المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كلام ابن كثير في التفريق بين الإيمان والإسلام والإحسان - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ٣٢

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ ذكر الذنوب التي من ارتكبها فارقه الإيمان وإن تاب راجعه الإيمان

- ‌باب ذكر الذنوب التي من ارتكبها فارقه الإيمان وإن تاب راجعه

- ‌روايات حديث (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)

- ‌كلام السلف في معنى حديث (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)

- ‌دائرة الإيمان ودائرة الإسلام

- ‌حديث أنس (لا إيمان لمن لا أمانة له)

- ‌ما ورد عن السلف في أن الإيمان ينزع كما ينزع القميص

- ‌حديث أبي هريرة (إن العبد إذا أخطأ خطيئة)

- ‌خوف أبي الدرداء على إيمانه أن ينزع منه

- ‌حديث أبي هريرة (إذا زنى الزاني خرج منه الإيمان)

- ‌كلام علماء أهل السنة في عدم تكفير مرتكب الكبيرة

- ‌كلام الإمام النووي في عدم كفر مرتكب الكبيرة

- ‌كلام شيخ الإسلام في عدم كفر مرتكب الكبيرة

- ‌كلام ابن كثير في التفريق بين الإيمان والإسلام والإحسان

- ‌كلام ابن حجر في عدم كفر مرتكب الكبيرة

- ‌كلام ابن أبي العز في عدم كفر مرتكب الكبيرة

- ‌تأويل علماء السنة للأحاديث التي تنفي الإيمان عن مرتكبي بعض المعاصي

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الأناشيد

الفصل: ‌كلام ابن كثير في التفريق بين الإيمان والإسلام والإحسان

‌كلام ابن كثير في التفريق بين الإيمان والإسلام والإحسان

قال ابن كثير عند قول الله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب:35]؛ قال: في هذه الآية دليل على أن الإيمان خير من الإسلام، يعني: الإيمان مرتبة أعلى من مرتبة الإسلام، كما أن الإحسان مرتبة أعلى من مرتبة الإيمان، كما في حديث جبريل في بيان مراتب الدين.

فكل محسن مؤمن، ولا يلزم أن يكون كل مؤمن محسناً، وهكذا.

قال: والدليل على ذلك قوله تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات:14]، فنفي الإيمان عنهم هنا إنما هو نفي لكماله، ولو قلت: إنها نفي للأصل فتكون الآية على هذا خطأ، ومن قال بذلك كفر.

{قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا} [الحجرات:14] أي: الإيمان الكامل، {وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات:14]، أي: معكم أصل الإيمان، وأما كماله وتمامه وواجبه فلا؛ لأنكم لا تبلغون ذلك إلا إذا دخل الإيمان في قلوبكم، قال:{وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات:14]، ولا يدخل الإيمان في القلب إلا بالعمل.

وكونه لا يعمل لا يزال من أهل الإسلام، ولا يلزم من ذلك كفره بإجماع المسلمين، وهذا دليل على أن الإيمان أخص من الإسلام.

ص: 14