المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث: (أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمت من نحن) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٤١٩

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[419]

- ‌باب في الخليطين

- ‌شرح حديث: (نهى أن ينتبذ الزبيب والتمر جميعاً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (نهى أن ينتبذ الزبيب والتمر جميعاً)

- ‌شرح حديث أبي قتادة: (نهى عن خليط الزبيب والتمر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث أبي قتادة: (نهى عن خليط الزبيب والتمر)

- ‌طريق أخرى لحديث أبي قتادة: (نهى عن خليط الزبيب والتمر) وتراجم رجال إسنادها

- ‌حكم العصير المشكل

- ‌حكم خلط الشرابين بعد الانتباذ

- ‌شرح حديث: (نهى عن البلح والتمر والزبيب والتمر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (نهى عن البلح والتمر والزبيب والتمر)

- ‌شرح حديث: (كان ينهانا أن نعجم النوى طبخاً أو نخلط الزبيب والتمر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (كان ينهانا أن نعجم النوى طبخاً أو نخلط الزبيب والتمر)

- ‌شرح حديث: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينبذ له زبيب)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينبذ له زبيب)

- ‌شرح حديث عائشة: (كنت آخذ قبضة من تمر وقبضة من زبيب فألقيه في إناء)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عائشة (كنت آخذ قبضة من تمر وقبضة من زبيب فألقيه في إناء)

- ‌حكم غلي الزبيب والشعير والخلط بين أنواع من الفواكه

- ‌حكم الانتباذ في الحليب

- ‌باب في نبيذ البسر

- ‌شرح أثر جابر بن زيد وعكرمة: (أنهما كانا يكرهان البسر وحده ويأخذان ذلك عن ابن عباس)

- ‌تراجم رجال إسناد أثر جابر بن زيد وعكرمة: (أنهما كانا يكرهان البسر وحده ويأخذان ذلك عن ابن عباس)

- ‌رأي ابن عباس في نبيذ البسر

- ‌صفة النبيذ

- ‌شرح حديث: (أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمت من نحن)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمت من نحن)

- ‌شرح حديث: (كان ينبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء يوكى أعلاه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (كان ينبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء يوكى أعلاه)

- ‌شرح حديث عائشة: (كانت تنبذ للنبي صلى الله عليه وسلم غدوة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عائشة: (كانت تنبذ للنبي صلى الله عليه وسلم غدوة)

- ‌شرح حديث: (كان ينبذ للنبي صلى الله عليه وسلم الزبيب فيشربه اليوم والغد)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (كان ينبذ للنبي صلى الله عليه وسلم الزبيب فيشربه اليوم والغد)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم إسقاء البهائم النبيذ المسكر

- ‌معنى قول أبي داود يبادر به الفساد

- ‌حكم عصير الفواكه المشكل

- ‌الفرق بين النقع والانتباذ

- ‌حكم نقيع الأعشاب

- ‌حكم السوبيا

- ‌حكم وضع أنواع متعددة في ماء حلو أو مالح

- ‌حكم الطرشي

- ‌منع الخلط بين نوعين فأكثر في الانتباذ

- ‌حكم الخل

- ‌بيان متى يمنع وضع قطع مختلفة من الفواكه في الماء الحلو

- ‌حكم الفواكه المشكلة المعلبة

- ‌الفرق بين أسانيد السير والمغازي وأسانيد أحاديث الأحكام

الفصل: ‌شرح حديث: (أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمت من نحن)

‌شرح حديث: (أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمت من نحن)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في صفة النبيذ.

حدثنا عيسى بن محمد حدثنا ضمرة عن السيباني عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: (أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله! قد علمت من نحن ومن أين نحن؛ فإلى من نحن؟ قال: إلى الله وإلى رسوله، فقلنا: يا رسول الله! إن لنا أعناباً ما نصنع بها؟ قال: زببوها، قلنا: ما نصنع بالزبيب؟ قال: انبذوه على غدائكم واشربوه على عشائكم، وانبذوه على عشائكم واشربوه على غدائكم، وانبذوه في الشنان ولا تنبذوه في القلل؛ فإنه إذا تأخر عن عصره صار خلاً)].

أورد أبو داود هذه الترجمة بعنوان: باب في صفة النبيذ، يعني: أن النبيذ الذي يسوغ شربه ويسوغ استعماله هو الذي لم يصل إلى حد الإسكار، وذلك بأن يترك مدة لا يصل فيها إلى حد الإسكار ثم يشرب.

وقد أورد أبو داود حديث فيروز الديلمي رضي الله عنه قال: (أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله! قد علمت من نحن ومن أين نحن) وقوله: (علمت من نحن) يعني: القبيلة، وقوله:(ومن أين نحن) يعني: من البلد، ثم قال:(فإلى أين نحن؟ قال: إلى الله ورسوله) يمكن أن يحمل معنى هذا على أنهم صائرون إلى ما يأتي عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ويلتزمون بما جاء عن الله وعن رسوله صلوات الله وسلامة وبركاته عليه.

وقوله: [(فقلنا: يا رسول الله! إن لنا أعناباً ما نصنع بها؟)].

يظهر من السؤال أن الأعناب كانت عندهم كثيرة وأنها تزيد عن حاجتهم في استعمالها فاكهة، فقال:(زببوها) أي: حولوها إلى زبيب، يعني: يبسوها حتى تكون زبيباً، والزبيب يستعمل طول السنة.

وقوله: [(قلنا: ما نصع بالزبيب؟ قال: انبذوه على غدائكم واشربوه على عشائكم)].

هذا هو محل الشاهد، وهو بيان النبيذ الذي يجوز استعماله، والمعنى: انبذوه في وقت غدائكم واشربوه في وقت عشائكم، وانبذوه في وقت عشائكم واشربوه في وقت غدائكم، يعني: أن الغداء يكون في أول النهار والعشاء في آخر النهار، ففي وقت الغداء ينبذونه للعشاء ويضعونه في وعاء حتى يصير نبيذاً وحتى يختلط بالماء ثم يشرب في وقت مبكر وهو لم يصل إلى حد الإسكار؛ لأن هذه الفترة قصيرة لا يصل فيها إلى حد الإسكار، فقوله:(انبذوه على غدائكم) يعني: في وقت غدائكم، واشربوه في وقت عشائكم.

وقوله: (وانبذوه في وقت عشائكم واشربوه في وقت غدائكم) يعنى: أن الذي ينبذ في وقت العشاء يشرب مع الغداء والذي ينبذ في وقت الغداء يشرب مع العشاء، فيكون هذا من النبيذ المباح الذي فعله سائغ وشربه سائغ؛ لأنه لا يصل إلى حد الإسكار.

وقوله: [(وانبذوه في الشنان ولا تنبذوه في القلل)].

الشنان هي القرب التي تؤخذ من الجلود، وغالباً أن الجلد إذا كان قديماً يقال له: شن، وأما إذا كان جديداً فيمكن أن يقال له: شن، لكن الغالب أنه يستعمل في الشيء القديم الذي تغير أو حصل له اسوداد بسبب طول المكث بخلاف الشيء الجديد فإنه يختلف لونه عن لون القديم.

والقلل هي الجرار وغيرها، لكن عرفنا فيما مضى أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الانتباذ في القلل ولكنه رخص فيه في الآخر كما جاء في حديث بريدة حيث قال:(كنت نهيتكم عن الانتباذ في الأوعية فانتبذوا في كل وعاء ولا تشربوا مسكراً).

وقوله: [(فإنه إذا تأخر عن عصره صار خلاً)].

يعني: إذا طال مكثه فإنه يتغير.

ص: 25