المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النهي عن الجلوس مع أهل البدع وخلطتهم والمشي معهم - البدع والنهي عنها

[محمد بن وضاح القرطبي]

الفصل: ‌النهي عن الجلوس مع أهل البدع وخلطتهم والمشي معهم

‌النَّهْيُ عَنِ الْجُلُوسِ مَعَ أَهْلِ الْبِدَعِ وَخُلْطَتِهِمْ وَالْمَشْيِ مَعَهُمْ

ص: 95

115 -

نَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: نا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: نا بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ:«لَا تُجَالِسْ صَاحِبَ بِدْعَةٍ؛ فَإِنَّهُ يُمْرِضُ قَلْبَكَ»

ص: 95

116 -

نا أَسَدٌ ،: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، قَالَ: "

⦗ص: 96⦘

مَنْ جَالَسَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ لَمْ يَسْلَمْ مِنْ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يَكُونَ فِتْنَةً لِغَيْرِهِ ، وَإِمَّا أَنْ يَقَعَ فِي قَلْبِهِ شَيْءٌ فَيَزِلَّ بِهِ فَيُدْخِلَهُ اللَّهُ النَّارَ ، وَإِمَّا أَنْ يَقُولَ: وَاللَّهِ مَا أُبَالِي مَا تَكَلَّمُوا ، وَإِنِّي وَاثِقٌ بِنَفْسِي ، فَمَنْ أَمِنَ اللَّهَ عَلَى دِينِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ سَلَبَهُ إِيَّاهُ "

ص: 95

117 -

نا أَسَدٌ ، عَنْ أَيُّوبَ النَّجَّارِ الْيَمَامِيِّ ، قَالَ نَاشِرُ بْنُ حَنِيفَةَ الْحَنَفِيُّ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَظُنُّ ، قَالَ:«مَنْ أَتَى صَاحِبَ بِدْعَةٍ لِيُوَقِّرَهُ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الْإِسْلَامِ» . وَوَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ عِنْدَ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ أَيُّوبَ مُثْبَتًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ فِيهِ: مَا يَظُنُّ

ص: 96

119 -

نا أَسَدٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ:

⦗ص: 98⦘

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الْإِسْلَامِ»

ص: 97

120 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ:

⦗ص: 99⦘

«إِذَا لَقِيتَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فِي طَرِيقٍ فَخُذْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ»

ص: 98

121 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: «لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْأَهْوَاءِ ، وَلَا تُجَادِلُوهُمْ؛ فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلَالَتِهِمْ ، أَوْ يَلْبِسُوا عَلَيْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ» . قَالَ أَيُّوبُ: وَكَانَ - وَاللَّهِ - مِنَ الْفُقَهَاءِ ذَوِي الْأَلْبَابِ

ص: 99

122 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ الْحَوْشَبِيُّ ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِابْنِهِ:«يَا عِيسَى ، أَصْلِحْ لِلَّهِ قَلْبَكَ ، وَأَقِلَّ مَالَكَ»

ص: 99

123 -

وَكَانَ يَقُولُ: " وَاللَّهِ ، لَأَنْ أَرَى عِيسَى يُجَالِسُ أَصْحَابَ الْبَرَابِطِ ، وَالْأَشْرِبَةِ ، وَالْبَاطِلِ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرَاهُ يُجَالِسُ أَصْحَابَ الْخُصُومَاتِ ، يَعْنِي: أَهْلَ الْبِدَعِ "

ص: 99

124 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا زَيْدٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لَا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْبِدَعِ وَلَا تُكَلِّمُوهُمْ؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَرْتَدَّ قُلُوبُكُمْ»

ص: 100

125 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا زَيْدٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ: «لَا تُجَالِسْ أَصْحَابَ الْأَهْوَاءِ؛ فَتَسْمَعَ مِنْهُمْ كَلِمَةً فَتُرْدِيَكَ ، فَتُضِلَّكَ ، فَتُدْخِلَكَ النَّارَ»

ص: 100

126 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 101⦘

«الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»

ص: 100

127 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ أَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُكْرِمَ دِينَهُ فَلْيَعْتَزِلْ مُخَالَطَةَ السُّلْطَانِ ، وَمُجَالَسَةَ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ؛ فَإِنَّ مُجَالَسَتَهُمْ أَلْصَقُ مِنَ الْجَرَبِ»

ص: 101

128 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ الْحِمْصِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ:

⦗ص: 102⦘

«لَا تُجَالِسْ صَاحِبَ هَوًى؛ فَيَقْذِفَ فِي قَلْبِكَ مَا تَتْبَعُهُ عَلَيْهِ فَتَهْلِكَ ، أَوْ تُخَالِفَهُ فَيَمْرَضَ قَلْبُكَ»

ص: 101

129 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: نا حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ ، قَالَ:" قَدِمَ غَيْلَانُ مَكَّةَ فَجَاوَرَ بِهَا ، فَأَتَى غَيْلَانُ مُجَاهِدًا وَقَالَ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ ، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنْهَى النَّاسَ عَنِّي وَتَذْكُرُنِي ، بَلَغَكَ عَنِّي شَيْءٌ لَا أَقُولُهُ ، إِنَّمَا أَقُولُ كَذَا ، إِنَّمَا أَقُولُ كَذَا ، فَجَاءَ بِشَيْءٍ لَا يُنْكِرُهُ ، فَلَمَّا قَامَ قَالَ مُجَاهِدٌ: لَا تُجَالِسُوهُ؛ فَإِنَّهُ قَدَرِيٌّ. قَالَ حُمَيْدٌ: فَإِنِّي يَوْمًا فِي الطَّوَافِ لَحِقَنِي غَيْلَانُ مِنْ خَلْفِي فَجَبَذَ رِدَائِي فَالْتَفَتُّ ، فَقَالَ: كَيْفَ يَقْرَأُ مُجَاهِدٌ حَرْفَ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَمَشَى مَعِي ، قَالَ: فَبَصُرَ بِي مُجَاهِدٌ مَعَهُ ، فَأَتَيْتُهُ فَجَعَلْتُ أُكَلِّمُهُ فَلَا يَرُدُّ عَلَيَّ ، وَأَسْأَلُهُ فَلَا يُجِيبُنِي ، قَالَ: فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ ، مَا لَكَ؟ أَبَلَغَكَ عَنِّي شَيْءٌ ، أَحْدَثْتُ حَدَثًا ، مَا لِي؟ فَقَالَ: أَلَمْ أَرَكَ مَعَ غَيْلَانَ وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تُكَلِّمُوهُ ، أَوْ تُجَالِسُوهُ ، قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ يَا أَبَا الْحَجَّاجِ مَا ذَكَرْتُ قَوْلَكَ ، وَمَا بَدَأْتُهُ ، هُوَ بَدَأَنِي ، قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا حُمَيْدُ ، لَوْلَا أَنَّكَ عِنْدِي مُصَدَّقٌ مَا نَظَرْتَ لِي فِي وَجْهٍ مُنْبَسِطٍ مَا عِشْتُ "

ص: 102

130 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنِي صَاحِبٌ لَنَا ، عَنْ أَيُّوبَ ، قَالَ: " كُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ إِذْ جَاءَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَدَخَلَ ، فَلَمَّا جَلَسَ وَضَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهُ فِي بَطْنِهِ ، ثُمَّ أَنْ قَالَ وَقَامَ ، فَقُلْتُ لِعَمْرٍو: انْطَلِقْ بِنَا ، قَالَ: فَخَرَجْنَا ، فَلَمَّا مَضَى عَمْرٌو رَجَعْتُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ ، قَدْ فَطِنْتُ إِلَى مَا صَنَعْتَ ، قَالَ: وَمَا فَطِنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ ، قَالَ:«أَمَا إِنَّهُ لَمْ يُظِلُّنِي وَإِيَّاهُ سَقْفُ بَيْتٍ»

ص: 103

131 -

نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعْدٍ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ رَجُلٍ أَخْبَرَهُ قَالَ:«كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ ، فَرَآنِي ابْنُ عَوْنٍ فَأَعْرَضَ عَنِّي شَهْرَيْنِ»

ص: 103

132 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا مُؤَمَّلٌ ، عَنْ رَجُلٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: " دَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلَى ابْنِ عَوْنٍ ، فَسَكَتَ ابْنُ عَوْنٍ لَمَّا رَآهُ ، وَسَكَتَ عَمْرٌو عَنْهُ فَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ ، فَمَكَثَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَامَ فَخَرَجَ ، فَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ:

⦗ص: 104⦘

«بِمَا اسْتَحَلَّ أَنْ دَخَلَ دَارِي بِغَيْرِ إِذْنِي ، مِرَارًا يُرَدِّدُهَا ، أَمَا إِنَّهُ لَوْ تَكَلَّمَ ، أَمَا إِنَّهُ لَوْ تَكَلَّمَ »

ص: 103

133 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: " مَا لَكَ لَمْ تَرْوِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا؟ قَالَ: مَا أَتَيْتُهُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً لِمَسَاقِهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَتُوبَ، عَلِمَ بإِتْيَانِي إِيَّاهُ ، وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا ، وَإِنِّي أَظُنُّهُ لَوْ عَلِمَ لَكَانَتِ الْفَيْصَلَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ "

ص: 104

134 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عَزْوَانَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِمُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ: «لَا تَقْرَبْنَا مَا دُمْتَ عَلَى رَأْيِكَ هَذَا» . وَكَانَ مُرْجِئِيًّا

ص: 104

135 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا الْمُؤَمَّلُ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ:" لَقِيَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَقَالَ: " أَلَمْ أَرَكَ مَعَ طَلْقٍ؟ قُلْتُ: بَلَى ، فَمَا لَهُ؟ قَالَ: لَا تُجَالِسْهُ؛ فَإِنَّهُ مُرْجِئِيٌّ. قَالَ أَيُّوبُ: وَمَا شَاوَرْتُهُ فِي ذَلِكَ ، وَلَكِنْ يَحِقُّ لِلرَّجُلِ الْمُسْلِمِ إِذَا رَأَى مِنْ أَخِيهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ أَنْ يَنْصَحَهُ

ص: 105

136 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ: لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ فَقَامَ فَقُمْتُ ، فَقُلْتُ:«إِمَّا أَنْ تَمْضِيَ ، وَإِمَّا أَنْ أَمْضِيَ؛ فَإِنِّي إِنْ أَمْشِ مَعَ نَصْرَانِيٍّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمْشِيَ مَعَكَ»

ص: 105

137 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ:" أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ يَدْعُوهُ إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ: يَا أَخِي ، إِنْ كَانَ بَعُدَتِ الدَّارُ مِنَ الدَّارِ فَإِنَّ الرُّوحَ مِنَ الرُّوحِ قَرِيبٌ ، وَإِنَّ طَيْرَ السَّمَاءِ تَقَعُ عَلَى إِلْفِهَا مِنَ الْأَرْضِ ". وَفِي رِوَايَةٍ: أَنَّ سَلْمَانَ قَالَ لَهُ: إِنَّ الْأَرْضَ لَا تُقَدِّسُ أَحَدًا ، وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الْإِنْسَانَ عَمَلُهُ "

ص: 105

138 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ:" رَأَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ مُحْرِزٍ وَقِريبٌ مِنْهُ شَبَبَةٌ ، فَرَآهُمْ يَتَجَادَلُونَ ، فَرَأَيْتُهُ قَائِمًا يَنْفُضُ ثِيَابَهُ وَيَقُولُ: إِنَّمَا أَنْتُمْ جَرَبٌ ، إِنَّمَا أَنْتُمْ جَرَبٌ "

ص: 106

139 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ:" دَخَلَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ يَوْمًا رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى أَنْ أَقْرَأَهَا ثُمَّ أَخْرُجَ ، فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ مُسْلِمًا لَمَا خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِي ، قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ ، إِنِّي لَا أَزِيدُ عَلَى أَنْ أَقْرَأَ ثُمَّ أَخْرُجَ ، قَالَ: فَقَامَ بِإِزَارِهِ يَشُدُّهُ عَلَيْهِ ، وَتَهَيَّأَ لِلْقِيَامِ ، فَأَقْبَلْنَا عَلَى الرَّجُلِ فَقُلْنَا: قَدْ حَرَّجَ عَلَيْكَ إِلَّا خَرَجْتَ ، أَفَيَحِلُّ لَكَ أَنْ تُخْرِجَ رَجُلًا مِنْ بَيْتِهِ ، قَالَ: فَخَرَجَ ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا بَكْرٍ ، مَا عَلَيْكَ لَوْ قَرَأَ آيَةً ثُمَّ خَرَجَ؟ قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّ قَلْبِي يَثْبُتُ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مَا بَالَيْتُ أَنْ يَقْرَأَ ، وَلَكِنِّي خِفْتُ أَنْ يُلْقِيَ فِي قَلْبِي شَيْئًا أَجْهَدُ أَنْ أُخْرِجَهُ مِنْ قَلْبِي فَلَا أَسْتَطِيعُ "

ص: 106

140 -

نا أَسَدٌ قَالَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ الْحَذَّاءُ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، قَالَ:«لَا تُمَكِّنُوا صَاحِبَ بِدْعَةٍ مِنْ جَدَلٍ؛ فَيُورِثَ قُلُوبَكُمْ مِنْ فِتْنَتِهِ ارْتِيَابًا»

ص: 106