المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث زيارته صلى الله عليه وسلم لقبر أمه - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٣٧٢

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[372]

- ‌زيارة القبور

- ‌شرح حديث زيارته صلى الله عليه وسلم لقبر أمه

- ‌تراجم رجال إسناد حديث زيارته صلى الله عليه وسلم لقبر أمه

- ‌شرح حديث: (نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن في زيارتها تذكرة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن في زيارتها تذكرة)

- ‌زيارة النساء للقبور

- ‌شرح حديث: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور)

- ‌ما يقوله إذا زار القبور أو مرّ بها

- ‌شرح حديث الدعاء الوارد في زيارة القبور

- ‌تراجم رجال إسناد حديث الدعاء الوارد في زيارة القبور

- ‌إذا مات المحرم كيف يصنع به

- ‌شرح حديث الرجل الذي وقصته راحلته وهو محرم

- ‌تراجم رجال إسناد حديث الرجل الذي وقصته راحلته وهو محرم

- ‌شرح حديث الرجل الذي وقصته راحلته من طريق ثانية وتراجم رجاله

- ‌شرح حديث الرجل الذي وقصته راحلته من طريق ثالثة وتراجم رجاله

- ‌شرح حديث الرجل الذي وقصته راحلته من طريق رابعة وتراجم رجاله

- ‌الأسئلة

- ‌متى يكون الثناء على الميت

- ‌الصلاة على القبر إذا كان قديماً من خصوصياته صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم منع الحمل مؤقتاً

- ‌حكم الوليمة للختان

- ‌إقامة الحدود من خصوصية الحاكم والوالي

- ‌صلاة الرجل مع غيره جماعة تصدقاً عليه

- ‌رأس الميت يكون عن يمين الإمام رجلاً كان أو امرأة

- ‌حكم وضع حجرين على القبر كعلامة

- ‌حكم أكل الدجاج المستورد

- ‌حكم وضع حجر على قبر الرجل وحجرين على قبر المرأة

- ‌حكم الدعاء بعد التكبيرة الرابعة في الصلاة على الصبي

- ‌حكم الوضوء في غسل الجنابة

- ‌عدم صحة حديث: (اختلاف أمتي رحمة)

- ‌حكم تسمية الطفل والعق عنه والصلاة عليه إذا ولد لسبعة أشهر ميتاً

- ‌كيفية وضع يدي الميت بعد موته

- ‌معنى قوله تعالى: (كل شيء هالك إلّا وجهه)

- ‌الفرق بين التسطيح والتسنيم في القبر

- ‌سماع الأموات عند السلام عليهم

- ‌حكم دفن الميت بنعشه

- ‌حكم العمليات الاستشهادية

- ‌حكم قول أنا مؤمن إن شاء الله بقصد التحقيق

- ‌الثناء على الميت بالشر لا يُعدّ غيبة

- ‌حكم قول جرت عادة الله بكذا

- ‌ما يفعل عند زيارة من هو في سكرات الموت

- ‌أبوا النبي صلى الله عليه وسلم ليسا من أهل الفترة

- ‌حكم زيارة قبر أمّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم السلام على القبور من خارج المقبرة

الفصل: ‌شرح حديث زيارته صلى الله عليه وسلم لقبر أمه

‌شرح حديث زيارته صلى الله عليه وسلم لقبر أمه

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في زيارة القبور.

حدثنا محمد بن سليمان الأنباري حدثنا محمد بن عبيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: استأذنت ربي تعالى على أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، فاستأذنت أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور؛ فإنها تذكر بالموت)].

قوله: [باب في زيارة القبور]، زيارة القبور سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها فائدة للزائرين والمزورين إذا كانوا مسلمين، فالزائر يستفيد أنه يتذكر الموت؛ فيستعد له بالأعمال الصالحة، ويستفيد أيضاً أنه يكون قد فعل سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فيؤجر على ذلك، ويستفيد أيضاً أنه دعا لإخوانه المسلمين فأحسن إليهم، فيثاب على ذلك الإحسان، ومن أحسن أحسن الله إليه، والله تعالى يقول:{هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ} [الرحمن:60].

إذاً: الحي يستفيد ثلاث فوائد، وأما الميت المسلم المزور فإنه يستفيد الدعاء له، فالأموات يستفيدون من دعاء الأحياء.

إذاً: الزيارة الشرعية التي تكون على وفق السنة، والمشتملة على تذكر الموت، وعدم فعل شيء من البدع، ثم حصول الدعاء للميت، يستفيد فيها الحي والميت.

وأما الزيارة البدعية المخالفة للسنة التي يكون فيها استغاثة بالأموات، أو يكون فيها توسل بهم وغير ذلك، فإن ذلك يتضرر منه الحي ولا يستفيد منه الميت، فالحي يتضرر من ذلك لأن الاستغاثة بغير الله شرك بالله، وأما التوسل بأصحاب الأموات إلى الله عز وجل فهذا من البدع المحدثة، وهو من الوسائل التي تؤدي إلى الشرك، فيكون الزائر قد تضرر من ذلك ولم يستفد، وأما المزور الذي استُغيث به فلم يستفد من ذلك شيئاً؛ لأنه طلب منه أمور لا تطلب منه، ولا يقدر عليها، وعلى هذا فالزيارة الشرعية يستفيد منها الحي والميت، والزيارة البدعية يتضرر بها الحي ولا يستفيد منها الميت شيئاً.

وأما زيارة المسلم لقبر الكافر فإن فيها فائدة للحي وهي تذكر الموت، وأما الميت فلا يستفيد شيئاً؛ لأنه لا يجوز الدعاء له.

وقد أورد أبو داود حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله) قيل: إنه بكى على ما فاتها وعلى ما سبقها من الخير الكثير عندما ماتت قبل أن يبعث نبياً، فقد كانوا على عبادة الأوثان والأصنام، فبكى وأبكى عليه الصلاة والسلام، وقال:(إنه استأذن ربه أن يستغفر لها فلم يأذن له)؛ لأن الكافر لا يستغفر له، قال الله عز وجل:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى} [التوبة:113]، (واستأذن أن يزورها فأذن له، فقال صلى الله عليه وسلم: زوروا القبور؛ فإنها تذكر بالآخرة)، إذاً فزيارة قبر الكافر سائغة ولكنها من أجل تذكر الموت لا للدعاء للميت، فإن الميت الكافر لا يدعا له، والدعاء لا ينفعه، وهذا الحديث يدل على أن أم الرسول صلى الله عليه وسلم ماتت كافرة، وأنها من أهل النار، وقد بيّن الله عز وجل في كتابه أنه لا يجوز للنبي والمؤمنين أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى فقال:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة:113].

وهذا الحديث حديث صحيح، وقد رواه مسلم في صحيحه، وهو يدل على أن أم الرسول صلى الله عليه وسلم ماتت كافرة، وكذلك أبوه، فقد جاء في الحديث الذي في صحيح مسلم: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أين أبي؟ قال: أبوك في النار، فلما رأى ما في وجهه دعاه وقال له: إن أبي وأباك في النار).

ص: 3