المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيرا من الجالس) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٤٧٨

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[478]

- ‌ما جاء في النهي عن السعي في الفتنة

- ‌شرح حديث (إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيراً من الجالس)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيراً من الجالس)

- ‌شرح حديث (أرأيت إن دخل عليَّ بيتي وبسط يده ليقتلني)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أرأيت إن دخل عليَّ بيتي وبسط يده ليقتلني)

- ‌شرح حديث النهي عن السعي في الفتنة وفيه (قتلاها كلهم في النار)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث النهي عن السعي في الفتنة وفيه (قتلاها كلهم في النار)

- ‌الجمع بين قوله: (المقتول خير من القاتل) وقوله: (قتلاها كلهم في النار)

- ‌شرح حديث (إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم)

- ‌شرح حديث (من مشى إلى رجل من أمتي ليقتله فليقل هكذا)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من مشى إلى رجل من أمتي ليقتله فليقل هكذا)

- ‌شرح حديث (كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف

- ‌شرح حديث (إن بين أيديكم فتناً كقطع الليل المظلم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إن بين أيديكم فتناً كقطع الليل المظلم)

- ‌شرح حديث (إن السعيد لمن جنب الفتن)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إن السعيد لمن جنب الفتن)

- ‌ما جاء في كف اللسان

- ‌شرح حديث (ستكون فتنة صماء بكماء عمياء وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (ستكون فتنة صماء بكماء عمياء وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف)

- ‌شرح حديث (إنها ستكون فتنة تستنظف العرب)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إنها ستكون فتنة تستنظف العرب)

- ‌الكلام في زياد الأعجم الذي روى عنه طاوس حديث الفتنة التي تستنظف العرب

- ‌الأسئلة

- ‌أفضلية اللجوء إلى ما يشغل عن الفتن حال وقوعها

- ‌وجوب الرد على أهل البدع وبيان باطلهم

- ‌حكم الانشغال بمتابعة الأحداث عن كل ما ينفع

- ‌كسر السلاح أو إفساده في حال الفتن

- ‌تعلق المدافعة عن النفس بولي الأمر وغيره

- ‌ضعف حديث (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم)

- ‌دفع الصائل يكون في كل زمان ومكان

- ‌واجب العلماء وطلبة العلم تجاه الأحداث الدائرة في بلاد المسلمين

- ‌جواز ظهور الملائكة في صورة الإنس

الفصل: ‌شرح حديث (إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيرا من الجالس)

‌شرح حديث (إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيراً من الجالس)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في النهي عن السعي في الفتنة.

حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن عثمان الشحام قال: حدثني مسلم بن أبي بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيراً من الجالس، والجالس خيراً من القائم، والقائم خيراً من الماشي، والماشي خيراً من الساعي، قال: يا رسول الله! ما تأمرني؟ قال: من كانت له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، قال: فمن لم يكن له شيء من ذلك؟ قال: فليعمد إلى سيفه فليضرب بحده على حرة ثم لينج ما استطاع النجاء)].

أورد أبو داود هذه الترجمة: [باب في النهي عن السعي في الفتنة]، يعني: الدخول فيها والعمل على وجودها وإذكاء نارها، والحرص على حصولها، هذا هو السعي في الفتنة، سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل أو بالتحريض والتهييج وحصول الكلام الذي يحرك الناس ويجعلهم يقدمون على الفتن، ويقومون بفعل الفتن والمشاركة فيها، كل ذلك سعي في الفتنة، فالداخل في الفتنة بفعله هو ساع في الفتنة، والداعي إليها والمحرض عليها والمهيج إليها ومحرك الناس إليها أيضاً كذلك هو ساع في الفتنة، وكل ذلك لا يجوز، ومن حظ المسلم الناصح لنفسه ألا يكون سبباً في الفتنة، وألا يتسبب في الفتن، وألا يثير فتنة، ومن سوء حظه أن يثير الفتن، وأن يكون سبباً في وجودها وإيقاد نارها وحصول الضرر بها.

أورد أبو داود حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنها ستكون فتنة يكون الجالس فيها خيراً من القائم) يعني: كل من كان أبعد عنها فهو خير ممن هو أقرب إليها، فالقاعد فيها الذي ما تحرك ولكنه دخل فيها خير من القائم؛ لأن القاعد دون القائم الذي يرى ما لا يرى القاعد، ويبصر ما لا يبصر القاعد، فالقاعد خير من القائم، والقائم خير من الماشي.

قوله: [(إنها ستكون فتنة يكون المضطجع خيراً من الجالس)] المضطجع الذي ما دخل فيها، ولا نظر إليها، ولا فكر فيها.

قوله: [(والقائم خيراً من الماشي، والماشي خيراً من الساعي)]، الذي يجري ويركض ويسرع من أجل الفتن وإذكائها وإيقاد نارها وحصولها، فالناس متفاوتون، وكل من كان أبعد عن الفتن فهو أسلم من غيره.

قوله: [(قال: ما تأمرني؟ قال: من كانت له إبل فليلحق بإبله)]، يعني: في الفلاة، ليعتزل ويبتعد عن هذه الفتن، فيكون في البر مع إبله يرعاها ويشرب من لبنها، أو مع غنمه إذا كان له غنم يرعاها ويشرب من درها، أو له أرض يغرسها ويزرعها ويكون بعيداً عن الفتن، وبعيداً عن المصائب التي تحل بالناس.

قوله: [(فمن لم يكن له شيء من ذلك؟)]، يعني: لا يستطيع العزلة ولا الذهاب؛ لأنه ليس له شيء يخرج إليه وينشغل به، فهو يحذر أن يقع في الفتنة، وإذا كان له سيف فليعمد إلى حرة فليضرب به عليها ليكون ذلك فيه اطمئنانه إلى عدم دخوله في الفتنة، وعدم استعماله السيف لقتل المسلمين في الفتن، معنى ذلك كله: التحريص على الابتعاد عن الفتنة، وألا يكون عنده الوسائل التي تجعله يدخل فيها، وهو إما أن يكون ذلك إشارة إلى ابتعاده عن الفتن، أو أنه يحصل ذلك فعلاً حتى لو أراد أن يدخل لم تكن عنده الوسيلة أو القدرة التي يكون مشاركاً فيها، وكل ذلك حث على الابتعاد عن الفتن، والحذر من الوقوع فيها، ومن الدعوة إليها، ومن التحريض عليها؛ لأن كل ذلك من السعي في الفتن.

ص: 3