المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث أبي ذر (إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٥٨٦

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[586]

- ‌ما جاء في حق المملوك

- ‌شرح حديث (كان آخر كلام رسول الله الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كان آخر كلام رسول الله الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم)

- ‌شرح حديث أبي ذر (إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث أبي ذر (إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم)

- ‌شرح حديث أبي ذر (إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم) من طريق ثانية

- ‌تراجم رجال إسناد حديث أبي ذر (إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم) من طريق ثانية

- ‌شرح حديث أبي مسعود (كنت أضرب غلاماً لي فسمعت من خلفي صوتاً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث أبي مسعود (كنت أضرب غلاماً لي فسمعت من خلفي صوتاً)

- ‌طريق ثانية لحديث أبي مسعود الذي فيه ضربه لغلامه وتراجم رجال الإسناد

- ‌طريق ثالثة لحديث أبي ذر في الإحسان إلى المملوك وتراجم رجال الإسناد

- ‌شرح حديث (حسن الملكة يمن وسوء الخلق شؤم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (حسن الملكة يمن وسوء الخلق شؤم)

- ‌طريق أخرى لحديث (حسن الملكة يمن) وتراجم رجال الإسناد

- ‌شرح حديث (يا رسول الله كم نعفو عن الخادم

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (يا رسول الله كم نعفو عن الخادم

- ‌شرح حديث (من قذف مملوكه وهو بريء مما قال جلد له يوم القيامة حداً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من قذف مملوكه وهو بريء مما قال جلد له يوم القيامة حداً)

- ‌شرح حديث (لقد رأيتنا سابع سبعة من ولد مقرن وما لنا إلا خادم فلطم أصغرنا وجهها فأمرنا النبي بعتقها)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لقد رأيتنا سابع سبعة من ولد مقرن وما لنا إلا خادم فلطم أصغرنا وجهها فأمرنا النبي بعتقها)

- ‌شرح حديث (كنا سبعة على عهد النبي وليس لنا إلا خادم فلطمها رجل منا فقال رسول الله أعتقوها)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كنا سبعة على عهد النبي وليس لنا إلا خادم فلطمها رجل منا فقال رسول الله أعتقوها)

- ‌شرح حديث (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه)

- ‌ما جاء في المملوك إذا نصح

- ‌شرح حديث (إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله فله أجره مرتين)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله فله أجره مرتين)

- ‌ما جاء فيمن خبب مملوكاً على مولاه

- ‌شرح حديث (من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم تخبيب العامل على كفيله

- ‌معنى قوله صلى الله عليه وسلم (فليس منا)

- ‌حكم نظر الرجل إلى مملوكة غيره

- ‌حكم ستر المملوكة جميع بدنها

- ‌عدم دلالة حديث سويد بن مقرن على كشف المرأة عن وجهها

- ‌وجه قصر كفارة العتق على من لطم جاريته أو غلامه في وجهه دون سائر جسده

- ‌حكم تسمية البنت بأمة الله والغلام بغلام الله

- ‌الفرق بين القرابة من النسب والرضاعة في صلة الرحم

- ‌حكم بيع الذئب

- ‌حكم قول العاصي بعد أن هداه الله كنت في جاهلية

- ‌حكم إطلاق القول بأن الناس رجعوا إلى الجاهلية

- ‌الجاهلية المعاصرة

- ‌حكم من تنازلت عن ليلتها لزوجها وأرادت التراجع عن ذلك التنازل

- ‌حكم من اغتسل ونسي المضمضمة والاستنثار فتوضأ وأتى بهما

- ‌حكم اتهام العلماء بعدم تأديتهم لواجباتهم تجاه الأمة

- ‌حكم التعرف على الأحداث التي تجري للمسلمين وضوابط ذلك

- ‌حكم الجهاد مع أهل العراق ضد الاحتلال الأمريكي

- ‌حكم الدعاء والصيام أيام حرب الأمريكان على العراق

- ‌الضابط في ربط الأحداث بالنصوص الشرعية

الفصل: ‌شرح حديث أبي ذر (إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم)

‌شرح حديث أبي ذر (إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن المعرور بن سويد قال: (رأيت أبا ذر رضي الله عنه بالربذة وعليه برد غليظ وعلى غلامه مثله، قال: فقال القوم: يا أبا ذر لو كنت أخذت الذي على غلامك فجعلته مع هذا فكانت حلة، وكسوت غلامك ثوباً غيره، قال: فقال أبو ذر: إني كنت ساببت رجلاً وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه، فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال: يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية، فقال: إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم، فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله)].

أورد أبو داود حديث أبي ذر رضي الله عنه أن المعرور بن سويد قال: لقيت أبا ذر في الربذة وعليه برد غليظ وعلى غلامه مثله، فقلت: لو أنك أخذت البرد الذي على غلامك وأضفته إلى البرد الذي معك فصار حلة، يعني: إزاراً ورداء؛ لأن البرد هو شيء واحد ولباس واحد، وإذا كان من إزار ورداء فيقال له: حلة؛ لأن كلمة حلة تطلق على شيئين: إزار ورداء، فيقال للاثنين حلة، ويقال للثوب الواحد الذي يكون على الإنسان: برد، ويقال له: ثوب.

فقال له: لو أنك جعلت هذا الذي على غلامك وأضفته إلى البرد الذي معك لصار حلة لك، من إزار ورداء من شكل واحد ومن جنس واحد، واشتريت لغلامك برداً غير هذا، فأخبر بأنه حصل له قصة وأنه ساب رجلاً وعيره بأمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(إنك امرؤ فيك جاهلية، ثم قال: إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم، فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله).

فعند ذلك صار يعامل غلامه مثل ما يعامل نفسه، وإن كان لا يلزمه أن يسوي بينه وبينه، بل عليه أن يكسوه وأن يطعمه وليس بلازم أن يسوي بينه وبينه، لكن لما حصل منه ما حصل والرسول صلى الله عليه وسلم قال ما قال صار يعامله معاملة نفسه، يكسوه كما يكتسي ويطعمه كما يطعم رضي الله عنه وأرضاه.

قوله: [(إني كنت ساببت رجلاً وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه)].

يعني: قال: يا ابن فلانة ونسبها إلى جنسها.

قوله: [(إنك امرؤ فيك جاهلية)].

يعني: هذه من صفات الجاهلية، وقد يجتمع في المسلم أن يكون عنده إيمان وعنده صفة من صفات الجاهلية.

وكذلك الإحسان إلى الخادم والخادمة مثل الإحسان إلى المملوك ولاشك أنه من جنسه؛ لأنه يعمل مثل ما يعمل المملوك فهو تحت إمرته وتحت ولايته، فكذلك يعامله معاملة المملوك من ناحية الإحسان إليه، وأنه لا يكلفه ما لا يطيق، لكن الكسوة على حسب الاتفاق، إذا كان بينه وبينه أنه يكسوه وإلا فهو الذي يكسو نفسه؛ لأنه يعمل بأجرة، وهو ليس مثل العبد المملوك؛ فالمملوك ملك لسيده وخراجه إذا اشتغل هو لسيده وكل منافعه.

ص: 5