المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث: (ألق عنك شعر الكفر واختتن) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٥٤

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[054]

- ‌الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة

- ‌شرح حديث: (كان الناس مهان أنفسهم فيروحون إلى الجمعة بهيئتهم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (كان الناس مهان أنفسهم فيروحون إلى الجمعة بهيئتهم)

- ‌شرح حديث: (إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا)

- ‌شرح حديث: (من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فهو أفضل)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فهو أفضل)

- ‌الأمر بالغسل لمن أراد الإسلام

- ‌شرح حديث: (أتيت النبي أريد الإسلام فأمرني أن أغتسل)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أتيت النبي أريد الإسلام فأمرني أن أغتسل)

- ‌شرح حديث: (ألق عنك شعر الكفر واختتن)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (ألق عنك شعر الكفر واختتن)

- ‌حكم الغسل لمن أراد أن يسلم

- ‌الأسئلة

- ‌فضل شعبان وحكم الصيام فيه

- ‌حكم من أعاد الصلاة مع جماعة بعد أن أداها خلف متنفل

- ‌الرد على من اتهم الإمام الشوكاني بالسرقة عند التأليف والنقل

- ‌الفرق بين الشروط والأركان والواجبات والمستحبات في العبادة

- ‌حكم المتاجرة بالكلاب للحراسة فقط

- ‌حكم الحج والعمرة عن الغير ومكان الإحرام للعمرة

- ‌حكم من نوى العمرة وأراد الإحرام من جدة

الفصل: ‌شرح حديث: (ألق عنك شعر الكفر واختتن)

‌شرح حديث: (ألق عنك شعر الكفر واختتن)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مخلد بن خالد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرت عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده رضي الله عنه: (أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد أسلمت.

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ألق عنك شعر الكفر -يقول: احلق-.

قال: وأخبرني آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لآخر معه: ألق عنك شعر الكفر واختتن)].

أورد أبو داود رحمه الله حديث جد عثيم بن كثير بن كليب أنه جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مسلماً فقال له: ألق عنك شعر الكفر، يعني: احلق رأسك.

وقيل: إن المقصود بهذا الحديث إزالة ما هو علامة من علامات الكفر في رءوسهم وهيئات رءوسهم، وليس المقصود به أنه يجب على الإنسان أن يحلق رأسه إذا دخل في الإسلام وأنه يزيل شعره، وذلك لأنه قال:(شعر الكفر) يعني الشيء الذي هو علامة من علامات الكفر، كالهيئات التي يختصون بها ويتميزون بها في رءوسهم، مثل كونهم يحلقون شيئاً ويبقون شيئاً على هيئة مخصوصة، فإن تلك التي هي من علامات الكفر يجب التخلص منها وتجب إزالتها.

ثم قال: وأخبرني آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لآخر معه: (ألق عنك شعر الكفر واختتن).

فقوله: (شعر الكفر) يقال فيه مثلما تقدم.

وقوله: (واختتن) فيه زيادة الاختتان، وأن الإنسان إذا أسلم وهو غير مختتن فعليه أن يختتن وأن يزيل تلك القلفة التي تكون من أسباب عدم الطهارة لكون شيء من البول يبقى في تلك القلفة التي تغطي الحشفة، والاختتان فيه زوالها وعدم علوق شيء من البول بها، فبالاختتان يحصل التخلص من ذلك.

ومن المعلوم أن الاختتان من شعار الإسلام، وأنه مطلوب في حق الرجال أن يختتنوا، وأنه عندما يبلغ الإنسان يجب أن يكون مختتناً؛ لأنه جاء زمن التكليف، وقبل ذلك يكون الإنسان غير مكلف، ولكن المبادرة إلى الاختتان في الصغر لاشك في أنها هي الأولى.

أما مناسبة حلق الشعر والاختتان للغسل مع عدم ذكر الاغتسال فهي أن في الحديث شيئاً يتعلق بالطهارة من جهة أن هناك شيئاً من إزالة آثار الكفر، ومن آثار الكفر عدم الاختتان، فهو علامة من علامات الكفار، والاختتان علامة من علامات المسلمين، وكذلك إذا كان شعره على هيئة الكفار فإنه يزال وليكون على هيئة المسلمين، فالحديث لم يذكر الاغتسال لكن فيه شيء يتعلق بالنظافة والطهارة من آثار الكفر.

ص: 12