المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌2 - الدافع الاستعماري: - الاستشراق والمستشرقون ما لهم وما عليهم

[مصطفى السباعي]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم:

- ‌تاريخ الاستشراق:

- ‌ميدان الاستشراق:

- ‌دوافع الاستشراق:

- ‌1 - الدافع الديني:

- ‌2 - الدافع الاستعماري:

- ‌3 - الدافع التجاري:

- ‌4 - الدافع السياسي:

- ‌5 - الدافع العِلْمِيّ:

- ‌أهداف الاستشراق ووسائله:

- ‌[أ]- هدف عِلْمِيٍّ مشبوه

- ‌1 - التشكيك بصحَّة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - [إنكارهم أنْ يكون الإسلام ديناً من عند الله]:

- ‌3 - [التشكيك في صِحَّةِ الحديث النبوي]:

- ‌4 - [التشكيك بقيمة الفقه الإسلامي الذاتية]:

- ‌5 - [التشكيك في قُدْرَةِ اللُّغة العربية على مسايرة التطوُّرَ العِلْمِيّ]:

- ‌[ب]- الأهداف الدِّينِيَّةِ والسياسية:

- ‌[جـ]- أهداف علميَّة خالصة:

- ‌وسائل المُسْتَشْرِقِينَ لتحقيق أهدافهم:

- ‌أهم المجلات التي يصدرونها:

- ‌أسماء أخطر المُسْتَشْرِقِينَ المعاصرين وأهم كُتُبهم:

- ‌بعض الكتب الخطيرة التي لها مكانة علميَّة عند بعض الناس:

- ‌موازين البحث عند المُسْتَشْرِقِينَ:

- ‌مع المُسْتَشْرِقِينَ وَجْهاً لِوَجْهٍ في أوروبا:

- ‌خاتمة البحث:

- ‌فهرس:

الفصل: ‌2 - الدافع الاستعماري:

العصر الحاضر بعد أنْ رأوا الحضارة الحديثة قد زعزعت أسس العقيدة عند الغربيِّين، وأخذت تشكُّكَهُم بكل التعاليم التي كانوا يتلقونها عن رجال الدين عندهم فيما مضى، فلم يجدوا خيراً من تشديد الهجوم على الإسلام لصرف أنظار الغربيِّين عن نقد ما عندهم من عقيدة وكتب مقدسة، وهم يعلمون ما تركته الفتوحات الإسلامية الأولى ثم الحروب الصليبية ثم الفتوحات العثمانية في أوروبا بعد ذلك في نفوس الغربيِّين من خوف من قوة الإسلام وكرهٍ لأهله، فاستغلُّوا هذا الجو النفسي، وازدادوا نشاطاً في الدراسات الإسلامية.

وهناك الهدف التبشيري الذي لم يتناسوه في دراساتهم العلميَّة، وهم قبل كل شيء رجال دين، فأخذوا يهدفون إلى تشويه سُمعة الإسلام في نفوس رُواد ثقافتهم من المسلمين؛ لإدخل الوهن إلى العقيدة الإسلامية، والتشكيك في التراث الإسلامي والحضارة الإسلامية وكل ما يتَّصل بالإسلام من علم وأدب وتراث.

‌2 - الدافع الاستعماري:

لما انتهت الحروب

ص: 21

الصليبية بهزيمة الصليبيِّين وهي في ظاهرها حروب دينية وفي حقيقتها حروب استعمارية، لم ييأس الغَرْبِيُّونَ من العودة إلى احتلال بلاد العرب فبلاد الإسلام، فاتَّجهوا إلى دراسة هذه البلاد في كل شؤونها من عقيدة وعادات وأخلاق وثروات؛ ليتعرَّفوا إلى مواطن القوة فيها فيضعفوها، وإلى مواطن الضعف فيغتنموه، ولما تمَّ لهم الاستيلاء العسكري والسيطرة السياسية كان من دوافع تشجيع الاستشراق إضعاف المقاومة الروحية والمعنوية في نفوسنا، وبث الوهن والارتباك في تفكيرنا وذلك عن طريق التشكيك بفائدة ما في أيدينا من تراث، وما عندنا من عقيدة وقِيَمٍ إنسانية، فنفقد الثقة بأنفسنا، ونرتمي في أحضان الغرب نستجدي منه المقاييس الأخلاقية والمبادئ العقائدية، وبذلك يتم لهم ما يريدون من خضوعنا لحضارتهم وثقافتهم خضوعاً لا تقوم لنا من بعده قائمة.

انظر إليهم كيف يُشَجِّعُون في بلادنا القوميات التاريخية التي عفى عليها الزمن، واندثرت منذ حمل العرب رسالة الإسلام، فتوحَّدتْ لغتهم وعقيدتهم

ص: 22