المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مذاهب العلماء في حكم إنذار العدو قبل الإغارة - شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال - جـ ٨٥

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الجهاد والسير - جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم دعوة الإسلام

- ‌باب جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم دعوة الإسلام

- ‌شرح حديث نافع مولى ابن عمر في الإغارة على بني المصطلق

- ‌مذاهب العلماء في حكم إنذار العدو قبل الإغارة

- ‌حكم استرقاق العرب

- ‌باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيرها

- ‌شرح حديث بريدة بن الحصيب في وصية النبي لأمير السرية والجيش

- ‌توصية الأمير بتقوى الله في خاصة نفسه ومن معه من المسلمين

- ‌الوصية ببدء الغزو بذكر الله وفي سبيل الله

- ‌النهي عن التمثيل والغدر والغلول

- ‌ذكر الخصال التي يدعى إليها المشركون قبل قتالهم

- ‌إعطاء الأمير للعدو ذمته وذمة أصحابه إن أراد المعاهدة

- ‌إنزال الأمير العدو على حكمه واجتهاده في ذلك

- ‌باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير

- ‌شرح حديث: (بشروا ولا تنفروا)

- ‌شرح حديث: (يسروا ولا تعسروا)

- ‌بيان آداب الداعية وما ينبغي أن يكون عليه من التدرج في الدعوة

الفصل: ‌مذاهب العلماء في حكم إنذار العدو قبل الإغارة

‌مذاهب العلماء في حكم إنذار العدو قبل الإغارة

في هذا الحديث: جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم الدعوة من غير إنذار بالإغارة.

وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب، حكاها المازري والقاضي عياض: المذهب الأول: يجب الإنذار مطلقاً.

أي: سواء بلغتهم الدعوة أو لم تبلغهم.

فإذا أراد المسلمون أن يغيروا الآن على بلد من بلاد الكفر، كأن أرادت ليبيا مثلاً أن تغير على إيطاليا باعتبار أنها أقرب بلاد بعد البحر إليها؛ لأنها في مقابلها على البحر، أو أرادت الجزائر أن تغير على فرنسا، أو المغرب أن تغير على أسبانيا، أو هذه البلاد كلها المجتمعة أن تغير على أمريكا، فهل يلزم أن تنبّه هذه البلاد الإسلامية البلد المطلوب الإغارة عليه وتنذره ثلاثاً أو أكثر من ذلك؟

‌الجواب

لا يجب.

لكن المذهب الأول يقول بالوجوب.

فالمذهب الأول: وجوب الإنذار مطلقاً، كما قال مالك وغيره.

وهذا مذهب ضعيف؛ وذلك لصراحة النص بخلاف ذلك؛ لقول نافع في رده على سؤال ابن عون قال: إنما كان ذلك في أول الإسلام.

كان الإنذار واجباً في أول الأمر؛ وذلك لأنه يغلب على الظن أنهم لم يسمعوا بالإسلام، لكن الناس الآن جميعاً يعلمون الإسلام، وقد سمعوا بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام ودعوته، وسمعوا بالقرآن والشريعة الإسلامية، فلا يلزم النذارة، فيكون المذهب الأول الذي يقضي بوجوب الإنذار مذهب ضعيف.

المذهب الثاني يقول: لا يجب مطلقاً.

وهذا أضعف من المذهب الأول، بل هو باطل.

المذهب الثالث: يجب إن لم تبلغهم الدعوة، ولا يجب إن بلغتهم لكن يستحب، وهذا هو الصحيح، وبه قال نافع مولى ابن عمر والحسن البصري والثوري والليث والشافعي وأبو ثور وابن المنذر والجمهور.

إذاً: الراجح: عندما أريد أن أغير على بلد من بلاد الكفار أُنذرهم أولاً، اقبلوا الدعوة إلى الإسلام! ادخلوا في دين الله عز وجل! وهذا الإنذار ليس واجباً ولا مكروهاً ولا محرماً في نفس الوقت، إنما هو مستحب، سواء بلغتهم الدعوة أو لم تبلغهم.

قال ابن المنذر: وهو قول أكثر أهل العلم، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة على معناه.

ومنها هذا الحديث وحديث قتل كعب بن الأشرف، وحديث قتل ابن أبي الحقيق.

ص: 4