المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث ابن عمر: (لا يزال هذا الأمر في قريش) - شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال - جـ ١٧

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الإمارة - الناس تبع لقريش والخلافة في قريش

- ‌باب الناس تبع لقريش، والخلافة في قريش

- ‌شرح حديث أبي هريرة: (الناس تبع لقريش)

- ‌شرح حديث جابر: (الناس تبع لقريش في الخير والشر)

- ‌شرح حديث ابن عمر: (لا يزال هذا الأمر في قريش)

- ‌شرح حديث جابر بن سمرة: (لا ينتهي هذا الأمر حتى يكون على الناس اثنا عشر خليفة)

- ‌كلام النووي في أحاديث باب (الناس تبع لقريش)، و (الخلافة في قريش)

- ‌رأي أهل البدع في كون الخلافة في قريش

- ‌معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (الناس تبع لقريش في الخير والشر)

- ‌الأمر بحكم قريش مستمر إلى قيام الساعة

- ‌التعصبات بين مذاهب أهل السنة والجماعة أمر مذموم

- ‌الجمع بين حديث (الخلافة بعدي ثلاثون سنة)، وحديث (حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة)

- ‌معنى حديث (عصيبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم من شك في خروج صوت أو ريح أو مذي حال صلاته

- ‌حكم قراءة القرآن متكئاً

- ‌الحكم على حديث (البس جديداً، وعش حميداً، ومت شهيداً)

- ‌حكم الخلافة إذا لم يكن الخليفة من قريش

- ‌القول العدل في الإمام أبي حنيفة

- ‌حكم العقود التي يجريها البنك الإسلامي في مدن مصرية

- ‌حكم الصلاة على الميت في المقبرة لمن لم يصل عليه من قبل

الفصل: ‌شرح حديث ابن عمر: (لا يزال هذا الأمر في قريش)

‌شرح حديث ابن عمر: (لا يزال هذا الأمر في قريش)

قال: [وحدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس] وأحياناً يقول مسلم: حدثنا أحمد بن يونس، وينسبه إلى جده لكثرة ملازمته لجده ويسقط من النسب أباه، حتى إذا أردت أن تبحث عن ترجمة أحمد بن عبد الله بن يونس تكون أنت عالماً بنسب الرجل، ولو كنت لا تعلم أن أحمد بن حنبل اسمه أحمد بن محمد بن حنبل لا بد أنك ستحتار في البحث عن ترجمته، وكثير من الناس يذهب إلى كتب التراجم ليفتّش عن ترجمة راو بعينه، مشهور بنسبته إلى جده مثلاً كـ أحمد بن محمد بن حنبل، فيبحث في باب أحمد بن حنبل، فلا يجد في الرواة من يسمى أحمد بن حنبل، فيظن أن هذا الكتاب لم يشتمل على ترجمة الإمام، فيقول: فبحثت في كتاب التقريب أو التهذيب أو الكمال أو غير ذلك من كتب الرجال فما وجدت ذكراً له.

وفي الحقيقة هو مذكور في كل هذه الكتب، ولكن بهذا الاسم الثلاثي أحمد بن محمد أي: اسم الآباء في باب الميم، ولكنه ذهب ليبحث عن ترجمته في باب الحاء في اسم الأب أحمد بن حنبل، فلم يجد له ذكراً في هذا الموطن، فكذلك الذي يبحث عن ترجمة أحمد بن عبد الله بن يونس يبحث عن هذا الاسم الثلاثي.

وربما يكون الحافظ ابن حجر في كتاب التقريب أو التهذيب علم أن هذا موطن يخطئ فيه كثير من الناس، فيقول في باب الياء بالنسبة للأب أحمد بن يونس تجده قد سبق في أحمد بن عبد الله بن يونس، فإذا قال ذلك فقد أراحك، وإلا فقد حدث هذا معي منذ سنوات فيما يسمى بـ عبد الله بن منيع، فأنا بحثت عنه بهذا الاسم وإذا به اسم طويل جداً، وفي آخره منيع، وما دلني على ذلك إلا شيخنا الفاضل رحمة الله تعالى عليه الشيخ عبد المحسن العباس، وهو أستاذ الحديث في الجامعة الإسلامية، وله كتب في المصطلح كثيرة.

قال: [وحدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال هذا الأمر في قريش -أي: الإمارة- ما بقي من الناس اثنان)] وهذا يدل على أن الإمارة والخلافة في قريش إلى يوم القيامة، وربما يدخل في هؤلاء الخلفاء المهدي المنتظر؛ لأنه آخر الخلفاء على الإطلاق، وهو قرشي من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، بل من أولاد فاطمة رضي الله عنها، واسمه يواطئ اسم النبي صلى الله عليه وسلم، واسم أبيه يواطئ اسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم.

أي: اسمه محمد بن عبد الله القرشي، فلا يأتك بعد هذا صعيدي أو منوفي فيقول: أنا المهدي المنتظر.

لا بد من معرفة أصله: هل هو قرشي أم لا؟ ولا يمنع أن يكون القرشي منوفياً -وإن كانت هذه عجيبة من العجائب- فلو أنه انتقل من قريش إلى منوف أو إلى الصعيد فلا بأس أن تكون الأسرة هاجرت وهو منها، وهذا تقدير الله عز وجل حتى يعم الأمر، فيظهر فجأة ومرة واحدة، فإن عيسى بن مريم عليه السلام بشّر بنبي يأتي من بعده اسمه أحمد، فلما تسمى محمد عليه السلام بهذا الاسم، خفي على الناس أن محمداً كأحمد، وكان أول من تسمى في الدنيا باسم أحمد هو نبينا صلى الله عليه وسلم، فقال الشانئون: إنما بشّر عيسى عليه السلام برجل اسمه أحمد ولم يقل: محمد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحى به الذنوب، وأنا الحاشر وأنا العاقب) أي: الذي يُحشر الناس على قدميه عليه الصلاة والسلام أو بين يديه صلى الله عليه وسلم، فهذه أسماؤه الخمسة، وله أسماء أخرى قد ذكرناها من قبل ومرت بنا.

ص: 5