المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌العلة في مقاتلة من امتنع عن دفع الزكاة مع عدم كفره - شرح الأربعين النووية - العباد - جـ ١٥

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[15]

- ‌شرح حديث (أمرت أن أقاتل الناس)

- ‌الشهادتان ومكانتهما من الإسلام

- ‌الصلاة والزكاة ومنزلتهما من الإسلام

- ‌معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا بحق الإسلام)

- ‌معنى قوله: (وحسابهم على الله)

- ‌فوائد حديث (أمرت أن أقاتل الناس)

- ‌الأسئلة

- ‌نوع قتال الصحابة للمرتدين

- ‌أمر جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم هو من أمر الله

- ‌توجيه كلام ابن رجب في أن الرسول كان يقبل من الكفار بعض الشروط لدخولهم في الإسلام

- ‌كيفية الجمع بين قوله: (لا إكراه في الدين) وحديث: (أمرت أن أقاتل الناس)

- ‌حكم من أتى بشيء من الشرك وهو حديث عهد بجاهلية

- ‌توجيه حديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا بني قريظة وهم غارون)

- ‌ثبوت السنة في أخذ الجزية من المجوس

- ‌العلة في مقاتلة من امتنع عن دفع الزكاة مع عدم كفره

- ‌حكم أهل الأوثان إذا أخذت منهم الجزية

- ‌حكم من لا يصلي ولا يزكي

- ‌استمرار دعوة أهل الجزية إلى الإسلام

- ‌حكم من يسب الله أو القرآن أو الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌مقاتلة من اجتمعوا على ترك الصيام

- ‌حكم الخروج على الحاكم الكافر أو المرأة

- ‌معنى قول عمر (ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق)

- ‌المراد بالنظر عند المتكلمين

الفصل: ‌العلة في مقاتلة من امتنع عن دفع الزكاة مع عدم كفره

‌العلة في مقاتلة من امتنع عن دفع الزكاة مع عدم كفره

‌السؤال

إذا كان تارك الزكاة لا يكفر، فلماذا يقاتل إذا امتنع عن دفع الزكاة، والله عز وجل يقول:{لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} [الغاشية:22]؟

‌الجواب

القتال لا يكون للكفر فقط، وإنما يكون للكفر ولغير الكفر.

والزكاة إذا جحد وجوبها كان ذلك كفراً وردة، وأما إذا لم يجحد الوجوب ولكن لم يؤدها من أجل البخل والطمع في المال، فإن هذا لا يقال له كفر؛ ولهذا جاء في السنة عدم كفر الذي لا يخرج الزكاة إذا لم يكن جاحداً لوجوبها، فإنه قال:(ما من صاحب ذهب أو فضة لا يؤدي حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فيكوى بها ظهره وجبينه وجنبه حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار).

فهذا يدل على أنه يوجد سبيل إلى الجنة، والذي له سبيل إلى الجنة هو المسلم؛ لأن الكافر لا سبيل له إلى الجنة أبداً، فهذا يدل على أنه إذا منعها بخلاً فإنه يعذب بها يوم القيامة حتى يقضى بين العباد، وينتهي إما إلى الجنة وإما إلى النار.

والقتال لا يكون للكفر فقط، بل قد يكون للبغي كما قال تعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات:9]، ثم قال:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10] فهؤلاء متقاتلون ومع ذلك جعلهم إخوة.

ص: 16