المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث رضاع سالم مولى أبي حذيفة - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٢٣٧

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[237]

- ‌يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب

- ‌شرح حديث: (يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة)

- ‌شرح حديث عرض أم حبيبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج بأختها

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عرض أم حبيبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج بأختها

- ‌لبن الفحل

- ‌شرح حديث عائشة في جواز دخول عمها من الرضاعة عليها

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عائشة في جواز دخول عمها من الرضاعة عليها

- ‌شرح حديث: (انظرن من إخوانكن، فإنما الرضاعة من المجاعة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (انظرن من إخوانكن، فإنما الرضاعة من المجاعة)

- ‌شرح حديث ابن مسعود: (لا رضاع إلا ما شد العظم، وأنبت اللحم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود: (لا رضاع إلا ما شد العظم، وأنبت اللحم)

- ‌شرح حديث ابن مسعود من طريق ثانية وتراجم رجاله

- ‌من رأى التحريم برضاع الكبير

- ‌شرح حديث رضاع سالم مولى أبي حذيفة

- ‌كيفية الرضعات المحرمات

- ‌تراجم رجال إسناد حديث رضاع سالم مولى أبي حذيفة

- ‌الأسئلة

- ‌حكم إرضاع الكبير الأجنبي ليحل له دخول البيت

- ‌ما يفعله الأب تجاه ابنه التارك للصلاة

- ‌حكم سؤال الناس لأجل الزواج

- ‌حكم تساقط بعض شعر اللحية بسبب العبث بها

- ‌ما يفعله القريب مع قريبته الزانية

- ‌وجه ترك النبي صلى الله عليه وسلم إقامة الحد على البغي عناق

- ‌حكم الدعاء بقوله: (اللهم كن معي حيّاً وميتاً)

- ‌حكم زواج الزاني بمن زنى بها

- ‌الأفضل في توبة الزاني حين لا يُعلم بفعله

- ‌حكم تحريض المرأة على زوجها حتى يطلقها ثم الزواج بها

- ‌حكم إيقاع الطلقة الأخرى على الرجعية المعتدة

- ‌حكم نكاح المسلم البوذية

- ‌حكم جعل المهر من غير المنافع المالية

- ‌إدخال الزوجة أشياء بيت زوجها بغير إذنه

- ‌التفضيل بين الذكر وحضور حلقة العلم بعد عصر الجمعة

- ‌المقصود بقول المعلق على سنن أبي داود: قال الشيخ

- ‌هل يحرم ما دون خمس رضعات

- ‌شرح حديث: (كان فيما أنزل الله عز وجل من القرآن عشر رضعات يحرمن)

- ‌أنواع النسخ في القرآن الكريم

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (كان فيما أنزل الله عز وجل من القرآن عشر رضعات يحرمن)

- ‌شرح حديث: (لا تحرم المصة ولا المصتان)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لا تحرم المصة ولا المصتان)

- ‌الرضخ عند الفصال

- ‌شرح حديث بيان إذهاب مذمة الرضاعة بالغرة

- ‌تراجم رجال إسناد حديث بيان إذهاب مذمة الرضاعة بالغرة

الفصل: ‌شرح حديث رضاع سالم مولى أبي حذيفة

‌شرح حديث رضاع سالم مولى أبي حذيفة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من حرم به.

حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثني يونس عن ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأم سلمة رضي الله عنها أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس كان تبنى سالماً رضي الله عنهما وأنكحه ابنة أخيه هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، وهو مولى لامرأة من الأنصار، كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيداً، وكان من تبنى رجلاً في الجاهلية دعاه الناس إليه وورث ميراثه، حتى أنزل الله سبحانه وتعالى في ذلك:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} إلى قوله: {فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب:5]، فردوا إلى آبائهم، فمن لم يعلم له أب كان مولىً وأخاً في الدين، فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ثم العامري، وهي امرأة أبي حذيفة، فقالت: يا رسول الله! إنا كنا نرى سالماً ولداً، وكان يأوي معي ومع أبي حذيفة في بيت واحد ويراني فضلى، وقد أنزل الله عز وجل فيهم ما قد علمت، فكيف ترى فيه؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(أرضعيه)، فأرضعته خمس رضعات، فكان بمنزلة ولدها من الرضاعة، فبذلك كانت عائشة رضي الله عنها تأمر بنات أخواتها وبنات إخوتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وإن كان كبيراً خمس رضعات ثم يدخل عليها، وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحداً من الناس حتى يرضع في المهد، وقلن لـ عائشة: والله! ما ندري لعلها كانت رخصة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لـ سالم دون الناس].

أورد أبو داود [باب من حرم به] يعني: برضاع الكبير؛ لأن الضمير يرجع إلى ما جاء في الترجمة السابقة: [باب في رضاعة الكبير]، ثم قال بعد ذلك:[باب من حرم به] أي: برضاع الكبير، فرضاعة الكبير عنده يحصل بها التحريم إذا كانت بخمس رضعات فأكثر.

وأورد أبو داود حديث عائشة وأم سلمة في ذلك، وهو أن أبا حذيفة كان قد تبنى سالماً، وهو مولى لامرأة من الأنصار، وكان يقال له: مولى أبي حذيفة لا لأنه أعتقه، ولكن لكونه تبناه وكان يسكن معه، فقيل له: مولاه، وكان قبل ذلك ينسب إليه، وزوجه ابنة أخيه، ولما نزلت الآيات فيما يتعلق بمن يتبنون، وأن الأمر قد اختلف عما كان عليه من قبل، ونسخ ما كانوا يحصل من التبني ونسبة الرجل إلى من تبناه، وكذلك كونه يحصل توارث، وجاء الحكم بنسخ ذلك قالت سهلة بنت سهيل بن عمرو -وهي زوجة أبي حذيفة - كنا نرى سالماً ولداً لنا، وإنه كان يأوي معي ومع أبي حذيفة، وإنه يراني فضلى فماذا ترى؟ قال:[(أرضعيه)]، فأرضعته خمس رضعات، فكان بمنزلة ولدها من الرضاع؛ لأنه رضع منها خمس رضعات، فكانت عائشة رضي الله عنها ترى أن الحكم عام، وأنه لا يختص بقصة سالم، وكانت تأمر من تريد أن يدخل عليها أن يرضع من قريباتها ولو كان كبيراً، فتكون خالته من الرضاع إذا رضع من أخواتها، أو من أحد من أقربائها بحيث تكون هي من محارمه بسبب تلك الرضاعة، وأبى ذلك سائر أمهات المؤمنين، وقلن: إن هذا خاص بـ سالم مولى أبي حذيفة، وأبين أن يدخلن عليهن أحد بمثل هذه الرضاعة.

وأما عائشة رضي الله تعالى عنها فقد روت هذا الحديث وروت الحديث السابق في كون الرضاعة من المجاعة، ولكنها أخذت بأحد الحديثين دون الآخر.

وقد اختلف العلماء في هذه المسألة -أي: في رضاع الكبير- فمنهم من أجازه استناداً إلى ما جاء في هذه المسألة، ومنهم من منعه استناداً إلى ما جاء في الأحاديث السابقة:(إنما الرضاعة من المجاعة)، ومن العلماء من قال: من كانت حاله كحالة سالم مولى أبي حذيفة فإنه يرضع، ويحصل التحريم بذلك، ومن ليس كذلك فالأمر على ما هو عليه من أنّ التحريم إنما يكون في زمن الحولين الذي فيه المجاعة والاستفادة.

والذي يظهر -والله أعلم- أن رضاع الكبير لا يعتبر ولا يعول عليه، وأنّ الرضاع إنما يكون في الصغر، وما حصل في قصة سالم فإنه يكون قصة عين خاصة به لا تتعداه إلى غيره.

ثم إن القول برضاع الكبير وكونه يسوغ ويكون عاماً يترتب عليه مفاسد وأمور خطيرة، وذلك لأن المرأة إذا أرادت التخلص من زوجها فإنها تحلب من ثديها في كأس وتسقيه عدة مرات، وبعد ذلك تقول: أنت ابني من الرضاع وتتخلص منه، فرضاع الكبير لا يعتبر.

ص: 16