المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم مرتكب الكبيرة - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ٢٧

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ الإيمان قول وعمل يزيد وينقص [3]

- ‌باب زيادة الإيمان ونقصانه وما دل على الفاضل فيه والمفضول

- ‌الأدلة القرآنية على زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌الآيات التي ورد فيها ذكر زيادة الإيمان أو الهدى أو التقوى

- ‌قوله: (ولكن ليطمئن قلبي)

- ‌قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا)

- ‌الآيات الدالة على المفاضلة بين الرسل بسبب زيادة الإيمان

- ‌الآيات الدالة على تفاضل المؤمنين بزيادة الأعمال

- ‌الآيات الدالة على عدم المساواة بين الصالحين والفاسقين

- ‌الآيات الدالة على زيادة الإيمان بالأعمال وتفاضل أهله فيه

- ‌الأدلة من السنة على ما ورد عن السلف في زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌الأحاديث الدالة على تأثير المعاصي على الإيمان بالنقصان

- ‌حديث حذيفة في نزول الأمانة في قلوب الرجال ورفعها

- ‌ما ورد عن الصحابة في زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌ما ورد عن التابعين في زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌ما ورد عن السلف في أن الإيمان ينقص

- ‌حكم مرتكب الكبيرة

- ‌أقوال السلف في تفاضل أهل الإيمان فيه

- ‌ما ورد عن السلف في التحذير من المعاصي وأنها تنقص الإيمان أو تحبطه

الفصل: ‌حكم مرتكب الكبيرة

‌حكم مرتكب الكبيرة

قال: [وقال أبو هريرة رضي الله عنه: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) إلى آخر الحديث، وفي نهايته (والتوبة بعد معروضة)] أي: لمن لم يقم عليه الحد؛ لأنكم تعلمون أن مرتكب الكبيرة عند الخوارج مخلد في النار، وعند المعتزلة في منزلة بين المنزلتين لا هو مؤمن ولا هو كافر، فهذا حكمه في الدنيا، وفي الآخرة يكون من المخلدين في النار، وعند المرجئة لا تضره الذنوب كلها، لأن الأعمال صالحها وطالحها لا علاقة لها عند المرجئة بالإيمان، وعندهم أن إيمان جبريل كإيمان أفسق الناس، أو إيمان أفسق الناس كإيمان جبريل وميكائيل، لأنه لا علاقة للعمل بالإيمان، ولا علاقة للإيمان بالعمل وهذا كله خبط عشواء، وكلام فاسد هالك.

وعند أهل السنة والجماعة أن مرتكب الكبيرة مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وأن المسلمين لا يسلبون عن الفاسق الملي الأخوة الإيمانية، ولو أن واحداً زنى فأنت تبطن عنه ذلك في الباطن، وفي الظاهر تعامله على أنه مسلم، ما دام هذا الرجل من ملة محمد عليه الصلاة والسلام، فهو فاسق بكبيرته التي ارتكبها، ولا نسلب عنه مطلق الإيمان، وإنما نسلب عنه الإيمان المطلق، الذي هو الإيمان الزائد، وهناك فرق بين الإيمان المطلق ومطلق الإيمان، فالإيمان المطلق هو كمال الإيمان وتمامه، فهذه الأحاديث التي ورد فيها الوعيد لمرتكب الكبائر تنفي عنه الإيمان المطلق، أما مطلق الإيمان الذي هو أصله وقاعدته فيتصور نقصانه لا سلبه.

ص: 17