المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السبب الثاني: رد البدعة بالبدعة - شرح لامية ابن تيمية - جـ ٢

[عمر العيد]

فهرس الكتاب

- ‌(الدرس الثاني)

- ‌فضيلة الالتزام والتمسك بالسنة

- ‌قواعد مهمة في أبواب الاعتقاد

- ‌القاعدة الأولى: الأصل في جميع الناس هو التوحيد

- ‌القاعدة الثانية: براءة الصحابة من البدع

- ‌القاعدة الثالثة: الخلاف بين الصحابة في الفروع لا في العقائد

- ‌المقصود بسلف الأمة

- ‌خصائص ومزايا منهج أهل السنة والجماعة

- ‌الأمر الأول: الوسطية والاعتدال

- ‌الأمر الثاني: توحيد مصدر التلقي والاستدلال

- ‌الأمر الثالث: موافقة النقل الصحيح للعقل الصريح

- ‌الأمر الرابع: البراءة من وجوه الانحراف والبدع

- ‌الأمر الخامس: التوقيف في الأمور الغيبية

- ‌أسباب انحراف أهل البدع عن منهج الكتاب والسنة

- ‌السبب الأول: الغلو

- ‌السبب الثاني: رد البدعة بالبدعة

- ‌السبب الثاني: تحكيم العقل في القضايا الشرعية

- ‌السبب الرابع: تعريب كتب الفلاسفة واليونان

- ‌علامات وسمات أهل البدع

- ‌السمة الأولى: الفرقة والاختلاف

- ‌السمة الثانية: اتباع الهوى

- ‌السمة الثالثة: اتباع المتشابه

- ‌السمة الرابعة: معارضة السنة بالقرآن

- ‌السمة الخامسة: بغض أهل الحديث والأثر

- ‌السمة السادسة: إطلاق الألفاظ القبيحة على أهل السنة

- ‌السمة السابعة: عدم اتباع مذهب السلف

- ‌السمة الثامنة: تكفير وتبديع من خالفهم

- ‌كيفية معرفة المبتدع

الفصل: ‌السبب الثاني: رد البدعة بالبدعة

‌السبب الثاني: رد البدعة بالبدعة

إن الذين قاموا بالرد على هؤلاء المبتدعة هم المبتدعة، ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية تنبيهاً لطيفاً عجيباً، كما في الفتاوى، قال: من رحمة الله تعالى بـ سلف الأمة وبـ أهل السنة، أن أهل السنة يتركون المبتدعة يناظر بعضهم بعضاً.

ولذلك تجد أقوى من رد على المعتزلة الأشاعرة، وأقوى من ناقش الأشاعرة المعتزلة، وأقوى من رد على المعتزلة الجهمية، والجهمية على الفلاسفة وهكذا.

قال: فـ أهل السنة يتركون بعضهم ليبطلوا بعضاً، فلا يبقى مع الأشاعرة إلا القليل، ولا يبقى مع الجهمية إلا القليل، ولا يبقىمع المعتزلة إلا اليسير، قال: فينقض أهل السنة على هذه الطوائف فلا يبقى إلا المنهج الحق الذي جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولذلك وقفت المرجئة في وجه الخوارج.

سيأتي إن شاء الله لعلي تعريف لكل طائفة من طوائف البدع التي نحتاجها في عصرنا ولا يزال لها بقايا، من باب توضيح ما هي الطائفة التي نعني.

المرجئة: سموا بذلك من باب الإرجاء، قالوا: والإرجاء هو التأخير، وهم يرون تأخير العمل عن الإيمان، وبناءً عليه يقولون: إن العمل غير داخل في الإيمان أصلاً، والنتيجة: أن شارب الخمر والسارق والزاني إيمانه كإيمان أبي بكر وعمر لا فرق بينهما، ولا شك أن هذا القول باطل، وعلى النقيض جاءت طائفة الخوارج وقالت: إن شارب الخمر خارج عن الإسلام.

فقيض الله أن يرد بعضهم على بعض، وكانت هذه الردود سبباً لنشوء طوائف من البدع لم تكن موجودة من قبل، وهذا يدل على أن رد البدعة ببدعة أخرى، ومناقشة أهل البدع للمبتدعة يخرج لنا شيئاً جديداً أدى إلى افتراق الأمة، وعدم وجودها على ما كان عليه سلف الأمة.

وذكروا منها: المؤثرات الأجنبية، ويقصد بها قوم كانوا على الانحراف وعلى الإلحاد والكفر، دخلوا في الإسلام سراً وقلوبهم منطوية على الخبث والكيد للإسلام وأهله، وحملوا معهم عقائدهم وأصولهم التي عندهم، ومنهم من بقيت عنده رواسب، وكان نتيجتها أن عرضوا نصوص الكتاب والسنة على الرصيد الذي عندهم فخرجوا برأي جديد لم يكن عليه سلف الأمة رحمهم الله تعالى ورضي عنهم، كـ عبد الله بن سبأ وغيره، الذي كان سبباً في وجود كثير من الطوائف، وبث كثيراً من الشبه، وبيان شيء من الانحراف.

وكـ معبد الجهني الذي أسس مذهب القدرية، وكان رجلاً نصرانياً، أخذ مقالته عن رجل من النصارى اسمه: سنسوية، وتلقاها عنه معبد الجهني وبدأ ينشرها، والجهمية كذلك كان لهم أثر، وسيأتي -إن شاء الله- تعريف يسير لبعض طوائف المبتدعة كـ الجعد بن درهم، وكـ الجهم بن صفوان، وكـ واصل بن عطاء، هؤلاء أئمة ضلال، تجدها تمر كثيراً في كتب السلف، ويناقشونهم، وكذلك بشر المريسي، وعمرو بن عبيد، وبيان بن سمعان وغيرهم من أئمة الانحراف، لابد أن نأخذ شيئاً من تراجمهم وإن كانت يسيرة.

ص: 16