الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد ذكر الشَّوكانيُّ في "البدر الطالع"(1) في ترجمة والد المؤلف (الإمامِ عبد اللطيف) أن له شرحاً على المصابيح، وقد انفرد الشوكانيُّ بهذه النسبة، ولعله سهو منه رحمه الله، فإنَّ المترجمين لوالد المؤلف لم ينسبوا إليه شرحاً في المصابيح، كما أنَّ مقدمةَ هذا الشرح مفصِحةٌ ببيان أكيد في تأليف هذا الكتاب للإمام محمدِ بنِ عبد اللطيف.
*
تنبيه:
بعد تتبُّع مئات المواضع من شرح العلامة ملا علي القاري المسمى: "مِرقاة المفاتيح في شرح مِشْكاة المصابيح"، ألفيناه ينقلُ عن الإمام ابن المَلَك دونَ تمييزِ الوالد (عبد اللطيف) عن ولدِه (محمد صاحب شرح المصابيح هذا)، فيجد المطالعُ هناك قولَ العلَاّمة مُلَاّ علي القاريّ:(قال ابن الملك في شرح المشارق)، وتارة يقول:(في شرح المنار)، وتارة:(في شرح المجمع)، وتارة:(في شرح المصابيح)، وتارة يقول - وهو الأكثر -:(قال ابن الملك) دون الإشارة إلى الكتاب المنقول منه، وهذا ما يوقع المطالع في تحديد مرجع الكتاب الذي نقل منه القاري، كما يوهم أنَّ الجميعَ من تأليفِ واحدٍ، وبمطالعةِ مؤلفاتِ الوالد عبد اللطيف وولدِه محمد تتميَّزُ نسبةُ كلِّ واحد من تلك الكتب.
*
ثانياً: منهج المؤلف في الكتاب:
ذكر المؤلفُ رحمه الله في مقدمة كتابه أنَّ شروحًا أُلِّفت في "مصابيح السنة"، وأنَّ بعضَها بسيطٌ، وبعضَها وسيطٌ، وقد التمسَ منه إخوانُه أنْ لو كانَ له
(1) انظر: (1/ 374).
شرح جامع لفوائد تلك الشُّروحِ على طريقة الحلِّ، لصار المتنُ بلا مهلٍ انحل، فأجابهم رحمه الله إلى ملتَمسِهم ذاك، وشَرعَ في المقصود المطلوب.
- فجمع المؤلفُ رحمه الله كلامَ الشُّرَّاح قبلَه في كلِّ حديث من الأحاديث؛ كشرحِ السنَّةِ للإمام البَغَوي، وشَرحِ التُّورِبِشتي المسمَّى "المُيسَّر في شرح مصابيح السنة"، وشَرحِ الإمام المُظْهِري المسمَّى:"المفاتيح"، وشرح الطَّيبي على مِشْكاة المصابيح، وما جَمَعَه من الفوائد الحِسان من كُتبِ والدهِ الإمامِ الحديثية منها والفقهية؛ كـ "مَبَارق الأزهار شرح مشارق الأنوار للصغاني"، وشروحه الفقهية، فهذَّب واختصر رحمه الله ما وجدَه من كلام القوم في أحاديث المصابيح، تارةً - قليلة - يذكرُ صاحبَ القول، وكثيراً ما يُغْفِل نسبةَ الأقوال إلى أصحابها.
- وقد بثَّ رحمه الله كثيراً من فِقْهِ الأئمة الأربعة خصوصاً مذهبَ إمامهِ أبي حنيفةَ، ثم مذهبَ الإمام الشَّافعيِّ رحمهما الله تعالى.
وقد ظَهرَ في عرضه لتلك المسائل عدمُ تعصُّبِه لمذهبه، بل إنّه ظهر في مواضعَ عدَّةٍ تقديمُه لفقهِ الإمام الشَّافعي، وأنَّ الحديث الذي هو بصدد شرحِهِ هو حجة للشَّافعيِّ ومؤيّدٌ لمذهبه الذي ذهب إليه (1).
وهذا من مَحَاسن الشَّرحِ التي تندُر في كثيرٍ من الشروح.
- والمَأثَرةُ الأخرى لهذا الشرح: تبسيطُه وتذليلُه لكلامِ الأئمة السَّابقين في الجوانب اللُّغوية والحديثيَّة والفقهيَّة، وحُسْنُ عَرضِها حتى لا يبقى لسائلٍ أو مُسْتَشْكِلٍ استفهام.
(1) انظر أمثلة لذلك: (1/ 220، 280)، (2/ 177، 430)، (4/ 61).