المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (الناس تبع لقريش في الخير والشر) - شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال - جـ ١٧

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الإمارة - الناس تبع لقريش والخلافة في قريش

- ‌باب الناس تبع لقريش، والخلافة في قريش

- ‌شرح حديث أبي هريرة: (الناس تبع لقريش)

- ‌شرح حديث جابر: (الناس تبع لقريش في الخير والشر)

- ‌شرح حديث ابن عمر: (لا يزال هذا الأمر في قريش)

- ‌شرح حديث جابر بن سمرة: (لا ينتهي هذا الأمر حتى يكون على الناس اثنا عشر خليفة)

- ‌كلام النووي في أحاديث باب (الناس تبع لقريش)، و (الخلافة في قريش)

- ‌رأي أهل البدع في كون الخلافة في قريش

- ‌معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (الناس تبع لقريش في الخير والشر)

- ‌الأمر بحكم قريش مستمر إلى قيام الساعة

- ‌التعصبات بين مذاهب أهل السنة والجماعة أمر مذموم

- ‌الجمع بين حديث (الخلافة بعدي ثلاثون سنة)، وحديث (حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة)

- ‌معنى حديث (عصيبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم من شك في خروج صوت أو ريح أو مذي حال صلاته

- ‌حكم قراءة القرآن متكئاً

- ‌الحكم على حديث (البس جديداً، وعش حميداً، ومت شهيداً)

- ‌حكم الخلافة إذا لم يكن الخليفة من قريش

- ‌القول العدل في الإمام أبي حنيفة

- ‌حكم العقود التي يجريها البنك الإسلامي في مدن مصرية

- ‌حكم الصلاة على الميت في المقبرة لمن لم يصل عليه من قبل

الفصل: ‌معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (الناس تبع لقريش في الخير والشر)

‌معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (الناس تبع لقريش في الخير والشر)

قال: (قوله صلى الله عليه وسلم: (الناس تبع لقريش في الخير والشر) فمعناه: في الإسلام والجاهلية).

المعلوم أن موطن قريش الأصلي هو مكة المكرمة، وأن قريشاً لم تستقر بعد فتح مكة في هذا المكان، بل انتقل منهم من انتقل إلى المدينة، وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم من أرسل في الأمصار هنا وهناك ليعلموا الناس الدين، ومنهم من ولد له في البلد الذي سافر إليه، وهاجر إليه، فمنهم من استقر ومنهم من رجع إلى بلاده، ثم بعد ذلك هاجرت أسر عظيمة وقبائل وبطون إلى كثير من البلدان، ومعظم القرشيين هاجروا من مكة والمدينة إلى غيرها من الأمصار، ومعظمهم هاجر إلى صعيد مصر، فلا يبعد في المستقبل أن يكون الإمام من صعيد مصر.

(الناس تبع لقريش في الخير والشر) معناه: في الإسلام والجاهلية.

النبي عليه الصلاة والسلام قال لـ هرقل الروم: (أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين) أي: تؤجر على إسلامك وتؤجر على إسلام أتباعك؛ لأن الأتباع لو رأوه أسلم لأسلموا؛ ولذلك دائماً يقولون: إذا سقط الرأس سقط من دونه.

لكن ما دام الرأس قائماً فلا يزال الأمر في حزم وقوة وشدة، فكذلك الناس تبع لقريش في الإسلام والجاهلية، في الخير والشر.

قال: (كما هو مصرح به في هذه الروايات؛ لأنهم كانوا في الجاهلية رؤساء العرب، وأصحاب حرم الله، وأهل حج بيت الله).

وأصحاب السقاية والرعاية وخدمة الحجيج وغير ذلك.

فهم كانوا رءوساً في الجاهلية.

(وكانت العرب تنظر إسلامهم).

أي: أن الناس كلها تتطلع: هل أسلمت قريش أم لا؟ هل استجابت قريش لدعوة هذا النبي الذي هو منهم وهو ابن من أبنائها أم لا؟ فإذا قيل: (لم يستجيبوا) فكّر الواحد ألف مرة قبل أن يستجيب لهذه الدعوة.

يقول: إذا كان هذا ابناً من أبنائهم ولم يتّبعوه ولم ينصروه، بل حاربوه، فهذا يدل على أنه ليس على الحق، وهم أعلم به منا؛ ولذلك كانوا يتأخرون دائماً عن الإسلام وعن المبادرة إلى اتباع النبي عليه الصلاة والسلام.

هذا في الجاهلية.

فلما أسلمت قريش في فتح مكة كان فتحاً عظيماً ونصراً مبيناً للإسلام وأهله، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، حينما رأوا قريشاً قد دخلت في دين محمد صلى الله عليه وسلم، فتبعهم الناس، وجاءت وفود العرب من كل جهة، ودخل الناس في دين الله أفواجاً.

وكذلك في الإسلام هم أصحاب الخلافة، والناس تبع لهم، وبيّن صلى الله عليه وسلم أن هذا الحكم مستمر إلى آخر الدنيا ما بقي من الناس اثنان.

ص: 9