المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الخلاف بين أهل السنة ومرجئة الفقهاء - شرح عقيدة السلف وأصحاب الحديث - الراجحي - جـ ١٠

[عبد العزيز بن عبد الله الراجحي]

فهرس الكتاب

- ‌[10]

- ‌لا يكفر المؤمن بكل ذنب

- ‌حكم ترك الصلاة

- ‌حكم تأخير الصلاة عن وقتها عمداً

- ‌حكم ترك الصلاة تعمداً

- ‌الأسئلة

- ‌الجمع بين حديث: (يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء) وحديث محاسبة الله الخلائق في وقت واحد

- ‌حكم من قال: إن المبتدعة يخلدون في النار

- ‌الخلاف بين أهل السنة ومرجئة الفقهاء

- ‌الجمع بين قول الله: (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلاً) والقول بأن أهل الجنة لا ينامون

- ‌حكم القول بأن شفاعة النبي خاصة بأهل الكبائر

- ‌الفرق بين حساب النقاش وحساب العرض

- ‌أقوال العلماء في الحوض والكوثر

- ‌حكم القول بأن الشفاعة لرفع درجات أهل الجنة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌قول أبي حنيفة في الإيمان

- ‌وقت أذكار المساء

- ‌حكم أحاديث المهدي المنتظر

- ‌لكل نبي حوض

- ‌مكان خروج يأجوج ومأجوج

- ‌التوفيق بين أحاديث الشفاعة لأهل الكبائر والأحاديث المكفرة لتارك بعض الواجبات

- ‌حكم من قال: إن العمل ليس ركنا في الإيمان

- ‌حكم إثبات صفة الهبوط لله سبحانه وتعالى

- ‌حكم القول بأن الإيمان في القلب

- ‌بعض الكتب التي يستفاد منها

الفصل: ‌الخلاف بين أهل السنة ومرجئة الفقهاء

‌الخلاف بين أهل السنة ومرجئة الفقهاء

‌السؤال

الخلاف بين أهل السنة وبين مرجئة الفقهاء هل هو خلاف لفظي أم حقيقي يترتب عليه أشياء في مسألة الإيمان؟

‌الجواب

ليس لفظياً من جميع الوجوه، وشارح الطحاوية يقول: إنه لفظي، والصواب أنه ليس لفظياً من جميع الوجوه، صحيح أنه لا يترتب عليه فساد في الاعتقاد لكن له آثار تترتب عليه، من آثاره: أن جمهور أهل السنة وافقوا الكتاب والسنة في اللفظ والمعنى، ومرجئة الفقهاء وافقوا الكتاب والسنة في المعنى وخالفوهما في اللفظ، ولا يجوز للإنسان أن يخالف النصوص لا في اللفظ ولا في المعنى، بل الواجب على المسلم أن يتأدب وأن يوافق النصوص في اللفظ والمعنى.

ومن الآثار التي ترتبت على الخلاف: فتح الباب للمرجئة المحضة، فمرجئة الفقهاء في اختلافهم مع جمهور أهل السنة فتحوا الباب للمرجئة المحضة، فلما قال مرجئة الفقهاء: إن الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان فتحوا الباب للمرجئة المحضة وهم الجهمية فقالوا: الأعمال ليست مطلوبة، فالواجبات ليست واجبات والمحرمات ليست محرمات.

ومن آثار الخلاف: أنهم فتحوا الباب للفسقة والعصاة، فلما قال مرجئة الفقهاء: إن الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان سيأتي السكير العربيد فيقول: أنا مؤمن كامل الإيمان كإيمان أبي بكر وعمر، فإذا قيل له: أبو بكر وعمر عنده أعمال عظيمة، قال: الأعمال شيء آخر، لكن تصديقي وتصديق أبي بكر واحد، الإيمان هو التصديق، فالذي فتح هذا الباب للفسقة هم مرجئة الفقهاء.

ومن ثمرة الخلاف مسألة الاستثناء في الإيمان، وهو أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، فمرجئة الفقهاء يمنعون الاستثناء ويقولون: لا تقل إن شاء الله، ومن قال: إن شاء الله فهو شاك في إيمانه؛ لأن الإيمان تصديق القلب وأنت تعلم أنك مصدق فهل تشك أنك مصدق؟ لا تشك، كما أنك لا تشك بأنك قرأت الفاتحة، أو أنك تحب الرسول وتبغض اليهود فلا تشك في تصديقك.

أما جمهور أهل السنة فيقولون: المسألة فيها تفصيل: إن قصد الشك في أصل إيمانه فهذا ممنوع، وأما إن قصد أن الإيمان شعب متعددة وأنها تدخل فيه الأعمال كلها والأقوال، ولا يذكر الإنسان نفسه، ولا يجزم بأنه أدى ما عليه، بل يتهم نفسه ويزري على نفسه فلا بأس، فإنه في هذه الحالة يستثني ويقول: أنا مؤمن إن شاء الله، فيكون الاستثناء راجع إلى الأعمال، وكذلك أيضاً إذا أراد عدم علمه بالعاقبة فله أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، وكذلك إذا أراد التبرك بذكر اسم الله فيقول: أنا مؤمن إن شاء الله.

فجمهور أهل السنة يجيزون الاستثناء باعتبار ويمنعونه باعتبار، أما مرجئة الفقهاء فيمنعوه، وبهذا يتبين أن الخلاف ليس لفظياً كما يقول شارح الطحاوية، وإنما له آثار تترتب عليه، وإن لم يترتب عليه فساد في العقيدة.

ص: 9