المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نقد قاعدة نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه - شرح الحموية - عبد الرحيم السلمي - جـ ٩

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌شرح الفتوى الحموية [9]

- ‌أدلة المتكلمين العقلية في نفي الصفات

- ‌معنى دليل تعدد القدماء عند المعتزلة والرد عليه

- ‌الرد على دليل تعدد القدماء بأنه مخالف للغة

- ‌الرد على دليل تعدد القدماء بأنه مخالف للشرع

- ‌الرد على دليل تعدد القدماء بأنه استعمل مصطلحات لم ترد في الكتاب والسنة

- ‌الرد على دليل تعدد القدماء بنقد مصطلح (ذات)

- ‌معنى دليل التركيب عند المتكلمين والرد عليه

- ‌الدليل الثاني للمتكلمين هو دليل التركيب

- ‌معنى دليل منع حلول الحوادث عند المتكلمين والرد عليه

- ‌معنى دليل منع حلول الحوادث والرد عليه بالجملة

- ‌المقدمات التي يتركب منها دليل منع حلول الحوادث والاستدلال به على أن الله هو الخالق

- ‌الردود على مقدمات أهل البدع في حلول الحوادث

- ‌بطلان استدلال المتكلمين بدليل التشبيه والتمثيل

- ‌نقد القواعد المخالفة للكتاب والسنة

- ‌نقد الاستخدام السيئ لقاعدة اليسر والسماحة في الشريعة

- ‌نقد قاعدة نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه

- ‌نقد قاعدة الموازنة بين الحسنات والسيئات عند نقد الآخرين

الفصل: ‌نقد قاعدة نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه

‌نقد قاعدة نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه

المثال الثالث: أن الأستاذ حسن البنا رحمه الله تعالى ذكر قاعدة أخذها أتباعه ووسعوها توسيعاً كبيراً، وهو أخطأ في إطلاق هذه القاعدة، والقاعدة هي: نتعاون فيما اتفقنا فيه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه.

ووجه الخطأ في هذه القاعدة هو قوله: (ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)، وذلك لأن الناس يختلفون في أمور متعددة، بعضها يعذر الخلاف فيه، وبعضها لا يعذر، فالذي يخالفنا في العقائد هل نقول في حقه: يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه؟ لا يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، فنحن لا نعذر الشيعة عندما خالفونا؛ لأن خلافهم في العقائد وهو باطل، وقد وصل إلى الشرك، كذلك لا نعذر القبوريين الذين يطوفون حول القبور ويذبحون لها، وينذرون لغير الله عز وجل، مثل دعوى محمد علوي المالكي وأمثاله؟ كذلك هل نعذر الأشاعرة والمعتزلة في أمور العقائد؟ لا نعذرهم، وهذا أمر بإجماع أهل العلم من أهل السنة أي: أن هذه القضايا لا يعذر فيها.

والمخالف للإجماع لا يعذر صاحبه؛ لكن إذا جئنا لنحكم عليه فإننا ننظر إلى مقالته ثم نقيس مدى بعده أو قربه من الكتاب والسنة، ولهذا يقول ابن تيمية رحمه الله: إن أهل السنة هم أرحم الخلق بالخلق؛ لأن ميزانهم منضبط ليس مبنياً على الهوى والتعصب والآراء الشخصية.

إذاً: هذه قاعدة عامة، ولهذا وجد في أتباع الأستاذ حسن البنا الرجل الصوفي والشيعي، ووجد في أتباعه كثير من أهل البدع، ووجد في أتباعه أيضاً من يتبنى مذهب السلف الصالح رضوان الله عليهم.

والعذر يكون في الخلاف في مسائل الاجتهاد، وهي المسائل الفقهية في الغالب، ويمكن مراجعة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه:(رفع الملام عن الأئمة الأعلام) لمعرفة حدود الإعذار لهؤلاء العلماء المختلفين، لكن هل الخطأ والانحراف في هذه القاعدة مثل الانحراف في قاعدة الأشاعرة؟ لا، ليس مثلها، وهل هي مثل الانحراف في قاعدة الباطنية؟ لا، ليس مثلها.

ص: 17