المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌اجتماع الإرادة الشرعية والقدرية في إيمان المؤمن وعمله الصالح - شرح العقيدة الطحاوية - ابن جبرين - جـ ١٠

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌شرح العقيدة الطحاوية [10]

- ‌معنى قوله: (قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء)

- ‌الأدلة العقلية والنقلية في إثبات الأولية والآخرية لله تعالى

- ‌اعتقاد أهل السنة في أولية الله وأزليته

- ‌إدخال المتكلمين لفظ (القديم) في أسماء الله تعالى

- ‌وصف المتكلمين لله بالقديم ومعناه عندهم

- ‌معنى كلمة (القديم) في لغة العرب

- ‌معنى قوله: (لا يفنى ولا يبيد)

- ‌معنى قوله: (ولا يكون إلا ما يريد)

- ‌أقسام القدرية وحكم كل قسم

- ‌أنواع الإرادة

- ‌الفرق بين الإرادة الشرعية والإرادة الكونية

- ‌ذكر الآيات الدالة على الفرق بين الإرادة الشرعية والقدرية

- ‌اجتماع الإرادة الشرعية والقدرية في إيمان المؤمن وعمله الصالح

- ‌وجه إنكار القدرية لقدرة الله والرد عليهم

- ‌حكمة الله تعالى في إعانة العبد على ما أمره أو عدم إعانته

- ‌عجز البشر عن معرفة كنه صفات الله وكنه ذاته سبحانه

- ‌عقيدة أهل السنة في الصفات بين المعطلة والمشبهة

- ‌نفي التشبيه غير مستلزم لنفي الصفات وإثبات الصفات غير مستلزم للتشبيه

الفصل: ‌اجتماع الإرادة الشرعية والقدرية في إيمان المؤمن وعمله الصالح

‌اجتماع الإرادة الشرعية والقدرية في إيمان المؤمن وعمله الصالح

هو يقول: كل ما في الوجود من الحوادث فهو مراد كوناً وقدراً، ولكن قد لا يكون محبوباً، قد يكون محبوباً كالطاعات وقد يكون مكروهاً كالمعاصي، وكل الطاعات التي تحدث من أهلها فإنها مرادة ديناً وشرعاً، أرادها الله ديناً وشرعاً، فهي مرادة ومحبوبة.

يعني: أن الله تعالى أراد الإيمان من الناس كلهم ديناً وشرعاً، ولكن تحقق ذلك في المؤمنين، فأصبح إيمان المؤمنين وأعمالهم الصالحة مجتمعاً فيها الإرادتان: الشرعية، والكونية القدرية، فإيمان المؤمنين وصلاتهم وعباداتهم مرادة كوناً وقدراً لوجودها، ومرادة ديناً وشرعاً للأمر بها ولمحبتها.

ومع ذلك فإن على المسلم أن يسأل ربه الهداية، حتى ييسر له هذه الأسباب ويجعله من أهلها، فإذا قام بالأسباب وفعلها رُجي بذلك أن يكون ممن أراد الله تعالى هدايته كوناً وقدراً، ووفقه لذلك ديناً وشرعاً، ولا يبقى على حاله التي هو عليها ويقول: ما أراد الله هدايتي، ويستمر على الضلال والعياذ بالله، فإن الذين يحتجون بالقدر يحتجون به في أمر دون أمر، حيث إنهم لا يسلمون ذلك في الأمور الدنيوية بل تراهم مجدين ومجتهدين ومشمرين، بخلاف أمورهم الدينية فإنهم يحتجون بالقضاء وبالقدر، ويحتجون بأن الله ما أراد منهم كذا وكذا، فيقال لهم: الباب واحد، فإذا اجتهدتم في أمور الدنيا فاجتهدوا في أمور الدين، والله تعالى هو الموفق لمن أراد الخير والعمل الصالح.

ص: 14