المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرد على جميع فرق المرجئة والوعيدية بأن الإيمان يستعمل مطلقا ومقيدا - شرح كتاب الإيمان - يوسف الغفيص - جـ ٤

[يوسف الغفيص]

فهرس الكتاب

- ‌شرح كتاب الإيمان [4]

- ‌من الأدلة على أن الإيمان قول وعمل: أنه كلما نزلت شريعة التحقت باسم الإيمان

- ‌استعمال الإيمان مطلقاً ومقيداً

- ‌إذا اقترن الإيمان بالعمل فهو من باب عطف الخاص على العام

- ‌الرد على جميع فرق المرجئة والوعيدية بأن الإيمان يستعمل مطلقاً ومقيداً

- ‌استدلال المرجئة على مذهبهم بحديث الجارية والجواب عنه

- ‌من الأدلة على أن الأعمال تدخل في مسمى الإيمان

- ‌المتواتر والآحاد

- ‌من الأدلة على أن العمل يدخل في مسمى الإيمان: حديث وفد عبد القيس

- ‌من الأدلة على أن العمل يدخل في مسمى الإيمان حديث: (بني الإسلام على خمس)

- ‌من الأدلة على أن العمل يدخل في مسمى الإيمان: حديث: (إن للإسلام صوى ومناراً كمنار الطريق)

- ‌مسائل تتعلق بترك العمل

- ‌حكم ترك الصلاة

- ‌القول بأن ترك الصلاة كفر بالإجماع

- ‌وجود الخلاف في حكم ترك الصلاة

- ‌تنبيه على الكلام عن حكم ترك الصلاة

- ‌ذكر الخلاف في حكم ترك الصلاة

- ‌القول الراجح في حكم ترك الصلاة

- ‌مسألة حكم ترك الصلاة وعلاقتها بمذهب المرجئة

- ‌حكم ترك الزكاة والصوم والحج

- ‌حكم ترك الصلاة والزكاة والصوم والحج جميعاً

- ‌أحاديث تدل على أن العمل يدخل في مسمى الإيمان

- ‌تفاضل الإيمان بالأعمال الظاهرة والباطنة

الفصل: ‌الرد على جميع فرق المرجئة والوعيدية بأن الإيمان يستعمل مطلقا ومقيدا

‌الرد على جميع فرق المرجئة والوعيدية بأن الإيمان يستعمل مطلقاً ومقيداً

وهذا الفقه لكون الإيمان يستعمل مطلقاً ويستعمل مقيداً يحصل به الرد على جميع طوائف المرجئة والوعيدية؛ فإن الوعيدية اعتبروا من النصوص السياق المطلق، واستدلوا به على أن الله سبحانه وتعالى لا يسمي المؤمنين إلا وقد استكملوا الأعمال الظاهرة والباطنة.

فمن يقرأ في كتب المعتزلة يجد أنهم إذا استدلوا على قولهم يستعملون قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون:1].

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال:2] إلى أمثال ذلك.

وإذا قيل: ما وجه هذا التنوع في كتاب الله وفي كلام الرسول صلى الله عليه وسلم؟

قيل: إنما تنوع ذكر الإيمان؛ لأن الإيمان ليس واحداً، ولهذا نقول: إنَّ ذكره مطلقاً وذكره مقيداً دليلٌ قاطع على كون الإيمان يزيد وينقص؛ لأن الله أثبت أصله دون الإسلام أو العمل في مقام، وفي مقام آخر ذكره على التمام والكمال.

أما قول المصنف: "حين سئل عن الإيمان ما هو؟ فقال: (أن تؤمن بالله

) فهو يشير إلى حديث جبريل، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الإيمان في حديث جبريل ذكره في القلب والاعتقاد، وهو الإيمان بالله وملائكته

إلخ، فنقول: هذا السياق في ذكر الإيمان المقيد؛ لأنه قيد باسم الإسلام، ولهذا إذا ذكر الإيمان مقيداً فإنما يراد أصله.

ومن تأمل آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي ذكرت الإيمان مقيداً إما باسم الإسلام وإما باسم العمل، يرى أن الإيمان يذكر في مورد الإيمان القلبي لا في مورد العمل، وهذا دليل على أن الإيمان يزيد وينقص، وأن له نقصاً وكمالاً، وهو دليل على الحقيقة التي سبق أن أشرنا إليها وهي أن أصل الإيمان في القلب، والسلف وإن قالوا: هو قول وعمل، وجعلوا العمل أصلاً في الإيمان إلا أنهم متفقون أن أصل الإيمان في القلب، وهو محل اتفاق بين السلف: أن أصل الإيمان في القلب.

ص: 5