المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الخلاف في التفضيل بين خديجة وعائشة وذكر بعض فضائلهن - شرح العقيدة الواسطية - الغنيمان - جـ ٢٩

[عبد الله بن محمد الغنيمان]

فهرس الكتاب

- ‌شرح العقيدة الواسطية [29]

- ‌الكلام على الخلفاء الراشدين وخلافتهم وبعض من شهد له الرسول بالجنة

- ‌أقسام الأخبار التي جاءت في خلاف الصحابة فيما بينهم

- ‌فضل أهل بدر وبيعة الرضوان

- ‌فضل أبي بكر رضي الله عنه

- ‌فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌فضل عثمان رضي الله عنه

- ‌فضل علي رضي الله عنه، والخلاف في المفاضلة بين علي وعثمان رضي الله عنهما

- ‌الخلافة الراشدة وحكم الخلاف في ترتيبها

- ‌مكانة أهل البيت عند أهل السنة والجماعة

- ‌مكانة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن عند أهل السنة والجماعة

- ‌الخلاف في التفضيل بين خديجة وعائشة وذكر بعض فضائلهن

- ‌موقف أهل السنة من الرافضة

- ‌الأسئلة

- ‌حال حديث: (أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ)

- ‌مارية القبطية رضي الله عنها من أمهات المؤمنين

- ‌المقصود بإجماع العشرة

- ‌حال حديث: (أنا وأبو بكر كفرسي رهان)

- ‌فضل الصحبة لا يمكن لأحد إدراكه بعد الصحابة

- ‌الحسن بن علي رضي الله عنهما من الخلفاء الراشدين

- ‌زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة

- ‌قبول صلاة من صلى أمام الإمام

- ‌حكم خلع لباس الإحرام قبل التقصير أو الحلق

الفصل: ‌الخلاف في التفضيل بين خديجة وعائشة وذكر بعض فضائلهن

‌الخلاف في التفضيل بين خديجة وعائشة وذكر بعض فضائلهن

أهل السنة يختلفون أيهما أفضل خديجة أو عائشة؟ والله أعلم بأفضلهن، ولكن قد جاء لكل واحدة منهما خصائص ليست للأخرى، وجاء لكل واحدة منهن فضائل ليست للأخرى.

فمن خصائص خديجة: كونها أول زوجة تزوجها صلى الله عليه وسلم، وقد تزوجها وعمره خمس وعشرون سنة وكانت تزيد عليه في العمر بخمس عشرة سنة، وكل أولاده كانوا منها ما عدا إبراهيم، وكانت تناصره وتساعده وتواسيه، وكلما اشتد عليه أمر يأت إليها فتواسيه وتسليه، وتقول له:(والله! لا يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم، وتعمل كذا وتعمل كذا) فتذكر من محاسنه وتشجعه وتسليه، وكذلك كانت تساعده في الدعوة بمالها وبنفسها، وكان يحبها صلى الله عليه وسلم كثيراً، حتى إن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ولم أدركها، ولكن من كثرة ما يذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا ذبح ذبيحة أهدى إلى صواحبها ما يكفيهن.

وبعث إليها رب العالمين السلام مع جبريل، فقال جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم:(هذه خديجة قد جاءتك على يدها إناء، فإذا جاءتك فأقرئها من الله السلام) ، وهذا شيء من خصائصها لم يشاركها فيه غيرها.

أما عائشة رضي الله عنها فهي الصديقة بنت الصديق، وهي أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث الذي في صحيح مسلم:(أنه لما سئل: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة) والرسول صلى الله عليه وسلم لا يداري أحداً، ولا يخشى إلا الله، ولا يكتم شيئاً، فلهذا لما سئل عن ذلك قال:(أحب الناس إلي عائشة، قيل له: ومن الرجال؟ قال: أبوها) .

ومن خصائصها: كثرة ما تلقته عن الرسول صلى الله عليه وسلم من العلم، وما نشرته من الفقه والأحاديث التي سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي من المكثرين من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن خصائصها: أن الوحي كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متلحف معها في لحافها.

ومن خصائصها: أن الرسول صلى الله عليه وسلم توفي في يومها وهي محتضنة له، فمات صلوات الله وسلامه عليه بين سحرها ونحرها.

ومن خصائصها: أن الله جل وعلا طهرها وذكر براءتها مما رميت به بالوحي الذي أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وأصبح وحياً يتلى إلى يوم القيامة، ولهذا يقول العلماء: من رماها بشيء من ذلك فإنه يجب قتله وهو كافر بالله جل وعلا؛ لأنه مكذب لكتاب الله جل وعلا.

وفي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)، والثريد: هو الخبز إذا أدم باللحم، وهذا هو أفضل الطعام.

ص: 12