المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مناظرة ابن عباس مع رجل يحاول معرفة أسرار الله في خلقه - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ١٣

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ ترك السؤال عما لا يعني الدخول فيه [2]

- ‌تابع باب ترك السؤال عما لا يعني الدخول فيه والبحث والتنقير عما لا يضر جهله ولا ينفع علمه

- ‌جلد عمر رضي الله عنه لصبيغ وأمر الناس بهجرانه

- ‌تعليق المؤلف على فعل عمر مع صبيغ

- ‌سبب قول عمر: (لو وجدتك محلوقاً لضربت الذي فيه عيناك)

- ‌انتفاع صبيغ بتأديب عمر رضي الله عنه له فلم يلتحق بالخوارج حين ظهروا

- ‌تحذير أبناء الصحوة من الاهتمام بالمتشابهات

- ‌موقف الصحابة والسلف ممن يسألون فيما لا ينفع

- ‌آثار عن السلف في ترك السؤال عما لا يعني، وذم الآرائيين

- ‌إكثار الأحناف من الرأي والقياس

- ‌تعقيب ابن بطة على آثار السلف المتعلقة بترك السؤال عما لا يعني

- ‌مناظرة ابن عباس مع رجل يحاول معرفة أسرار الله في خلقه

- ‌آثار عن السلف في كراهة القول في المسائل بآرائهم، وتعقيب المصنف عليها

- ‌الأسئلة

- ‌حكم وكيفية صلاة الفريضة في الطائرة

- ‌حكم أخذ نسبة معينة من الآكلين في المطاعم زيادة في القيمة وتوزيعها على العاملين

- ‌معنى قوله صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم)

الفصل: ‌مناظرة ابن عباس مع رجل يحاول معرفة أسرار الله في خلقه

‌مناظرة ابن عباس مع رجل يحاول معرفة أسرار الله في خلقه

قال: [قال أبو اليقظان: خرج رجل من أسلاف المسلمين يطلب علم السماء، ومبتدأ الأشياء، ومجاري القضاء، وموقع القدر المجهول، وما قد احتجبه الله عز وجل من علم الغيوب، التي لم ينزل الكتاب بها، ولم تتسع العقول لها].

قال: [حتى انتهى إلى بحر العلوم، ومعدن الفقه، وينبوع الحكمة عبد الله بن عباس، فلما انتهى بالأمر الذي ارتحل إليه، وأقدمه عليه؛ قال له: اقرأ آية الكرسي، فقرأها حتى بلغ قوله تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [البقرة:255]، قال ابن عباس: أمسك؛ فقد بلغت ما تريد، فقد أنبأك الله أنه لا يحاط بشيء من علمه، قال له الرجل: يرحمك الله! إن الله قد استثنى فقال: {إِلَّا بِمَا شَاءَ} [البقرة:255]، فقال ابن عباس: صدقت، ولكن أخبرني عن الأمر الذي استثناه من علمه، وشاء أن يظهره لخلقه: أين يوجد؟ ومن أين يعلم؟ قال: لا يوجد إلا في وحيه، ولا يعلم إلا من نبيه، قال ابن عباس: فأخبرني عن الذي لا يوجد في حديث مأثور، ولا في كتاب مسطور، أليس هو الذي نبأ الله: لا يدركه عقل، ولا يحيط به علم؟ قال الرجل: بلى، قال ابن عباس فإن الذي تسأل عنه ليس محفوظاً في الكتب، ولا محفوظاً عن الرسل، فقام الرجل -وانتفع بكلام ابن عباس - وهو يقول: لقد جمع الله لي علم الدنيا والآخرة، فانصرف شاكراً لـ ابن عباس].

قال الشيخ: [فاتقوا الله يا معشر المسلمين! وانتهوا عن السؤال والتنقير، والبحث عما يشكك في اليقين، وليس هو من فرائض الدين، ولا من شريعة رب العالمين، ولا تثقل به الموازين، ولا تثق نفوسكم إلى استماع كلام المتنطعين، الذين اتهموا أئمة المسلمين، وردوا ما جاءوا به عن رب العالمين، وحكموا آراءهم وأهواءهم في الدين، ودعوا الناس إلى ما استحسنوه دون كتاب الله وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم].

فقد تقدم عن ابن مسعود عن النبي عليه الصلاة والسلام: (ألا هلك المتنطعون ثلاثاً).

ص: 12