المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح أثر سبب نزول قوله تعالى: (ويسألونك عن اليتامى) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٣٣٧

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[337]

- ‌ما جاء في كراهية الإضرار في الوصية

- ‌شرح حديث: (أن تصدق وأنت صحيح حريص)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أن تصدق وأنت صحيح حريص)

- ‌شرح حديث: (لأن يتصدق المرء في حياته بدرهم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لأن يتصدق المرء في حياته بدرهم)

- ‌شرح حديث: (إن الرجل ليعمل والمرأة بطاعة الله ستين سنة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (إن الرجل ليعمل والمرأة بطاعة الله ستين سنة)

- ‌ما جاء في الدخول في الوصايا

- ‌شرح حديث: (ولا تولين مال يتيم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (ولا تولين مال يتيم)

- ‌ما جاء في نسخ الوصية للوالدين والأقربين

- ‌شرح أثر ابن عباس في قوله تعالى: (إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين)

- ‌تراجم رجال إسناد أثر ابن عباس في قوله تعالى: (إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين)

- ‌ما جاء في الوصية للوارث

- ‌شرح حديث: (فلا وصية لوارث)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (فلا وصية لوارث)

- ‌ما جاء في مخالطة اليتيم في الطعام

- ‌شرح أثر سبب نزول قوله تعالى: (ويسألونك عن اليتامى)

- ‌تراجم رجال إسناد أثر سبب نزول قوله تعالى: (ويسألونك عن اليتامى)

- ‌ما جاء فيما لولي اليتيم أن ينال من مال اليتيم

- ‌شرح حديث: (كُلْ من مال يتيمك غير مسرف)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (كُلْ من مال يتيمك غير مسرف)

- ‌متى ينقطع اليتم

- ‌شرح حديث: (لا يتم بعد احتلام)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لا يتم بعد احتلام)

- ‌الأسئلة

- ‌ضابط السفه

- ‌كيفية استخراج الثلث من التركة

- ‌حكم الوصية لغير الورثة

- ‌حكم اختصاص بعض الأبناء بالعطية مقابل الخدمة والرعاية

- ‌حكم الوصية لوارث مقابل الخدمة والرعاية

- ‌حكم من طلق امرأته في مرض ثم شفي منه

- ‌حكم منع المورث للوارث من الميراث

- ‌حكم الضعيف إن اختير للإمارة

- ‌حكم الوقف بأكثر من الثلث

- ‌حكم الأخذ من مساعدات طلاب العلم

- ‌كتاب الأعلام للزركلي

الفصل: ‌شرح أثر سبب نزول قوله تعالى: (ويسألونك عن اليتامى)

‌شرح أثر سبب نزول قوله تعالى: (ويسألونك عن اليتامى)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب مخالطة اليتيم في الطعام.

حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أنزل الله عز وجل: {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام:152]، و {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} [النساء:10] الآية.

انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه، فجعل يفضل من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد؛ فاشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ فأنزل الله عز وجل:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [البقرة:220]، فخلطوا طعامهم بطعامه وشرابهم بشرابه].

أورد أبو داود باب مخالطة اليتيم في الطعام، يعني: أن ذلك سائغ، وأن الإنسان إذا كان عنده يتيم يأكل معه وأراد الولي أن ينفق على اليتيم من مال اليتيم نفسه فإنه يتحرج من ذلك، فله أن يخالطه لكن بحيث يؤخذ من طعام هذا ومن طعام هذا، أو يصرف من نقود هذا ومن نقود هذا كل بحسبه، وكل على قدره، فيؤخذ من اليتيم مقدار ما يستحقه الشخص المفرد، وصاحب البيت ينفق على قدر أهل البيت، ويخلط هذا مع هذا ويشترى الطعام، يعني: تدفع النقود من هذا والنقود من صاحب البيت ثم يشترى الطعام ويطبخ ويأكل الجميع منه، وهذه هي المخالطة، في الأكل، ولما نزل قول الله عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} [النساء:10]، عزلوا طعامهم من طعامهم وشرابهم من شرابهم، فصار الطعام لليتيم يعطى منه، وإذا فضل فضلة حبست له حتى يأكلها، أو تنتن فتفسد فلا يستفيد منها لا هو ولا غيره، فأنزل الله عز وجل هذه الآية:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} [البقرة:220] يعني: يعلم الذي عنده إحسان إلى اليتيم، والذي عنده إساءة إلى اليتيم، والذي عنده إصلاح لمال اليتيم، والذي عنده إفساد لمال اليتيم، الله تعالى يعلم ذلك ولا يخفى عليه، ولكن المخالطة لا بأس بها ولا مانع منها، والحرج والمشقة التي تحصل لعزل طعامه من طعامه الله تعالى رفعها وأباح المخالطة، فالمخالطة لا بأس بها ولا مانع منها، والشيء الذي كانوا يفعلونه في الأول سائغ لكن مع العدل، فلا يؤخذ من مال اليتيم إلا على قدر حاجة اليتيم فقط، ويخلط الطعام مع الطعام، ويأكل الجميع من الطعام، ويكون الطعام للجميع، والجميع يستفيدون منه.

وأثر ابن عباس هو في بيان سبب نزول هذه الآية، وأنهم تحرجوا وعزلوا طعامهم من طعامهم، فتعرض للفساد فرخص وأذن لهم بأن يخلطوا طعامهم مع طعامهم وأنزل الله هذه الآية.

ص: 19