المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان لا ينافي كون النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين - شرح لمعة الاعتقاد للمحمود - جـ ١٠

[عبد الرحمن بن صالح المحمود]

فهرس الكتاب

- ‌شرح كتاب لمعة الاعتقاد [10]

- ‌الكلام على الإيمان

- ‌تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة

- ‌تعريف الإيمان عند المخالفين لأهل السنة والجماعة

- ‌زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌أدلة زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌وجوب الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الرد على القرآنيين والعقلانيين

- ‌الإيمان بحديث الإسراء والمعراج

- ‌الإيمان بفقء ملك الموت عين موسى عليه السلام

- ‌وجوب الإيمان بما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة

- ‌أشراط الساعة قسمان: صغرى وكبرى

- ‌الإيمان بخروج المسيح الدجال

- ‌الإيمان بنزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان

- ‌الإيمان بخروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان

- ‌الإيمان بخروج الدابة في آخر الزمان

- ‌الإيمان بأن من أشراط الساعة طلوع الشمس من مغربها

- ‌وجوب الإيمان بكل أشراط الساعة التي صح بها النقل

- ‌وجوب الإيمان بعذاب القبر ونعيمه

- ‌الأسئلة

- ‌الخلاف بين أهل السنة ومرجئة الفقهاء

- ‌نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان لا ينافي كون النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين

- ‌مكان عرش إبليس

- ‌وجود الدجال

- ‌منزلة السنة من القرآن ووجوب الأخذ بهما جميعاً

- ‌مكان الجنة والنار

- ‌فعل الله عز وجل كله عدل ولا يجوز الاعتراض عليه

الفصل: ‌نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان لا ينافي كون النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين

‌نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان لا ينافي كون النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين

‌السؤال

كيف نجمع بين أن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، ولن يأتي بعده نبي، وبين نزول عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان، فيقتل الدجال، ويقتل الخنزير، ويكسر الصليب، فهذا مشكل علي أرجو أن توضحوه؟

‌الجواب

نحن أشرنا إلى هذا، وقلنا إن أدلة القرآن والأحاديث المتواترة دلت على أن عيسى عليه الصلاة والسلام سينزل في آخر الزمان، وأن هذا لا يتعارض مع قوله تبارك وتعالى:{وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب:40]، أي: لا يتعارض مع ختم الرسالة، وذلك لعدة أمور: أولها: أن عيسى إذا نزل في آخر الزمان إنما ينزل ويحكم بالقرآن وبشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو إذاً تابع للرسول عليه الصلاة والسلام، كما ثبت في الحديث لما رأى الرسول مع عمر رضي الله عنه قطعة من التوراة قال له:(والله! لو كان موسى حياً ما وسعه إلا أن يتبعني) ، فعيسى يكون تابعاً.

ومن أدلة أنه تابع لمحمد صلى الله عليه وسلم: أنه إذا نزل وقد تهيأ المسلمون لصلاة العصر يقولون لعيسى: صل بنا، فيقول: لا، فيصلي بهم واحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا دليل على أنه تابع.

الأمر الثاني: أنه لا يأخذ بما يوافق آراء أهل الكتاب، فالنصارى اليوم يأكلون الخنازير، ويشربون الخمور، واليهود منهم يتبعون الدجال، وكذلك أيضاً يعتقدون أن عيسى مصلوب، وهذه الأمور كلها يبطلها عيسى عليه الصلاة والسلام موافقة لما سبق أن بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن عيسى يوضح الحقيقة الناصعة إذا نزل، ومن ذلك ما في القرآن العظيم والسنة من أن عيسى عبد الله ورسوله، وأنه ليس إلهاً، وأنه لم يقتل ولم يصلب، وإنما رفعه الله، كل هذه الحقائق تظهر.

الأمر الثالث: أن عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل يقتل الدجال، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، بمعنى: أنه لا يقبل ممن يتسمون بأهل الكتاب الجزية كما كان سابقاً، وإنما يؤمرون بأحد أمرين: إما باتباع دين الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وشريعة القرآن، أو السيف، ولا يقبل منهم أمراً ثالثاً، وهو أن يبقوا على دينهم، ويُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ.

الأمر الرابع: أن نزول عيسى عليه الصلاة والسلام وتفاصيل نزوله جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو الذي أخبرنا، وهو الذي بلغنا أنه خاتم النبيين، وأنه لا نبي بعده.

إذاً: يتبين من خلال هذه الأوجه كلها أن نزول عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان حق، وأنه لا يتعارض مع كون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين.

ص: 22