المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌التعريف بالمصنف العلَاّمة شمس الدين السخاوي هو العلَاّمة الحافظ الناقد شمس الدِّين - الانتهاض في ختم «الشفا» لعياض

[السخاوي]

الفصل: ‌ ‌التعريف بالمصنف العلَاّمة شمس الدين السخاوي هو العلَاّمة الحافظ الناقد شمس الدِّين

‌التعريف بالمصنف

العلَاّمة شمس الدين السخاوي

هو العلَاّمة الحافظ الناقد شمس الدِّين محمَّد بن عبد الرحمن ابن محمَّد السخاوي القاهري المصري الشافعي، مولده بالقاهرة سنة (831 هـ)، ونشأ في رعاية والده الذي اهتم بتربيته وتعليمه، فحفظ القرآن ولازم شيوخ عصره في فنون شتى كالعربية والحديث والفقه وغير ذلك، ورحل إلى أقطار شتى، وكتب العالي والنازل، واستكثر من الشيوخ حتى زاد عددهم على أربعمائة نفس.

وانتفع كثيراً بشيخه الحافظ ابن حجر رحمه الله فكان لا ينفك عن ملازمته حتى أصبح أمثل تلاميذه وأقربهم إليه، ثم صار رحمه الله من أشهر علماء زمانه، وبرع في الحديث والتاريخ، وتصدى رحمه الله للِإقراء والتدريس لا سيَّما عند إقامته بالحرمين مكة والمدينة، فأقبل عليه الطلبة من كل حدب وصوب، وأخذ عنه من الخلائق من لا يحصى كثرة، وأثنى عليه شيوخه وأقرانه وتلاميذه ثناء عاطراً، واعترفوا له بسعة الاطلاع، والتضلع في العلوم.

قال عنه المتقي ابن فهد: "زين الحفاظ، وعمدة الأئمة الأيقاظ،

ص: 7

شمس الدنيا والدين، ممن اعتنى بخدمة حديث سيِّد المرسلين، واشتهر بذلك في العالمين، على طريقة أهل الدين والتقوى، فبلغ فيه الغاية القصوى".

وقال عنه المتقي الشمني: "الإِمام العلَاّمة الثقة الفهامة الحجة، مفتي المسلمين، إمام المحدثين، حافظ العصر، شيخ السنة النبوية ومحررها وحامل راية فنونها ومقررها من صار الاعتماد عليه، والمرجوع في كشف المعضلات إليه، أمتع الله بفوائده وأجراه على جميل عوائده".

وقد أثرى رحمه الله المكتبة الِإسلامية بتصانيف كثيرة في الحديث والتاريخ وغيرهما من الفنون، وهي في مجملها متقنة محرّرة، ولذلك نالت استحسان العلماء وثناءهم، فقد كان العز الكناني الحنبلي يثني عليها ويكثر من مطالعتها والانتقاء منها (1).

ومن أشهر هذا التصانيف: كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، وفتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي، والغاية في شرح الهداية للسخاوي، والأجوبة المرضية فيما سئل عنه من الأحاديث النبوية، والمقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، والقول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع، وغيرها، وكلها مطبوعة متداولة.

(1) ذكر هذا السخاوي نفسه، ونقل عنه أنه قال في حق بعضها:"إن لم تكن التصانيف هكذا وإلَاّ فلا فائدة". (إرشاد المناوي ل 80/ ب).

ص: 8

توفي رحمه الله بعد حياة حافلة بطلب العلم والتدريس والِإقراء والِإفتاء والتصنيف سنة (952 هـ) بالبقيع بالمدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الإِسلام والمسلمين خير الجزاء (1).

• • •

(1) رأيت الاكتفاء بهذه الترجمة المقتضبة جدّاً مراعاة مني للمقام، فإنه لا يتسع لأكثر من هذا، لا سيما والسخاوي قد ترجمة لنفسه ترجمة موسعة في الضوء اللامع (8/ 2 - 32)، ثم عاد وأفرد كتابأ كبيراً وحافلاً في ترجمته سماه:"إرشاد الغاوي بل إسعاف الطالب الراوي بترجمة السخاوي"، وهو مخطوط محفوظ بخزانة أيا صوفيا بتركيا بخط ابن فهد وعليه خط مصنفه، ولدي مصورة عنه، ومن هذين الكتابين استقيت معظم هذه الترجمة.

كما أن له ترجمة في تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر للعيدروسي ص 18 - 23، والكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة للغزي 1/ 53، 54، وشذرات الذهب لابن العماد 8/ 15 - 17، والبدر الطالع للشوكاني وَكُتِبَتْ عنه العديد من الدراسات، أذكر منها: السخاوي مؤرخاً لعبد الله بن ناصر الشقاري، رسالة دكتوراه بجامعة الإِمام محمَّد بن سعود بالرياض سنة 1406. والسخاوي محدثاً لسعيد حليم، رسالة ماجستير بجامعة الحسن الثاني بالمغرب عام 1414 هـ. والسخاوي وجهوده في الحديث وعلومه لبدر العماش، رسالة دكتوراه بقسم علوم الحديث بالجامعة الِإسلامية بالمدينة عام 1419 هـ، وقد صدرت مؤخراً في مجلدين عن مكتبة الرشد بالرياض، وغيرها كثير.

ص: 9