المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌منهجية دعوى الفهم الخاص للقرآن عند العقلانيين - الاتجاهات العقلانية المعاصرة أصولها ومناهجها - جـ ٢

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌[2]

- ‌الموقف من إثراء الحديث عن الاتجاهات العقلانية

- ‌قلة الفقه في الدين سمة ذوي المنهج العقلاني

- ‌منشأ جهل العقلانيين بالثقافة الإسلامية

- ‌توجيه للمسلم في مورد منهله فيما يخص أمور دينه

- ‌الانتقائية في النصوص الموافقة للهوى سمة ذوي المنهج العقلاني

- ‌منهج العقلانيين في نقد الحق

- ‌أسباب الانتقائية عند العقلانيين

- ‌موقف العقلانيين من العلماء الراسخين ومن المرجعية الشرعية

- ‌نظرة العقلانيين إلى صلة الدين بالحياة

- ‌نظرة العقلانيين إلى العلماء في ضوء الحضارة المعاصرة

- ‌هجوم العقلانيين على العلماء وجرأتهم عليهم والموقف المطلوب إزاء ذلك

- ‌نظرة العقلانيين إلى ثوابت الدين

- ‌أنموذج الحدود شاهد على تجاوز العقلانيين لثوابت الدين

- ‌نظرة العقلانيين إلى الوحي والنبوة

- ‌منهجية دعوى الفهم الخاص للقرآن عند العقلانيين

- ‌موقف العقلانيين من شمولية الشريعة

- ‌أعمال الإسلام الظاهرة لا تشفع للأفكار الخبيثة

- ‌الاحتكام إلى الموازين الشرعية قاعدة الحوار مع العقلانيين

- ‌موقف العقلانيين من التدين والالتزام

الفصل: ‌منهجية دعوى الفهم الخاص للقرآن عند العقلانيين

‌منهجية دعوى الفهم الخاص للقرآن عند العقلانيين

المقدم: بعض العقلانيين عندنا قد يقول: أنا أؤمن بالله عز وجل، وأؤمن بالنبي عليه الصلاة والسلام، وأؤمن بأن القرآن هو كلام الله، لكن هذا القرآن فهمه أبو بكر رضي الله عنه بفهمه الخاص، وفهمه الحسن البصري كذلك، وأفهمه أنا بفهم خاص! الشيخ: هذه من معضلاتهم، وهذا دليل جهلهم؛ فنصوص القرآن وما صح من السنة منها ثوابت ليست قابلة للجدل في نصها ومفهومها، وليست محلاً للنقاش.

ومنها نصوص هي عبارة عن قواعد للشرع، فتطبيق جزئيات الحياة على ضوئها يحتاج إلى اجتهاد المجتهدين الذين يملكون القدرة على الاجتهاد، لماذا؟ لأن النصوص يفسر بعضها بعضاً، ويبين بعضها بعضاً، ويخصص بعضها بعضاً، وبعضها ناسخ وبعضها منسوخ، فمن الذي يستطيع أن يميز بعضها عن بعض؟ إنه العالم الذي يدرك هذا كله.

ثم إنهم ليس لهم قاعدة في الاجتهاد، بمعنى أن فقهاء الإسلام كلهم عندهم قواعد في الاجتهاد منضبطة بضوابط الشرع، وأما هؤلاء فليس عندهم قاعدة.

ثم إننا لو تركنا كلاً يفسر القرآن برأيه؛ فمعنى هذا أننا أسقطنا المرجعية الأساسية، مرجعية الرسول صلى الله عليه وسلم الذي فسر القرآن بقوله وفعله وتقريراته، وكذلك الصحابة الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يكونوا قدوة، وكذلك سبيل المؤمنين، فهذا عبارة عن حيدة عن الدين بحيلة، وخروج عن مقتضى الدين بحيلة أني أفهم كما يفهمون، وأننا رجال كما أنهم رجال، ولكن هل الرجال كالرجال؟! المقدم: وهذا فيه إسقاط لثوابت الإسلام ونصوص الشريعة.

الشيخ: لا شك في أن أكبر وسيلة مريحة لهم تقرب لهم سبيل الهدم هي أنهم يقولون: هذه النصوص ننظر إليها كما ينظر إليها الآخرون.

فنقول: نعم، تنظرون إليها بشروط، فأنا -مثلاً- لست متخصصاً في الأدب؛ لأجرؤ على أن أتناول النقد الأدبي كما يتناوله أصحابه، ولو تجرأت عليه لعابوني كلهم، فكيف بالشرع؟! وكيف بالدين الذي له قواعد وأسس شرعية ثابتة، رسمها القرآن ورسمها النبي صلى الله عليه وسلم ورسمها سلف الأمة؟! فلماذا يتجاوزون التخصص في القول على الله بغير علم وهم من أكثر الناس حرصاً على أن لا ينقدوا في جوانب التخصصات الأخرى؟! إن الأديب لا يقتحم الطب، ولو اقتحمه عابه أصحابه قبل الآخرين، فلماذا يقال في الشرع الذي هو دين الله وله أسس ثابتة في الاستدلال بغير علم؟ كيف نأخذ بالنصوص؟ وكيف نستدل بها؟ وكيف نعرف النص الذي يستدل به والنص الذي لا يستدل به؟ إنها أمور يعرفها كل عاقل بفطرته.

فهم تجاوزوا الحق بدعوى أننا نجتهد كما يجتهد الآخرون.

ص: 16