المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌انتفاع صبيغ بتأديب عمر رضي الله عنه له فلم يلتحق بالخوارج حين ظهروا - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ١٣

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ ترك السؤال عما لا يعني الدخول فيه [2]

- ‌تابع باب ترك السؤال عما لا يعني الدخول فيه والبحث والتنقير عما لا يضر جهله ولا ينفع علمه

- ‌جلد عمر رضي الله عنه لصبيغ وأمر الناس بهجرانه

- ‌تعليق المؤلف على فعل عمر مع صبيغ

- ‌سبب قول عمر: (لو وجدتك محلوقاً لضربت الذي فيه عيناك)

- ‌انتفاع صبيغ بتأديب عمر رضي الله عنه له فلم يلتحق بالخوارج حين ظهروا

- ‌تحذير أبناء الصحوة من الاهتمام بالمتشابهات

- ‌موقف الصحابة والسلف ممن يسألون فيما لا ينفع

- ‌آثار عن السلف في ترك السؤال عما لا يعني، وذم الآرائيين

- ‌إكثار الأحناف من الرأي والقياس

- ‌تعقيب ابن بطة على آثار السلف المتعلقة بترك السؤال عما لا يعني

- ‌مناظرة ابن عباس مع رجل يحاول معرفة أسرار الله في خلقه

- ‌آثار عن السلف في كراهة القول في المسائل بآرائهم، وتعقيب المصنف عليها

- ‌الأسئلة

- ‌حكم وكيفية صلاة الفريضة في الطائرة

- ‌حكم أخذ نسبة معينة من الآكلين في المطاعم زيادة في القيمة وتوزيعها على العاملين

- ‌معنى قوله صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم)

الفصل: ‌انتفاع صبيغ بتأديب عمر رضي الله عنه له فلم يلتحق بالخوارج حين ظهروا

‌انتفاع صبيغ بتأديب عمر رضي الله عنه له فلم يلتحق بالخوارج حين ظهروا

قال: [فلما سمع عمر رضي الله عنه مسائله فيما لا يعنيه كشف رأسه؛ لينظر هل يرى العلامة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصفة التي وصفها، فلما لم يجدها أحسن تأديبه؛ لئلا يتغالى به في المسائل إلى ما يضيق صدره عن فهمه، فيصير من أهل العلامة الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم، فحقن دمه -أي: لم يقتله؛ لأنه ليس بصاحب علامة- وحفظ دينه بأدبه، رحمة الله عليه ورضوانه.

ولقد نفع الله صبيغاً بما كتب له عمر في نفيه].

لأن عمر نفاه إلى البصرة، وقال: هذا صبيغ يا أهل البصرة لا بد أن يقوم فيكم خطيباً، فيفضح نفسه على الملأ، ويقول: كان برأسي كيت وكيت وكيت، حتى أدبني أمير المؤمنين وفعل بي كذا وكذا وكذا، ولا زال صبيغ وضيعاً حتى مات بعد أن كان شريفاً.

ثم قال: [فلما خرجت الحرورية -وهي فرقة عظيمة من فرق الضلالة- قالوا لـ صبيغ: إنه قد خرج قوم يقولون كذا وكذا].

يعني: ذهب أصحاب السوء إلى صبيغ وقالوا: يا صبيغ لقد ظهرت فرقة تسمى: الحرورية -نسبة إلى مكان يسمى: حروراء، وهم خوارج، فهل لك يا صبيغ أن تلحق بهم، وأن تصير رأساً فيهم كما كنت رأساً من قبل؟ فانظر إلى رد صبيغ ماذا قال.

قال: [فقال: هيهات، نفعني الله بموعظة الرجل الصالح أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه] يعني: نفعه الله تعالى بما أدبه به أمير المؤمنين؛ ولذلك قال: هيهات هيهات لقد نفعني الله بموعظة الرجل الصالح أمير المؤمنين.

قال: [وكان عمر قد ضربه حتى سالت الدماء على وجهه، أو رجليه أو على عقبيه.

ولقد صار صبيغ لمن بعده مثلاً وتردعة لمن نقر وألحف في السؤال].

ص: 6