَوْ لا يَفْعَلْهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَلَصَبْرُ أَحَدِكُمْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ فِي بَعْضِ مَوَاطِنِ الإِسْلامِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَتِهِ خَالِيًا أَرْبَعِينَ عَامًا» .
وَفِي رِوَايَةٍ: " وَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَتِهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا خَالِيًا 4 200000 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَسْعَسَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ وَافَى اللَّهَ تَعَالَى مُسْلِمًا بُنِيَ لَهُ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ أَلا وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَتَجَلَّى لِلْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ قَبْلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَهَذَا فِيهِ إِشْعَارٌ بِصُحْبَةِ عَسْعَسَ الْمَذْكُورِ، لَكِنْ عَلَى عَدَمِ صُحْبَتِهِ الْجُمْهُورُ.
2000 -
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ الأَرْغَيَانِيُّ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَوَّامِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ، عَنْ عَسْعَسَ بْنِ سَلامَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ غُفِرَ لَهُ»
6 1: 462 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فِي كِتَابِهِ الزُّهْدِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ، سَمِعْتُ عَسْعَسَ بْنَ سَلامَةَ ، يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: لأُحَدِّثَنَّكُمْ بِبَيْتٍ مِنْ شِعْرٍ فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَيَقُولُونَ: مَا تَصْنَعُ بِالشِّعْرِ؟ فَقَالَ:
إِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ
…
وَإِلا فَإِنِّي لا أَخَالُكَ نَاجِيًا
فَأَخَذَ الْقَوْمُ يَبْكُونَ بُكَاءً مَا رَأَيْتُهُمْ بَكَوْا مِنْ شَيْءٍ مَا بَكَوْا يَوَمْئِذٍ.
وَاسْمُ عَسْعَسَ هَذَا بَيْنَ الْعُلَمَاءِ مِنْ أَفْرَادِ الأَسْمَاءِ.
وَمَعْنَاهُ: لَقَدْ طَافَ لَيْلَةً وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: عَسْعَسَ الذِّئْبُ، أَيْ: طَافَ بِاللَّيْلِ.
وَيُقَالُ: عَسْعَسَ اللَّيْلُ أَقْبَلَ فَاعْتَكَرَتْ ظَلْمَاؤُهُ.
وَقِيلَ: أَدْبَرَ فَرَقَّ ظَلامُهُ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي كِتَابِهِ الْمَجَازِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} [التكوير: 17] .
قَالَ بَعْضُهُمْ: إِذَا أَقْبَلَتْ ظَلْمَاؤُهُ.