المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إنكار أحمد بن صالح المصري على من قال القرآن كلام الله وسكت - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ٦٦

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ الرد على الواقفة الذين قالوا القرآن كلام الله ولم يقولوا مخلوق ولا غير مخلوق

- ‌باب الإيمان بأن القرآن كلام الله غير مخلوق خلافاً للطائفة الواقفة والشاكة

- ‌الآثار عن بعض السلف في أن القرآن كلام الله غير مخلوق

- ‌الآثار الواردة عن أحمد بن حنبل في إنكاره على الواقفة واعتقاده أن القرآن كلام الله غير مخلوق

- ‌الحكم على الواقفة

- ‌الواقفة أشد خداعاً للعامة من الجهمية

- ‌أصناف المبتدعة في القرآن

- ‌الموقف من الشاك في كون القرآن غير مخلوق

- ‌إنكار أحمد بن صالح المصري على من قال القرآن كلام الله وسكت

- ‌تواطؤ أقوال السلف على تكفير الواقفة وأنهم شر من الجهمية

- ‌بعض كلام الإمام أحمد في الواقفة

- ‌فتوى الإمام أحمد بمقاطعة ذوي الأرحام القائلين بالوقف

- ‌هجر أهل العلم للواقفة وعدم السلام عليهم

- ‌الأسئلة

- ‌الجمع بين الآثار الواردة عن السلف في مناظرة أهل البدع والآثار المحذرة من ذلك

- ‌وجوب صلة الأرحام ولو كانوا من أصحاب المخالفات الشرعية

- ‌واجب المسلم تجاه الجماعات المنتشرة في الساحة اليوم

- ‌حكم إلقاء السلام في شوارع بلد عامة أهله مسلمون

الفصل: ‌إنكار أحمد بن صالح المصري على من قال القرآن كلام الله وسكت

‌إنكار أحمد بن صالح المصري على من قال القرآن كلام الله وسكت

قال: [قال أبو داود: سألت أحمد بن صالح المصري].

وأحمد بن صالح من كبار أئمة السلف، وصاحب سنة، ثقة إمام جليل، آذى النسائي نفسه بالكلام فيه، وأين النسائي من أحمد بن صالح؟ وليس من باب العصبية؛ لأن أحمد بن صالح مصري، لكن أحمد بن صالح المصري كان في زمانه كـ الليث بن سعد، فقد كان يأتيه الناس من بلاد العالم، لكن لم يكن يأذن لأحد في مجلسه إلا بعد أن يختبر عقيدته، فقد كان شديداً في السنة وشديداً على أهل البدع، وكان إذا بلغه أن رجلاً أتى من خراسان أو الشام أو المغرب أو الأندلس أو من أي مكان اختبره وخاصة في مسائل الفتن، في مسألة القرآن، في مسألة الفتنة بين الصحابة رضي الله عنهم، إذ ربما يكون عدواً لـ علي بن أبي طالب، أو عدواً لـ معاوية أو غير ذلك، فإذا كان ممن يتكلم في هذه المسائل بغير ما تكلم به السلف كان يطرده عن مجلسه ولا يأذن له قط.

ولذلك الإمام النسائي كان يعرف قدر أحمد بن صالح المصري، والإمام النسائي صاحب السنن كان فيه شيء من التشيع، وقيل: إنه رجع عنه، لكن الذي ثبت عنه أولاً أنه كان فيه شيء من التشيع، فلما قدم النسائي من بغداد إلى مصر وبلغ أمره إلى أحمد بن صالح المصري قال: يا أبا عبد الرحمن! لا تجلس في مجلسي قط ولا تحدث عني، فكان يجلس الإمام النسائي خارج المسجد ويقول: قرئ على أحمد بن صالح وأنا أسمع؛ لأنه يحرم عليه أن يقول: حدثني أحمد بن صالح؛ لأنه لم يحدثه، أو سمعنا أو سمعت؛ لأن ذلك لم يحدث، وإنما كان يقرأ المستملي على الإمام أحمد بن صالح ويسمع الإمام النسائي وهو خارج المسجد، فكان يقول: قرئ على أحمد بن صالح وأنا أسمع، وما أجازه بالرواية عنه قط؛ لأنه طرده، فلما طرده أطلق الإمام النسائي لسانه في أحمد بن صالح المصري.

قال الذهبي: أحمد بن صالح المصري إمام ثقة جليل ثبت، قد أخطأ من تكلم فيه، وآذى النسائي نفسه بالكلام فيه، وهو صاحب سنة.

قال: [قال أبو داود: سألت أحمد بن صالح المصري عمن يقول: القرآن كلام الله، ولا يقول: مخلوق ولا غير مخلوق، قال: هذا شاك].

ص: 9