المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرد على من استدل على التفويض المذموم بكلام الإمام الشافعي - شرح لمعة الاعتقاد - ناصر العقل - جـ ١

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌شرح لمعة الاعتقاد [1]

- ‌كيفية طلب العلم

- ‌التعريف بالموفق ابن قدامة

- ‌قواعد في الأسماء والصفات

- ‌قاعدة الإثبات والنفي في الأسماء والصفات

- ‌لله الأسماء الحسنى والصفات العلى

- ‌وصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌الإيمان بكل ما صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن

- ‌التسليم والقبول لما ورد من الأسماء والصفات وعدم التأويل والرد لها

- ‌القاعدة في فهم ما يشكل من الأسماء والصفات

- ‌معنى قول المصنف: (وترك التعرض لمعناه)

- ‌مراتب التأويل وأسبابه وعواقبه

- ‌قاعدة الإيمان بالسمعيات والتصديق بها

- ‌معنى الإيمان بلا كيف ولا معنى

- ‌قاعدة أن الله لا يوصف بأكثر مما وصف به نفسه ووصفه به رسوله

- ‌الأسئلة

- ‌المقصود من قول المؤلف: (بلا حد ولا غاية)

- ‌أفضل شروح لمعة الاعتقاد

- ‌معنى قول الإمام أحمد: (لا كيف ولا معنى)

- ‌القول الفصل في متقدمي الأشاعرة ومتأخريهم

- ‌الرد على من استدل على التفويض المذموم بكلام الإمام الشافعي

- ‌معنى قول ابن قدامة: (الذي لا يخلو من علمه مكان)

- ‌التفريق بين الفرق الزائغة ومراتبها

الفصل: ‌الرد على من استدل على التفويض المذموم بكلام الإمام الشافعي

‌الرد على من استدل على التفويض المذموم بكلام الإمام الشافعي

‌السؤال

ما هو الرد على من استدل على التفويض المذموم بكلام الإمام الشافعي رحمه الله تعالى؟

‌الجواب

إن الإمام الشافعي من المثبتين للصفات على حقيقتها، وله في ذلك كلام، فيرد كلامه إلى كلامه.

الأمر الثاني: أنه من أئمة السلف الذين لم يُعرفوا بالتفويض السلبي المذموم، بل عُرف بالإثبات، وعلى هذا لا يمكن أن يكون قصده التفويض السلبي الذي هو بمعنى عدم اعتقاد المعنى والحقيقة؛ لأن الشافعي من أئمة السلف، ولو كان قصده المعنى الآخر لما ترك، فلا بد أن ينبهه الآخرون.

فإذاً: مراده مراد بقية السلف الذين قالوا هذا القول ويقصدون به على مراد الله من حيث الكيفية، ومن حيث الحقيقة الغيبية لا الحقيقة المعنوية بمعنى أنه يثبت المعنى والحقيقة على مراد الله عز وجل.

ثم إن الاستدلال به على العكس هو الصحيح، وذلك أن الشافعي قال هذه الكلمة لما شكك المؤولة بألفاظ كلام الله وزعموا أن الله لا يريدها، قالوا في قوله عز وجل:{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة:64] إن الله لا يريد اليدين، إذاً غيّروا مراد الله فأراد أن يثبت أنها على مراد الله، وحينما قالوا في قوله عز وجل:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] إن الله عز وجل لا يقصد معنى الاستواء الحقيقي إنما يقصد معنى آخر عبّر عنه تعبيراً بلاغياً فعدلوا عن مراد الله، أراد الشافعي أن يثبت أن الحق أن يثبت كلام الله على مراد الله، ومراد الله هو أن الله تكلم بهذا الكلام بحق على معنى حقيقي يليق بجلال الله؛ لأن الله عز وجل تكلم بلسان عربي مبين، وخاطبنا بلسان نفهمه.

إذً المعنيان اللذان يريدهما الشافعي وهما الكيفية أو معنى إثبات الحقيقة هو ظاهر كلامه، أما المعنى التفويضي الذي هو بمعنى إنكار المعنى، أو عدم الإقرار به، أو التنصل منه كما يفعل المفوضة فهذا لا يليق أن يكون من الشافعي، ثم لو كان منه لا يمكن أن يتركه الأئمة بدون تنبيه.

ص: 21