المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث الفصل بين المضمضة والاستنشاق - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٢٣

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[023]

- ‌الوضوء ثلاثاً ثلاثاً

- ‌شرح حديث وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ثلاثاً

- ‌تراجم رجال إسناد حديث وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ثلاثاً

- ‌الوضوء مرتين

- ‌شرح حديث: (أن النبي توضأ مرتين مرتين)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي توضأ مرتين مرتين)

- ‌شرح حديث ابن عباس في بيان صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس في بيان صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الوضوء مرة مرة

- ‌شرح حديث وضوء النبي صلى الله عليه وسلم مرة مرة

- ‌تراجم رجال إسناد حديث وضوء النبي صلى الله عليه وسلم مرة مرة

- ‌الفرق بين المضمضة والاستنشاق

- ‌شرح حديث الفصل بين المضمضة والاستنشاق

- ‌تراجم رجال إسناد حديث الفصل بين المضمضة والاستنشاق

- ‌ما جاء في الاستنثار

- ‌شرح حديث: (إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماءً ثم لينتثر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماءً ثم لينتثر)

- ‌شرح حديث: (استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثاً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثاً)

- ‌شرح حديث: (أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً)

- ‌شرح حديث: (أسبغ الوضوء) من طريق ثانية وتراجم رجال إسنادها

- ‌شرح حديث: (أسبغ الوضوء) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسنادها

الفصل: ‌شرح حديث الفصل بين المضمضة والاستنشاق

‌شرح حديث الفصل بين المضمضة والاستنشاق

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الفرق بين المضمضة والاستنشاق.

حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا معتمر قال: سمعت ليثاً يذكر عن طلحة عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: (دخلت -يعني: على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ والماء يسيل من وجهه ولحيته على صدره، فرأيته يفصل بين المضمضة والاستنشاق)].

أورد أبو داود رحمه الله هذه الترجمة وهي [باب في الفرق بين المضمضة والاستنشاق]، يعني: الفصل بينهما، وأنه يتمضمض على حدة ويستنشق على حدة، وليس المقصود بيان الفرق بينهما من حيث المعنى؛ فإن المقصود هو ما جاء في نفس الحديث الذي أورده المصنف من ذكر الفصل بين المضمضة والاستنشاق بأن يأخذ ماءً للمضمضة وماءً للاستنشاق، هذا هو الفصل بينهما، يعني: أنه يفرق بينهما، أي: أنه عكس أو ضد الجمع بينهما، وقد سبق أن مرت أحاديث عديدة فيها الجمع بين المضمضة والاستنشاق من كف واحد، وهذا الذي في الترجمة يقابل ذلك الذي تقدم من الجمع بينهما، وهو الفصل بحيث يتمضمض بماء مستقل، ثم يأخذ ماءً ويستنشق به.

وأورد فيه أبو داود رحمه الله حديث كعب جد طلحة بن مصرف وهو كعب بن عمرو أو عمرو بن كعب، وفيه أنه جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فرآه يفصل بين المضمضة والاستنشاق، لكن الحديث ضعيف من جهة والد طلحة بن مصرف وهو مجهول، وكذلك أيضاً من جهة الراوي عن طلحة وهو ليث بن أبي سليم، وكذلك أيضاً فيه اختلاف في جد طلحة، فمن العلماء من قال: إنه صحابي، ومنهم قال: إنه مجهول، ومن المعلوم أن جهالة الصحابة لا تؤثر، ولكن الجهالة تؤثر في غيرهم، فالجهالة إنما تؤثر في غير الصحابة، ولكن والد طلحة بن مصرف مجهول فيكفي في رد الحديث وعدم قبوله، ولكن بعض أهل العلم يقول: جاءت بعض الأحاديث تدل على الفصل، لكنها في الحقيقة ليست صريحة، مثل بعض الأحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم تمضمض ثلاثاً، واستنشق ثلاثاً، وكونه نص على المضمضة ثلاثاً، والاستنشاق ثلاثاً، معناه: أنه بعد ما فرغ من المضمضة ثلاث مرات أخذ في الاستنشاق ثلاث مرات، قالوا: وهذا فصل بين المضمضة والاستنشاق، بمعنى: أنه يتمضمض ثلاثاً أولاً ويستنشق ثلاثاً بعد ذلك، وهذا فصل، وذكروا بعض الأحاديث التي من هذا النوع، والجمع لا شك أنه هو القوي والواضح الذي دلت عليه الأحاديث، وفيه التنصيص على أنه تمضمض واستنشق من كف واحدة كما جاء في بعض الروايات الصحيحة التي سبق أن مرت من طرق متعددة، يعني: أنه تمضمض ببعض ما في كفه، ثم استنشق بالباقي، فتكون الكف الواحدة منها مضمضة ومنها استنشاق، لكن بعض أهل العلم يقول: إن كلاً من الفصل والوصل في المضمضة والاستنشاق ثابت، ولكن الأحاديث التي جاءت بالوصل صريحة وواضحة وجلية وقوية والأحاديث التي جاءت في الفصل بين المضمضة والاستنشاق ليست صريحة، والأمر في ذلك واسع، فلو أن الإنسان تمضمض من كف واستنشق من كف أخرى لم يكن بذلك بأس إن شاء الله.

قوله: [(والماء يسيل من وجهه ولحيته على صدره)].

يعني: أنه كان يغسل وجهه ولحيته، وأن الماء لكثرته كان يتساقط على صدره من وجهه ولحيته.

ص: 14