المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الجمع بين كون مآل مرتكب الكبيرة إلى الجنة وما جاء من النصوص في خلوده في النار - شرح كتاب التوحيد - عبد الرحيم السلمي - جـ ١

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب التوحيد [1]

- ‌طرق شرح كتاب التوحيد

- ‌تقسيم التوحيد

- ‌توحيد الربوبية

- ‌توحيد الألوهية

- ‌توحيد الأسماء والصفات

- ‌مفهوم توحيد الألوهية

- ‌مفهوم توحيد الألوهية عند أهل السنة

- ‌مفهوم توحيد الألوهية عند القبوريين

- ‌باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله

- ‌أهمية توحيد الألوهية

- ‌فضل توحيد الألوهية

- ‌حصول الأمن والاهتداء

- ‌الصيرورة إلى الجنة

- ‌أن التوحيد لا يعدله شيء

- ‌تكفير الذنوب ومحوها

- ‌فضل من حقق التوحيد

- ‌حماية النبي صلى الله عليه وسلم لجناب التوحيد

- ‌طرق دراسة التوحيد والإيمان

- ‌الدعوة إلى توحيد الألوهية

- ‌الأسئلة

- ‌الجمع بين كون مآل مرتكب الكبيرة إلى الجنة وما جاء من النصوص في خلوده في النار

- ‌الرد على المستدل بثبوت الإسلام للناطق بكلمة التوحيد على الإصرار على المعاصي

- ‌وجه دفن أبي بكر وعمر في بيت عائشة مع النهي عن جعل البيوت قبوراً

- ‌نظرة في كتاب (القول المفيد على كتاب التوحيد)

- ‌الفرق بين الأمن المطلق ومطلق الأمن

- ‌حكم تبليغ السلام للرسول

- ‌حكم الوقوف عند قبر القريب للدعاء له

- ‌حكم تارك الصلاة والصيام مع نطقه بالشهادتين ودعواه الإسلام

الفصل: ‌الجمع بين كون مآل مرتكب الكبيرة إلى الجنة وما جاء من النصوص في خلوده في النار

‌الجمع بين كون مآل مرتكب الكبيرة إلى الجنة وما جاء من النصوص في خلوده في النار

‌السؤال

ذكرتم أن صاحب التوحيد مصيره إلى الجنة، فما قولكم في قوله تعالى:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء:93]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها)؟

‌الجواب

هناك قاعدة من القواعد في الاستدلال، وهي أن أي مسألة من المسائل لابد من جمع الأدلة فيها، فقول الله عز وجل:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء:93] هو في مسألة قتل المسلم لأخيه المسلم، لكن هناك آيات أخرى اعتبرت القاتل مسلماً، منها قوله تعالى:{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ} [البقرة:178] فوصفه بالأخوة في الدين، ولو كان كافراً مخلداً في النار لما كان أخاً في الدين.

ثم إن من الأحكام المجمع عليها في مسألة القتل أن ولي الدم يجوز أن يعفو عن القاتل، ولو كان كافراً خالداً في النار لما جاز العفو عنه، ولقتل بسبب الردة والكفر لو كان القتل في ذاته كفراً، وكذلك في سورة الحجرات يقول الله عز وجل:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} [الحجرات:9] فوصفهما بالإيمان مع وجود الاقتتال بينهما، فكل هذا يدل على أن القتل ليس كفراً مخرجاً من الملة، بل هو من الذنوب والمعاصي.

وأما قوله تعالى: {خَالِدًا فِيهَا} [النساء:93] فإن الخلود نوعان: الأول: خلود أبدي، وهذا لا يكون إلا للكافر الذي ليس بمسلم.

الثاني: طول المكث، ولهذا عندما يسمون شخصاً باسم خالد هل يقصدون أنه خالد فعلاً لا يموت؟! لا، فهم يعرفون أنه سيموت، ولكن يتمنون له طول الحياة، ولهذا سموه بهذا الاسم، وهذا أمر سائغ في لغة العرب ولا إشكال فيه، وهكذا يفهم حديث:(من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها).

ص: 22