المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث تعويذ الحسنين بكلمات الله التامة - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٥٣٦

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[536]

- ‌القرآن كلام الله

- ‌شرح حديث جابر في إثبات صفة الكلام

- ‌تراجم رجال إسناد حديث جابر في إثبات صفة الكلام

- ‌شرح حديث عائشة في إثبات صفة الكلام

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عائشة في إثبات صفة الكلام

- ‌شرح حديث عامر بن شهر في إثبات صفة الكلام

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عامر بن شهر في إثبات صفة الكلام

- ‌شرح حديث تعويذ الحسنين بكلمات الله التامة

- ‌تراجم رجال إسناد حديث تعويذ الحسنين بكلمات الله التامة

- ‌شرح حديث ابن مسعود في إثبات صفة الكلام

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود في إثبات صفة الكلام

- ‌الأسئلة

- ‌ما يلزم من القول بأن القرآن مخلوق

- ‌تفسير كلمات الله بحمده

- ‌معنى كون كلام الله قديم النوع حادث الآحاد

- ‌حكم الاستعانة بصفات الله

- ‌حكم الحلف بالقرآن

- ‌حكم الحلف برب القرآن

- ‌الرد على من يدعو إلى ترك الرد على منكري الصفات

- ‌معنى قوله تعالى: (وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث)

- ‌حكم وصف القرآن بأنه حادث

- ‌حكم قول داود الظاهري القرآن محدث غير مخلوق

الفصل: ‌شرح حديث تعويذ الحسنين بكلمات الله التامة

‌شرح حديث تعويذ الحسنين بكلمات الله التامة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين: (أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ثم يقول: كان أبوكم يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق).

قال أبو داود: هذا دليل على أن القرآن ليس بمخلوق].

أورد أبو داود حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين فيقول: (أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ثم يقول: كان أبوكم يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق)، ثم قال أبو داود:[هذا دليل على أن القرآن ليس بمخلوق].

ومحل الشاهد من هذا أنه قال: (أعيذكما بكلمات الله التامة)، ومن المعلوم أنه لا يستعاذ بمخلوق؛ لأن الاستعاذة إنما تكون بالخالق بذاته وصفاته، وأما المخلوق فلا يستعاذ به، فكونه استعاذ بالكلمات يدل على أن كلام الله غير مخلوق، وأن القرآن ليس مخلوقاً لأنه من جملة الكلام، ثم إن الاستعاذة عبادة، والعبادة لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى.

قوله: (أعيذكما بكلمات الله) كلمات الله تكون كونية وتكون شرعية، وكلمات الله الكونية هي ما قدَّره الله تعالى وقضاه ولابد أن يحصل، وكلمات الله الشرعية منها القرآن الذي أنزله الله على رسوله الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهنا نعلم أن القرآن ليس بمخلوق؛ لأن القرآن من كلمات الله وكلمات الله غير مخلوقة.

وقوله: (بكلمات الله التامة) جاء في القرآن قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام:115] فهي صدق في الأخبار وعدل في الأوامر والنواهي والأحكام، فكل خبر جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فهو صدق وحق، فيجب أن تمتثل الأوامر وتجتنب النواهي.

قوله: (ومن كل شيطان وهامة).

يعني أي شيطان وهامة، والمقصود بالهامة ذوات السموم، مثل العقارب والحيات التي فيها شدة الإيذاء، وقد يحصل الموت بسبب سمها.

قوله: [(ومن كل عين لامة)].

فسر بأنه يراد بذلك ما يحصل من العين بسبب الحسد الذي يكون من بعض الناس، حيث يحسد فإذا وقعت عينه على شيء جعل الله عز وجل فيها من الشر والضرر ما ينتقل إلى المحسود، فيحصل له الضرر.

قوله: [(ثم يقول: كان أبوكم يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق)].

أبوكم هو إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فهو أبو العرب؛ لأن العرب من ذرية إسماعيل، وهو يخاطب العرب بقوله:(كان أبوكم).

وإسماعيل هو ابن إبراهيم، وهو الذي منه العرب، وإسحاق بن إبراهيم هو أبو يعقوب الذي منه اليهود والنصارى، ولذلك يقال لهم: بنو إسرائيل، وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.

وتعويذ الأولاد بمثل هذا سنة.

ص: 9