المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحكم على المعين بالجنة والنار - شرح العقيدة الطحاوية - عبد الرحيم السلمي - جـ ٥

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌العقيدة الطحاوية [5]

- ‌أهل القبلة مسلمون مؤمنون

- ‌خطر الخوض والجدل في الله وفي دين الله

- ‌خطر الجدل في القرآن

- ‌الإيمان بأن القرآن كلام الله غير مخلوق

- ‌مذهب أهل السنة في باب التكفير والرد على المخالفين

- ‌الرد على الخوارج الذين يكفرون بالذنب

- ‌التكفير بالاستحلال

- ‌الرد على المرجئة الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب

- ‌ضرورة الموازنة بين الخوف والرجاء

- ‌ضابط الكفر عند الإمام الطحاوي

- ‌تعريف الإيمان عند الإمام الطحاوي

- ‌حقيقة الولاية والرد على مذهب الصوفية فيها

- ‌ميزان الولاية

- ‌وجوب الإيمان بالرسل

- ‌عقيدة أهل السنة في مصير أهل الكبائر الموحدين

- ‌الصلاة خلف البر والفاجر

- ‌حكم هجر المبتدع

- ‌الحكم على المعين بالجنة والنار

- ‌الكلام على التكفير والتفسيق

- ‌مذهب أهل السنة في قتال المسلم

- ‌مذهب أهل السنة في التعامل مع الحكام والولاة

- ‌الطوائف التي ترى الخروج على الولاة

- ‌وجوب لزوم السنة ومجانبة الشذوذ والخلاف والفرقة

- ‌محبة أهل العدل وبغض أهل الجور

- ‌خطر التجرؤ على أحكام الله عز وجل بغير علم

- ‌مذهب أهل السنة في المسح على الخفين

الفصل: ‌الحكم على المعين بالجنة والنار

‌الحكم على المعين بالجنة والنار

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ولا ننزل أحداً منهم جنة ولا ناراً].

قوله: (ولا ننزل أحداً منهم جنة ولا ناراً) المقصود بقوله: (منهم) يعني: من المسلمين من أهل القبلة، فلا يجوز لأحد أن يقول لأحد من أهل القبلة مات: هذا من أهل النار، كما لا يجوز أن يقول: هذا من أهل الجنة؛ لأن هذا من التعدي، فإنه ادعاء لما لم يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.

إلا أن السلف رضوان الله عليهم اختلفوا في مسألة الشهادة بالجنة، فإن للسلف فيها أقوالاً، فبعضهم قال: نشهد بالجنة للأنبياء، ومن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، وهذا هو الصحيح، وهو الذي عليه الأكثر.

وبعضهم قال: إن من شهد له المسلمون بالصلاح والتقوى فنشهد له كذلك، ويستدل على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءت الجنازة الأولى فأثنوا عليها خيراً فقال: وجبت، فلما جاءت الثانية أثنوا عليها شراً، فقال: وجبت، فقالوا: ما وجبت؟ فقال: (هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار؛ أنتم شهداء الله في أرضه).

وأما الكفار الذين لا شبهة في كفرهم، يعني: لا ينتسبون إلى الإسلام بوجه من الوجوه مثل اليهود والنصارى والوثنيين فهؤلاء إذا ماتوا يصح للإنسان أن يشهد لهم بالنار، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار) ويقول الله عز وجل: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة:113] ثم قال: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة:114] يقول ابن عباس: تبين له أنه عدو لله لما مات، لكن قبل أن يموت كان يدعو له؛ لعل الله عز وجل أن يهديه، فلما مات تبين له أنه عدو لله، فترك الدعاء له.

ص: 19