المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (ما سبح رسول الله سبحة الضحى قط وإني لأسبحها) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ١٥٨

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[158]

- ‌الصلاة قبل المغرب

- ‌شرح حديث (صلوا قبل المغرب ركعتين)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (صلوا قبل المغرب ركعتين)

- ‌شرح حديث (صليت الركعتين قبل المغرب على عهد رسول الله)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (صليت الركعتين قبل المغرب على عهد رسول الله)

- ‌شرح حديث (بين كل أذانين صلاة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (بين كل أذانين صلاة)

- ‌شرح حديث (ما رأيت أحداً على عهد رسول الله يصليهما)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (ما رأيت أحداً على عهد رسول الله يصليهما)

- ‌ما جاء في صلاة الضحى

- ‌شرح حديث (يصبح على كل سلامى من ابن آدم صدقة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (يصبح على كل سلامى من ابن آدم صدقة)

- ‌وقت صلاة الضحى

- ‌شرح حديث (يصبح على كل سلامى من أحدكم في كل يوم صدقة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (يصبح على كل سلامى من أحدكم في كل يوم صدقة)

- ‌شرح حديث (من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى)

- ‌شرح حديث (صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين

- ‌مناسبة الحديث للباب

- ‌شرح حديث (يا ابن آدم لا تعجزني من أربع ركعات في أول نهارك أكفك آخره)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (يا ابن آدم لا تعجزني من أربع ركعات في أول نهارك أكفك آخره)

- ‌شرح حديث صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح سبحة الضحى ثماني ركعات

- ‌تراجم رجال إسناد حديث صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح سبحة الضحى ثماني ركعات

- ‌شرح حديث (ما أخبرنا أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى غير أم هانئ)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (ما أخبرنا أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى غير أم هانئ)

- ‌شرح حديث (هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (هل كان رسول الله يصلي الضحى

- ‌شرح حديث (ما سبح رسول الله سبحة الضحى قط وإني لأسبحها)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (ما سبح رسول الله سبحة الضحى قط وإني لأسبحها)

- ‌شرح حديث قعوده صلى الله عليه وسلم في مصلاه الذي يصلي فيه الغداة حتى تطلع الشمس

- ‌تراجم رجال إسناد حديث قعوده صلى الله عليه وسلم في مصلاه الذي يصلى فيه حتى تطلع الشمس

- ‌الفرق بين صلاة الإشراق وصلاة الضحى

- ‌الأسئلة

- ‌المراد بالمصلى في قوله (من قعد في مصلاه)

- ‌معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث (لا يقول إلا خيراً)

- ‌ما يحمل عليه قوله صلى الله عليه وسلم (غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)

- ‌حكم الوصال في الصيام

- ‌حكم صلاة راتبة الظهر الرباعية بتسليمة واحدة

- ‌حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مصحوبة باستغاثات شركية

- ‌خطر المعصية في الأماكن المقدسة

- ‌حكم قضاء الأربع الركعات قبل الظهر بعد صلاة فريضة الظهر

- ‌وقت صلاة الضحى

الفصل: ‌شرح حديث (ما سبح رسول الله سبحة الضحى قط وإني لأسبحها)

‌شرح حديث (ما سبح رسول الله سبحة الضحى قط وإني لأسبحها)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: (ما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط، وإني لأسبحها، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم)].

أورد أبو داود حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ما سبح سبحة الضحى، قالت:[وإني لأسبحها] أي: أنها تصليها، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يعمل العمل ولكنه يتركه خشية أن يفعله الناس اقتداء به صلى الله عليه وسلم فيفرض عليهم، فيكون في ذلك مشقة عليهم، وذلك مثلما جاء في رمضان في قيام الليل، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بهم بعض الليالي، ولكنه ترك الصلاة خشية أن تفرض عليهم، ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكملت الشريعة، ولم يأت فيها فرض قيام الليل الذي هو التراويح أعاد ذلك عمر رضي الله عنه وأتى به، وجمع الناس لصلاة التراويح، وذلك لأن الذي خشيه الرسول صلى الله عليه وسلم انتهى؛ لأنه لا تشريع بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

فكانت عائشة رضي الله عنها تخبر بأنه كان يحب أن يعمل الشيء ولكنه يتركه خشية أن يعمله الناس اتباعاً له واقتداء به فيفرض عليهم، ولعل السبب في ذلك أن صلاة الضحى تكون في وقت فيه تباعد بين الصلوات؛ لأن أطول وقت هو من بعد طلوع الشمس إلى الزوال، وهذه الفترة ليس فيها إلا صلاة الضحى، فكان هناك وقت طويل، فلعل الرسول صلى الله عليه وسلم خشي أن يفرض عليهم ذلك في هذا الوقت الذي فيه تباعد بين الوقتين، يعني: بخلاف الأوقات الأخرى المتقاربة كالوقت بين الظهر والعصر، فالوقت بينهما قريب، وفيه نوافل قبل العصر وبعد الظهر، وبعد العصر وقت قصير إلى المغرب، وقبل المغرب هناك نافلة، وبعدها نافلة، وبعد العشاء نافلة، وفيه قيام الليل، وبعد طلوع الفجر صلاة ركعتي الفجر، ولكن الوقت الطويل الذي ليس فيه شيء إلا صلاة الضحى هو هذا الذي يكون بعد طلوع الشمس إلى الزوال، فكان عليه الصلاة والسلام يفعل صلاة الضحى أحياناً كما حصل في عام الفتح، وكما كان يحصل منه صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر.

فـ عائشة تخبر رضي الله عنها بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يعمل الشيء، ولكنه يدعه خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم، وهذا من شفقته على أمته، وحرصه عليها، ومحبته لسلامتها من كل ما فيه عنت عليها ومشقة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وقد وصفه الله بقوله:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:128] فصلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

ص: 30