المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بيان سبب التنازع في مصطلح الإيمان والكفر ومن ينسب إليهما - شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال - جـ ٤٠

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب التوبة - سقوط الذنوب بالاستغفار

- ‌باب سقوط الذنوب بالاستغفار توبة

- ‌بيان أهمية الاستغفار

- ‌كتمان العلم مخافة اتكال الناس على سعة رحمة الله من هدي السلف رحمهم الله

- ‌باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة والمراقبة وجواز ترك ذلك في بعض الأوقات والاشتغال بالدنيا

- ‌شرح حديث: (يا حنظلة ساعة وساعة)

- ‌شرح بعض مفردات حديث حنظلة

- ‌باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه

- ‌نقل كلام الإمام النووي في معنى صفة الغضب والرضا وبيان الخطأ فيه

- ‌شمول رحمة الله للخلق في الدنيا والآخرة

- ‌رحمة الله بعباده أعظم من رحمة الأم بولدها

- ‌شرح حديث: (لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة)

- ‌شرح حديث الرجل الذي أسرف على نفسه وأوصى بنيه أن يحرقوه إذا مات

- ‌أقوال أهل العلم في تأويل حديث الرجل الذي أمر بنيه إذا مات أن يحرقوه

- ‌حكم من جهل صفة من صفات الله تعالى

- ‌كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير والتفسيق والتبديع

- ‌الخطأ في المسائل الخبرية مغفور

- ‌وجوب التفريق بين الإطلاق والتعيين بالكفر

- ‌بيان سبب التنازع في مصطلح الإيمان والكفر ومن ينسب إليهما

الفصل: ‌بيان سبب التنازع في مصطلح الإيمان والكفر ومن ينسب إليهما

‌بيان سبب التنازع في مصطلح الإيمان والكفر ومن ينسب إليهما

ثم يقول: وسبب هذا التنازع -أي: في مصطلح الإيمان والكفر ومن ينسب إليهما- تعارض الأدلة في الظاهر، فإنهم يرون أدلة توجب إلحاق أحكام الكفر بهم، ثم إنهم يرون من الأعيان الذين قالوا تلك المقالات من قام به من الإيمان ما يمتنع أن يكون كافراً، فتعارض عندهم الدليلان.

إذاً: هو يريد أن يقول: إن كل أعمال هذا الرجل إيمان، وهو أحرص على الإيمان والإسلام والتوحيد منك، لكنه يقول كفراً، فتعارض عندهم ما عليه الرجل عامة، وما يقوله خاصة في قضية بعينها تستوجب الكفر، فلما تعارض عندهم عمله وقيامه على التوحيد بما بدر منه مما يناقض هذا التوحيد قالوا: من قال كذا فهو كافر.

لفظ عام وشامل، والمستمع لهذه المقولة يعتقد أن هذا اللفظ شامل لكل من قال بذلك القول.

ومن الخطأ أن يحلف الرجل فيقول: ورب القرآن الكريم.

وهذا كفر، لأنه بقسمه هذا كأنه يقول: إن القرآن مخلوق، وهو في نهاية الأمر قول المعتزلة، مع أن القائل لا يكفر؛ لجهله.

قال: ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين، وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات -أي: من قال: القرآن مخلوق- لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه.

ومنهم: يحيى بن معين إمام الجرح والتعديل، مع أن الإمام أحمد بن حنبل يعلم يقيناً أن ابن معين لا يعتقد هذا القول، إذ كانت هذه فتنة وقع فيها من وقع، وصبر فيها من صبر، وكان أحمد بن حنبل يمنعه عن مجلسه بعد أن تلقى عنه علم الجرح والتعديل، فرفض أحمد بن حنبل أن يلقى يحيى بن معين في المجلس، أو أن يدخله عليه كضيف أحمد بن حنبل.

ص: 19