المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحكم على الواقفة - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ٦٦

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ الرد على الواقفة الذين قالوا القرآن كلام الله ولم يقولوا مخلوق ولا غير مخلوق

- ‌باب الإيمان بأن القرآن كلام الله غير مخلوق خلافاً للطائفة الواقفة والشاكة

- ‌الآثار عن بعض السلف في أن القرآن كلام الله غير مخلوق

- ‌الآثار الواردة عن أحمد بن حنبل في إنكاره على الواقفة واعتقاده أن القرآن كلام الله غير مخلوق

- ‌الحكم على الواقفة

- ‌الواقفة أشد خداعاً للعامة من الجهمية

- ‌أصناف المبتدعة في القرآن

- ‌الموقف من الشاك في كون القرآن غير مخلوق

- ‌إنكار أحمد بن صالح المصري على من قال القرآن كلام الله وسكت

- ‌تواطؤ أقوال السلف على تكفير الواقفة وأنهم شر من الجهمية

- ‌بعض كلام الإمام أحمد في الواقفة

- ‌فتوى الإمام أحمد بمقاطعة ذوي الأرحام القائلين بالوقف

- ‌هجر أهل العلم للواقفة وعدم السلام عليهم

- ‌الأسئلة

- ‌الجمع بين الآثار الواردة عن السلف في مناظرة أهل البدع والآثار المحذرة من ذلك

- ‌وجوب صلة الأرحام ولو كانوا من أصحاب المخالفات الشرعية

- ‌واجب المسلم تجاه الجماعات المنتشرة في الساحة اليوم

- ‌حكم إلقاء السلام في شوارع بلد عامة أهله مسلمون

الفصل: ‌الحكم على الواقفة

‌الحكم على الواقفة

قال: [وعن أبي بكر بن هانئ -وهو من أكابر تلاميذ الإمام أحمد - قال: أتينا أحمد بن حنبل أنا والعباس بن عبد العظيم العنبري -وهو كذلك من كبار تلاميذ أحمد - فسألناه عن أشياء فذكر كلاماً، فقال العباس: وقوم هاهنا قد حدثوا -أي: قد ظهر قوم في بغداد قد أحدثوا أمراً عجيباً- يقولون: لا نقول مخلوق ولا غير مخلوق، وهؤلاء أضر من الجهمية على الناس، ويلكم؛ فإن تقولوا: ليس بمخلوق، فقولوا: هو مخلوق، فقال أبو عبد الله: قوم سوء هؤلاء، قوم سوء، فقال العباس: ما تقول يا أبا عبد الله؟ فقال: والذي أعتقده وأذهب إليه -أي: وهو معتقدي- ولا أشك فيه: أن القرآن غير مخلوق، ثم قال: سبحان الله! ومن يشك في هذا؟].

أي: ومن يشك في أن القرآن كلام الله غير مخلوق؟! [ثم تكلم أبو عبد الله بكلام مستعظماً للشك في ذلك، فقال: سبحان الله! في هذا شك؟ قال الله تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف:54]، ففرق بين الخلق وبين الأمر، وقال:{الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ} [الرحمن:1 - 3]، فجعل يعيدها] ولم يقل: الرحمن خلق القرآن، وإنما قال: علم، إذاً: القرآن من علم الله، وعلم الله ليس مخلوقاً، إذ إن علم الله أزلي أبدي لا أول له ولا نهاية، أما المخلوق فقال الله تعالى فيه:{خَلَقَ الإِنسَانَ} [الرحمن:3]، إذاً: الإنسان مخلوق، أما القرآن فليس مخلوقاً.

قال: [فالقرآن من علم الله، وفيه أسماء الله لا نشك أنه غير مخلوق، وهو كلام الله، ولم يزل الله متكلماً].

ص: 5