المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ يقرأ في الفجر كأني أسمع قراءته: {فلا أقسم بالخنس {15} الجوار الكنس} [التكوير: 15-16] - الإملاء الأنفس في ترجمة عسعس

[ابن ناصر الدين الدمشقي]

الفصل: ‌ يقرأ في الفجر كأني أسمع قراءته: {فلا أقسم بالخنس {15} الجوار الكنس} [التكوير: 15-16]

سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ مَوْلًى لآلِ عَمْرِو بْنِ حُرَيثٍ، حَدَّثَنِي خَالِي الْوَلِيدُ بْنُ سَرِيعٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ:{فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ {15} الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 15-16] .

وَرَوَاهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، مَوْلاهُ أيضًا أَصْبَغُ، وَهُوَ ثِقَةٌ

1000 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَنْبَلِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَعْلَبَكَّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّبَيْدِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِدِمَشْقَ، وَغَيْرِهِمَا، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُرَاغِيُّ سَمَاعًا، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السَّعْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّارَقَزِّيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَرْخِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ.

ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الذَّهبِيِّ، وَغَيْرُهُ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الرَّضِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الطَّبَرِيُّ، كِتَابَةً مِنْ مَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى، أَخْبَرَنَا عَمُّ أَبِي الْعَلامَةُ أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الطَّبَرِيُّ سَمَاعًا عَلْيِه بِمَكَّةَ تِجَاهَ الْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفُتُوحِ نَصْرُ بْنُ أَبِي الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُصْرِيُّ سَمَاعًا، أَخْبَرَنَا النَّقِيبُ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ الْعَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ التُّسْتَرِيُّ، قَالَ هُوَ وَالْبَغْدَادِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَصْبَغَ مَوْلَى آلِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ رضي الله عنه، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ‌

‌ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ كَأَنِّي أَسْمَعُ قِرَاءَتَهُ: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ {15} الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 15-16]

.

قَالَ: تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ

ص: 466

3000 -

أَخْبَرَنَاهُ الشَّيْخَانِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السَّعْدِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الشَّيْخِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الصَّالِحِيَّانِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا بِصَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ مُتَفَرِّقَيْنِ، قَالا: أَخْبَرَنَا الْكَمَالُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ سَمَاعًا، زَادَ الثَّانِي فَقَالَ وَأَخْبَرَنَا الأَشْيَاخُ: أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ زَيْنَبُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ الْكَمَالِ الْمَقْدِسِيَّةُ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُقَيْرٍ الْحَرَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُحْتُرٍ، وَيُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلْطَانَ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ الأَوَّلُ: أَيْضًا وَأَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّابْلُسِيُّ، سَمَاعًا، قَالَتْ زَيْنَبُ: أَخْبَرَتْنَا عَجِيبَةُ ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ كِتَابَةً، وَقَالَ ابْنُ حَبِيبٍ أَخْبَرَنَا سُنْقُرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّيْنَبِيُّ سَمَاعًا، وَقَالَ ابْنُ شُقَيْرٍ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُلْوَانَ الْحَلَبِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ يُوسُفَ الْبَغْدَادِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ الزَّيْنَبِيُّ وَأَنَا حَاضِرٌ، وَقَالَ ابْنُ عُلْوَانَ وَأَنَا أَسْمَعُ، وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جُوسَلِينَ، وَعَبْدُ الْخَالِقِ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْمُوَفَّقُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ سَمَاعًا، قَالَ: هُوَ وَالْبَغْدَادِيُّ، وَعَجِيبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ الأَوَّلانِ: سَمَاعًا، وَقَالَتْ عَجِيبَةُ: كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الْمُنْذِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَصْبَغَ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ رضي الله عنه، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ يَقْرَأُ كَأَنِّي أَسْمَعُ قِرَاءَتَهُ:{فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ {15} الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 15-16]

ص: 467

10000 -

وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَاصِمٍ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ:" صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ {15} الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 15-16] ".

خَرَّجَهُ النِّسَائِيُّ فِي إِغْرَابِ شُعْبَةَ عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ 16 1: 468 - وَقَالَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ: حَدَّثَنَا لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، وَعَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كِلاهُمَا، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: " أَنَّهُ خَرَجَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، فَقَالَ: نِعْمَ سَاعَةُ الْوِتْرِ هَذِهِ، ثُمَّ تَلا:{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} [التكوير: 17] وَعَسْعَسَ أَيْضًا اسْمُ مَوْضِعٍ قَالَه الْخَطِيبُ الرَّازِيُّ فِي مُخَتْصَرِ الْعَيْنِ وَأَنْشَدَ:

أَلِمَا عَلَى الرَّبْعِ الْقَدِيمِ بِعَسْعَسَا

وَأَنْشَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ دُرَيْدٍ فِي الْجَمْهَرَةِ لامْرُؤِ الْقَيْسِ:

أَلَمْ تَسْأَلِ الرَّبْعِ الْقَدِيمِ بِعَسْعَسَا

كَأَنِّي أُنَادِي أَوْ أُكَلِّمُ أَخْرَسَا

وَحَرَّةُ عَسْعَسَ ذَكَرَهَا فِي الْجِرَارِ أَبُو عُبَيْدٍ الْبَكْرِيُّ وَغَيْرُهُ.

ص: 468

قَالَ الْغَامِدِيُّ:

طَافَ الْخَيَالُ وَصَحِبَنِي بِالأَوْعَسِ

بَيْنَ الزُّقَاقِ وَبَيْنَ حرة عَسْعَسَ

وَعَسْعَسُ أَيْضًا اسْمُ جَبَلٍ عَالٍ فِي السَّمَاءِ مِنْ جِبَالِ حِمَى ضَرِيَّةَ، لا يُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ جِبَالِ الْحِمَى، هَيْئَتُهُ كَهَيْئَةِ الرَّجُلِ، فَمَنْ رَآهُ مِنَ الْمُصْعَدِينَ حَسِبَ خِلْقَتَهُ خِلْقَةَ رَجُلٍ قَاعِدٍ لَهُ رَأْسٌ وَمَنْكِبَانِ.

قَالَ الشَّاعِرُ: إِلَى عَسْعَسَ ذِي الْمَنْكِبَيْنِ وَذِي الرَّأْسِ.

وَقَالَ آخَرُ:

بِدَارَةَ عَسْعَسَ دَرَجَتْ عَلَيْهَا

سَوَافِي الرِّيحِ بَذَّءًا وَارْتِجَاعًا

وَالْعَمَلُ مِنْ مَقْلُوبِ هَذَا الاسْمِ قَوْلُهُمْ: تَسَعْسَعَ الشَّيْخُ، إِذَا اضْطَرَبَ مِنَ الْكِبَرِ، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي الْجَمْهَرَةِ وَأَنْشَدَ قَوْلَ الرَّاجِزِ وَهُوَ رُؤْبَةُ:

قَالَتْ وَلَمْ تَأْلُ بِهِ أَنْ تَسْمَعَا

يَا هِنْدُ مَا أَسْرَعَ مَا تَسَعْسَعَا

وسعسع دُعَاءُ الْمَعْزَى إِذَا زَجَرَهَا الرَّاعِي.

وَسَعْ زَجْرٌ لِلإِبِلِ أَيْضًا.

وَسَعْسَعُ قَرْيَةٌ مِنْ أَعْمَالِ دِمَشْقَ، مَعْرُوفَةٌ يَنْزِلُ بِأَرْضِهَا الْمُسَافِرُونَ.

وَعَسْعَسُ بْنُ سَلامَةَ الْمَذْكُورُ، هُوَ مِنَ التَّابِعِينَ عَلَى الصَّحِيحِ الْمَشْهُورِ، وَاسْمُهُ فِيهِمْ كَمَا تَقَدَّمَ مِنَ الإِفْرَادِ، بَلْ مُطْلَقًا فِي الرُّوَاةِ عِنْدَ النُّقَّادِ، وَقَدْ سَمَّتِ الْعَرَبُ بِمُسَمَّاهُ لَكِنَّهُ فِيمَا أَعْلَمُ مِنْ غَيْرِ الرُّوَاةِ.

ص: 469

قَالَ الرَّاجِزُ يَمْدَحُ رَجُلا أَرْضَاهُ: وَعَسْعَسُ نِعْمَ الْفَتَى تَبْيَاهُ وَتَبْيَاهُ أَيْ: تَعْتَمِدُهُ.

وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حَيَّاكَ اللَّهُ وَبَيَّاكَ، أَيْ: اعْتَمَدَكَ بِالتَّحِيَّةِ فِيمَا ذَكَرَهُ الأَصْمَعِيُّ.

وَذَكَرَ قَوْمٌ أَنَّ مَعْنَاهُ أَضْحَكَكَ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ.

وَلَفْظُ اسْمِهِ هَذَا كَمَا كَانَ غَرِيبًا، نَظَمْتُهُ لُغْزًا قَرِيبًا، جَعَلْتُهُ لَذَوِي الْحِجَى أُحْجِيَةً وِلِلتَّحَلُّفِ عَنْ أُولِي النُّهَى نُهْيَةً.

وَحَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ، رضي الله عنه، فِي النَّخْلَةِ جَعَلَهُ الأَئِمَّةُ الْمُلْغِزُونَ لِهَذَا الْبَابِ أَصْلا وَهُوَ مِمَّا رُوِّينَاهُ مِنْ طُرُقٍ مِنْهَا:

مَا أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ الدِّمَشْقِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَآخَرُونَ، قَالَ الْخَطِيبُ: أَخْبَرَتْنَا أُمُّ مُحَمَّدٍ وَزِيرَةُ ابْنَةِ الزَّيْنِ أَسْعَدَ التَّنُوخِيَّةُ فِي سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَسَبْعِ مِائَةٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْبَغْدَادِيُّ، سَمَاعًا بِدِمَشْقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى الْهَرَوِيُّ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ إِسْمَاعِيلَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ شَبِيهَ، أَوْ قَالَ: كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ لا يَتَحَاتَ وَرَقُهَا وَلا تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ ".

ص: 470

فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، لا يَتَكَلَّمَانِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ فِيمَا لَمْ يَقُولُوا شَيْئًا.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هِيَ النَّخْلَةُ» .

فَلَمَّا قُمْنَا، قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَاهُ، وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّها النَّخْلَةُ.

فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُكَلِّمَهُ؟ قَالَ: لَمْ أَرَكُمْ تُكَلِّمُونَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيْئًا.

قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا.

تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَحَفْصُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِنَحْوِهِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، فِيمَا أَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ

ص: 471

وَبِمَا أَمْلَيْتُهُ وَنَبَّهْتُ عَلَيْهِ، يَظْهَرُ مَكْنُونُ اللُّغْزِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ، وَهُنَا أَنَا أَذْكُرُهُ تَلْقِيحًا لِلأَفْهَامِ، وَإِعْلامًا لِسَامِعِ هَذَا الإِمْلاءِ بِالْخِتَامِ:

أَمَا اسْمُ كَبِيرٍ تَابَعٍ عُدَّ صَاحِبَا

وَجَاءَ صَرِيحًا فِي الْقُرْآنِ مُسَطَّرَا

هُوَ اسْمٌ وَفِعْلٌ مُهْمَلٌ فِيهِ عُجْمَةٌ

وَفَرْدٌ وَزَوْجٌ جَاءَ فِي النُّورِ لَنْ يُرَى

إِذَا الشَّمْسُ زَالَتْ فَهُوَ فِيهَا وَإِنَّهُ

مَعَ اللَّيْلِ لا يَنْفَكُّ مَهْمَا جَرَى

وَنِصْفَاهُ كُلٌّ مِنْهُمَا مِثْلُ نِصْفِهِ

وَإِنْ قُلِبَا كَانَ كَذَلِكَ مَنْظَرَا

وَفِي قَلْبِهِ نَوْعُ اضْطِرَابٍ وَإِنَّهُ

لأجر عجم مَا تَأَثَّرَا

وَأَعْجَبُ مِنْ ذَا أَنَّ لا قَلْبَ فِي اسْمِهِ

وَمَنْزِلُهُ فِي الشَّامِ مَقْلُوبَةٌ تُرَى

وَفِي الْبَصْرَةِ الْفِرَا يَلْقَى جَمِيعُهُ

وَفِي عَسْقَلانَ النِّصْفُ مِنْهُ بِلا مرا

وَحَقًّا تَرَاهُ. . . . . . . بِضَرِيَّةَ

بِأَعْلَى حِمَاهَا قَاعِدًا لا مغيرا

وقد فتحت عينان فيه وفيهما

مع الفتح عين ضمها ليس يفترى

وإن نزعت عيناه فاقلب تمامه

تجده قويما لم يكن قط غيرا

وإن صحف الباقي بين بين قولنا

على الله حسبي حسبي الله في الورى

أبينوا عسى ما قد عيا في سؤالنا

يلين بتبيان الجواب محررا

ص: 472