المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (صدقة تصدق الله بها عليكم) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ١٤٩

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[149]

- ‌صلاة المسافر

- ‌شرح حديث (فرضت الصلاة ركعتين ركعتين)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (فرضت الصلاة ركعتين ركعتين)

- ‌شرح حديث (صدقة تصدق الله بها عليكم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (صدقة تصدق الله بها عليكم)

- ‌منزلة السنة من القرآن

- ‌إسناد آخر لحديث: (صدقة تصدق بها عليكم) وتراجم رجاله

- ‌متى يقصر المسافر

- ‌شرح حديث (كان رسول الله إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ)

- ‌شرح حديث (صليت مع رسول الله الظهر بالمدينة أربعاً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (صليت مع رسول الله الظهر بالمدينة أربعاً)

- ‌حكم الجمع أو القصر في مطار المدينة المنورة

- ‌الأذان في السفر

- ‌شرح حديث (يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية)

- ‌المسافر يصلي وهو يشك في الوقت

- ‌شرح حديث (كنا إذا كنا مع رسول الله في السفر فقلنا)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كنا إذا كنا مع رسول الله في السفر فقلْنا)

- ‌شرح حديث (كان رسول الله إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي الظهر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كان رسول الله إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي الظهر)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الاشتغال بالنظر إلى الكسوف وترك الصلاة

- ‌حكم دفع الرشوة لأجل الوصول إلى الحق

- ‌عدد مرات النداء لصلاة الكسوف

- ‌كيفية صلاة الليل والنهار

- ‌حكم السلام بعد سجدة التلاوة

- ‌حكم من أوصى ولده أن يحج عنه ولم يستطع

- ‌حكم استخدام الطبل والدف مع الأناشيد

- ‌حكم قراءة الفاتحة عند قبر الرسول

- ‌ثبوت استقبال الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم بالأناشيد

- ‌كيفية صلاة النبي بالأنبياء في بيت المقدس

- ‌معنى قول ابن حبان في المجروحين: فلان يخطئ كثيراً

- ‌حكم مريض يستمر في غسل الكلى حتى يخرج وقت الصلاة

- ‌حكم الحج لمن عليه دين

- ‌حكم سفر المرأة في الطائرة وحدها

- ‌لزوم الوفاء بالوعد للأم

- ‌حكم طلاق الحائض

- ‌حكم من فاته الركوع الأول من صلاة الكسوف

- ‌حكم من فاته المغرب وأدرك جماعة تصلي العشاء

الفصل: ‌شرح حديث (صدقة تصدق الله بها عليكم)

‌شرح حديث (صدقة تصدق الله بها عليكم)

قال المصنف رحمه الله: [حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد قالا: حدثنا يحيى عن ابن جريج، ح: وحدثنا خشيش -يعني ابن أصرم - حدثنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار عن عبد الله بن بابيه عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال: قلت لـ عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أرأيت إقصار الناس الصلاة وإنما قال تعالى: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء:101]، فقد ذهب ذلك اليوم؟! فقال: عجبت مما عجبت منه، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته)].

أورد أبو داود حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي فيه أن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال لـ عمر: كيف القصر وقد أمنا والله تعالى علق ذلك بالخوف؟ فكيف ذلك وقد ذهب الخوف والناس يقصرون في حال الأمان؟ فقال عمر رضي الله عنه: [عجبت مما عجبت منه] يعني: هذا الذي حصل لك حصل لي، وسألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته)، يعني: فاقصروا، ويكون ما جاء من ذكر الخوف في الآية محمولاً على الغالب أو جرى مجرى الغالب، وليس المقصود به القصر عليه وحده، هذا هو الذي يفهم من هذا الحديث؛ لأنه أتى به للدلالة على أن الآية إنما هي في قصر العدد والكمية وأنه بدل أن تكون الصلاة أربعاً تكون ثنتين.

وهذا هو الذي جاء في هذا الحديث عن عمر رضي الله عنه، وبعض أهل العلم قال: إن القصر الذي في الآية إنما هو قصر الكيفية، وهو خاص في حال الخوف، وذلك بأن تصلى على هيئة معينة، وعلى حالة مخصوصة، وعلى صفات معينة كما سيأتي في صلاة الخوف.

وكذلك -أيضاً- في كونها في حال شدة الخوف والقتال يصلي الناس على حسب أحوالهم راجلين وراكبين مستقبلي القبلة وغير مستقبليها، فالصلاة تصلى في وقتها ولا تؤخر، ولكن قالوا: هذا قصر للكيفية، وليس قصراً للكمية، وقصر الكمية إنما ثبت في السنة ولم يثبت في القرآن، وإنما الذي جاء في القرآن هو قصر الكيفية، لكن هذا الذي جاء عن عمر رضي الله عنه في هذا الحديث دليل على أنه قصر للكمية، وأن ذكر الخوف في الآية إنما جرى مجرى الغالب، وليس الأمر مقصوراً عليه، وبعض أهل العلم -كما ذكرت- يقول: إن الآية إنما هي في قصر الكيفية وليست في قصر الكمية، والقصر في الكمية إنما جاء في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الكثيرة التي جاءت من قوله وفعله عليه الصلاة والسلام، حيث كان يقصر، وحيث كان يأتي عنه ذكر القصر، كما جاء في حديث ابن عباس:(فرضت صلاة السفر ركعتين، والحضر أربعاً، والجمعة ركعتين) يعني: تماماً غير قصر، فيكون إثبات قصر الكمية إنما جاء في السنة، وعلى كل فالآية اختلف فيها، والذي جاء في حديث عمر يدل على أنها كما تدل على قصر الكيفية تدل على قصر الكمية كذلك.

ص: 5