المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌أَلْوَانُ الْعَذَابِ - صفة النار لابن أبي الدنيا

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌ ‌أَلْوَانُ الْعَذَابِ

‌أَلْوَانُ الْعَذَابِ

ص: 86

121 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْجَهْمِ، بَلَغَ بِهِ حُذَيْفَةَ بْنَ الَيَمَانِ، قَالَ: أَسَرَّ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا فِي النَّارِ، فَقَالَ:«يَا حُذَيْفَةُ، إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَسِبَاعًا مِنْ نَارٍ، وَكِلَابًا مِنْ نَارٍ، وَكَلَالَيبَ مِنْ نَارٍ، وَسُيُوفًا مِنْ نَارٍ، وَإِنَّهُ يُبْعَثُ مَلَائِكَةٌ يُعَلِّقُونَ أَهْلَ النَّارِ بِتِلْكَ الْكَلَالِيبِ بِأَحْنَاكِهِمْ، وَيُقَطِّعُونَهُمْ بِتِلْكَ السُّيُوفِ عُضْوًا عُضْوًا، وَيُلْقُونَهُمْ إِلَى تِلْكَ السِّبَاعِ وَالْكِلَابِ، كُلَّمَا قَطَعُوا عُضْوًا عَادَ مَكَانَهُ غضْا جَدِيدًا»

ص: 86

122 -

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «أَهْلُ النَّارِ مُكَبَّلُونَ بِأَصْفَادِ النَّارِ، مُعَلَّقُونَ بِشَجَرٍ فِي النَّارِ، مُنَكَّسُونَ. . . . . الْحَمِيمُ مِنْ أَسْفَلِهِمْ. . . . . . . فِي بُطُونِهِمْ، وَيَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ. . . . . . وَعُيُونِهِمْ، وَإِنَّ جُلُودَهُمْ لَتُقَطَّرُ بِصُهَارَةِ الْحَمِيمِ، خَالِدِينَ فِيهَا، لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، وَلَا

⦗ص: 87⦘

يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا أُخْرِجَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ إِلَى الدُّنْيَا، لَمَاتَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنْ وَحْشَةِ مَنْظَرِهِ وَنَتْنِ رِيحِهِ» ثُمَّ بَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بُكَاءً شَدِيدًا

ص: 86

123 -

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ:" إِنَّ أَهْلَ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا، فَهُمْ فِي النَّارِ لَا يَهْدؤُونَ وَلَا يَنَامُونَ وَلَا يَمُوتُونَ، يَمْشُونَ عَلَى النَّارِ، وَيَجْلِسُونَ عَلَى النَّارِ، وَيَشْرَبُونَ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ النَّارِ وَيَأْكُلُونَ مِنْ زَقُّومِ النَّارِ، لُحُفُهُمْ نَارٌ، وَفَرْشُهُمْ نَارٌ، وَقُمُصُهُمْ نَارٌ وَقَطِرَانٌ، {وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ} [إبراهيم: 50] " قَالَ: «وَجُمِعَ أَهْلُ النَّارِ فِي سَلَاسِلَ بِأَيْدِي الْخَزَنَةِ أَطْرَافُهَا، يَجْذِبُونَهُمْ مُقْبِلِينَ وَمُدْبِرِينَ، فَيَسِيلُ صَدِيدُهُمْ إِلَى حُفَرٍ فِي النَّارِ، فَذَلِكَ شَرَابُهُمْ» قَالَ: ثُمَّ بَكَى وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ حَتَّى سَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ. قَالَ: وَغَلَبَ بَكْرَ بْنَ خُنَيْسٍ الْبُكَاءُ حَتَّى قَامَ، وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَتَكَلَّمَ

⦗ص: 88⦘

. وَبكَى مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ بُكَاءً شَدِيدًا

ص: 87

124 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:" يُلْقَى عَلَى أَهْلِ النَّارِ الْجَرَبُ، فَيَحْتَكُّونَ حَتَّى تَبْدُوَ الْعِظَامُ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا بِمَ أَصَابَنَا هَذَا؟ قَالَ: بِأَذَاكُمُ الْمُؤْمِنِينَ "

ص: 88

125 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَهَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ:{لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمَنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} [الأعراف: 41] قَالَ: " الْمِهَادُ: الْفَرْشُ، وَالْغَوَاشِي: اللُّحُفُ "

ص: 88

126 -

حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ:{وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} [إبراهيم: 17] قَالَ: «حَتَّى مِنْ مَوَاضِعِ الشَّعْرِ»

ص: 89

128 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ:{إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ} [المدثر: 35] قَالَ: «هِيَ جَهَنَّمُ» {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ} [المدثر: 36] قَالَ: " يَقُولُ: إِنِّي لَكُمْ مِنْهَا نَذِيرٌ "

ص: 90

129 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} [الغاشية: 3] قَالَ: «لَمْ تَخْشَعْ لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا، فَأَخْشَعَهَا وَأَنْصَبَهَا فِي النَّارِ، فَذَلِكَ عَمَلُهَا» {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} [الغاشية: 5] قَالَ: " تَدْرُونَ مَا {آنِيَةٍ} [الغاشية: 5] ؟ قَدْ أَنَى حَرُّهَا، قَدِ اجْتَمَعَ. . . . . . أُوقِدَتْ عَلَيْهَا جَهَنَّمُ مُنْذُ خُلِقَتْ، فَدُفِعُوا

⦗ص: 91⦘

إِلَيْهَا وِرْدًا، أَيْ عِطَاشًا. . . . . "

ص: 90

130 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُحَيَّاةِ التَّيْمِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ:{شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ} [الرحمن: 35] قَالَ: «قِطْعَةٌ مِنْ نَارٍ» {وَنُحَاسٌ} [الرحمن: 35] قَالَ: «صُفْرٌ يُذَابُ، ثُمَّ يُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ»

ص: 91

131 -

حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ شَرِيكًا، فِي قَوْلِهِ:{يُصْهَرُ} [الحج: 20]، قَالَ:«يَنْضَجُ»

ص: 91

132 -

حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ

⦗ص: 92⦘

، فِي قَوْلِهِ:{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} [الملك: 8] قَالَ: «تُقَطَّعُ»

ص: 91

133 -

حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ:{فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48] قَالَ: «لَا تَنَالُهُمْ»

ص: 92

134 -

حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنِ ابْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} [الأنبياء: 103] قَالَ: «إِذَا أُطْبِقَتْ جَهَنَّمُ عَلَى أَهْلِهَا»

ص: 92

135 -

حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ:{نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} [المعارج: 16] قَالَ: «نَزْعُ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ عَنِ الْعَظْمِ»

ص: 93

136 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، يَقُولُ: فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} [المعارج: 16] قَالَ: «لِمَكَارِمِ وَجْهِ ابْنِ آدَمَ»

ص: 93

137 -

حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يُحَدِّثُ أَنَّ كَعْبًا، قَالَ: " إِنَّ حَلْقَةَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ: {ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا} [الحاقة: 32] أنَّ حَلْقَةً مِنْهَا

⦗ص: 94⦘

مِثْلُ جَمِيعِ حَدِيدِ الدُّنْيَا "

ص: 93

138 -

حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، أَنَّهُ سَمِعَ نَوْفًا، يَقُولُ: فِي قَوْلِهِ: {فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا} [الحاقة: 32] قَالَ: «كُلُّ ذِرَاعٍ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، كُلُّ بَاعٍ سَبْعُونَ بَاعًا، كُلُّ بَاعٍ أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَكَّةَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ»

ص: 94

139 -

حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَنْعُمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، بِسَنَدِهِ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ النَّارَ تَأْكُلُ أَهْلَهَا، حَتَّى إِذَا اطَّلَعَتْ عَلَى أَفْئِدَتِهِمُ انْتَهَتْ، ثُمَّ يَعُودُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُهُ أَيْضًا فَيَطَّلِعُ عَلَى فُؤَادِهِمْ، فَهُوَ كَذَلِكَ أَبَدًا» فَذَلِكَ قَوْلُ

⦗ص: 95⦘

اللَّهِ: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} [الهمزة: 7]

ص: 94

140 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ:{الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} [الهمزة: 7] قَالَ: «تَأْكُلُهُ حَتَّى تبلغ فُؤَادَهُ، فَإِذَا بَلَغَتْ فُؤَادَهُ انْبَرَى الْحَلْقُ»

ص: 95

141 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ:«خُلِقَتِ النَّارُ رَحِمةً يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ لِيَنْتَهُوا»

ص: 95

142 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى بْنِ رَاشِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ

⦗ص: 96⦘

خَالِدٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا» وَهَذَا لَفْظُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ

ص: 95

143 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ شَقِيقٍ:{وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر: 23] قَالَ: «جِيءَ بِهَا تُقَادُ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ، كُلُّ زِمَامٍ بِيَدِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ»

ص: 96

144 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ:{يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الِإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} [الفجر: 23] قَالَ: «عَلِمَ وَاللَّهِ أَنَّهُ صَادَفَ هُنَاكَ حَيَاةً طَوِيلَةً لَا مَوْتَ فِيهَا آخِرَ مَا عَلَيْهِ»

ص: 97

145 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ:" يُرِيدُ التَّوْبَةَ، وَأَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ؟ {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر: 24] يَقُولُ: يَا لَيْتَنِي عَمِلْتُ فِي الدُّنْيَا لِحَيَاتِي فِي الْآخِرَةِ "

ص: 97

146 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ

⦗ص: 98⦘

الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَتَنَفَّسَ، فَأَصَابَهُمْ نَفَسُهُ، لَاحْتَرَقَ الْمَسْجِدُ وَمَنْ فِيهِ»

ص: 97

147 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ

⦗ص: 99⦘

: «لَوْ أَنَّ النَّارَ أُبْرِزَتْ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلَّا مَاتَ»

ص: 98

148 -

حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، لِكُلِّ جُزْءٍ مِنْهَا حَرُّهَا»

ص: 99

149 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:«نَارُكُمْ هَذِهِ تَعَوَّذُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ»

ص: 99

150 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ

⦗ص: 100⦘

أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، سَمِعَ صَوْتَ النَّارِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَسْتَجِيرُ مِنَ النَّارِ الْكُبْرَى أَنْ تُعَادَ إِلَيْهَا»

ص: 99

151 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلْفُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ، يُذَكِّرُ قَالَ:«لَوْ أَنَّ أَهْلَ النَّارِ كَانُوا فِي نَارِ الدُّنْيَا لَقَالُوا فِيهَا» وَلَقَدْ بَلَغَنِي «أَنَّ أَهْلَ النَّارِ سَأَلُوا خَازِنَهَا أَنْ يُخْرِجَهُمْ إِلَى جَبَّانِهَا» قَالَ: «فَأُخْرِجُوا إِلَيْهِ، فَقَتَلَهُمُ الْبَرْدُ وَالزَّمْهَرِيرُ حَتَّى رَجَعُوا إِلَيْهَا، فَدَخَلُوهَا مِمَّا وَجَدُوا مِنَ الْبَرْدِ»

ص: 100

152 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ

⦗ص: 101⦘

قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:«يَسْتَعِيذُ أَهْلُ النَّارِ مِنَ الْحَرِّ، فَيُغَاثُونَ بِرِيحٍ بَارِدٍ يَصْدَعُ الْعَظْمَ بَرْدُهَا، فَيَسْأَلُونَ الْحَرَّ»

ص: 100

153 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، سَمِعَ لَيْثًا يَذْكُرُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:" الزَّمْهَرِيرُ: الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَذُوقُوهُ مِنْ بَرْدِهِ "

ص: 101

154 -

حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا. فَجُعِلَ لَهَا نَفَسَانِ، فَنَفَسُهَا فِي الْحَرِّ السَّمُومُ، وَنَفَسُهَا فِي الشِّتَاءِ الزَّمْهَرِيرُ "

ص: 101

155 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ نُفَيعِ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:«نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَلَوْ أَنَّهَا أُطْفِئَتْ بِالْمَاءِ مَرَّتَيْنِ مَا انْتَفَعْتُمْ بِهَا، وَإِنَّهَا لَتَدْعُواللَّهَ أن لَا يُعِيدُهَا فِي تِلْكَ»

ص: 102

156 -

حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«أُوقَدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أُوقَدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ أُوقَدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ»

ص: 102

157 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ سَلْمٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: جَاءَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَيْرِ حِينِهِ الَّذِي كَانَ يَأْتِيهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«يَا جِبْرِيلُ، مَا لِي أَرَاكَ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ» ؟ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى أَمَرَ اللَّهُ بِمَنَافِخِ النَّارِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«خَوِّفْنِي بِالنَّارِ وَانْعَتْ لِي جَهَنَّمَ» . قَالَ جِبْرِيلُ عليه السلام: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِجَهَنَّمَ فَأُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أَمَرَ فَأُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ أمر فأُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ، لَا يُضِيءُ شَرَرُها وَلَا يُطْفَأُ لَهَبُهَا. وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ قَدْرَ ثُقْبِ إِبْرَةٍ فُتِحَ مِنْ جَهَنَّمَ إِلَى أَهْلِ الدُّنْيَا لَمَاتَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا مِنْ حَرِّهَا. وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِ أَهْلِ النَّارِ عُلِّقَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَاتَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْ حَرِّهِ

⦗ص: 104⦘

. وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ خَازِنًا مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ بَرَزَ إِلَى أَهْلِ الدُّنْيَا حَتَّى يَنْظُرُوا إِلَيْهِ لَمَاتَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا مِنْ قُبْحِ وَجْهِهِ وَتَشْوِيههِ خَلْقِهِ وَنَتْنِ رِيحِهِ. وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ حَلْقَةً مِنْ سِلْسِلَةِ أَهْلِ النَّارِ الَّتِي نَعَتَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وُضِعَتْ عَلَى جِبَالِ الدُّنْيَا لَانْفضَّتْ وَلَمْ يَنْهَهَا شَيْءٌ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «حَسْبِي يَا جِبْرِيلُ لَا يَنْصَدِعُ قَلْبِي فَأَمُوتَ» . قَالَ: وَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى جِبْرِيلَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ:«أَتَبْكِي يَا جِبْرِيلُ وَأَنْتَ مِنَ اللَّهِ بِالْمَكَانِ الَّذِي أَنْتَ مِنْهُ؟» قَالَ: وَمَا لِي لَا أَبْكِي وَأَنَا أَحَقُّ بِالْبُكَاءِ؟ مَا أَدْرِي، لِعَلِّي أَكُونُ فِي عَلِمِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ الْحَالِ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا الْيَوْمَ؟ وَمَا أَدْرِي، لِعَلِّي أُبْتَلَى بِمِثْلِ مَا ابْتُلِيَ بِهِ إِبْلِيسُ وَقَدْ كَانَ مَعَ الْمَلَائِكَةِ؟ وَمَا أَدْرِي، لِعَلِّي أُبْتَلَى بِمِثْلِ مَا ابْتُلِيَ بِهِ هَارُوتُ وَمَارُوتُ؟ قَالَ: فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبكَى جِبْرِيلُ عليه السلام. فَمَا زَالَا يَبْكِيَانِ حَتَّى نُودِيَا: أَنْ يَا جِبْرِيلُ وَيَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ آمَنَكُمَا أَنْ تَعْصِيَاهُ

⦗ص: 105⦘

. قَالَ: فَارْتَفَعَ جِبْرِيلُ، وَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ قَوْمٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ، فَقَالَ:«أَتَضْحَكُونُ وَوَرَاءَكُمْ جَهَنَّمُ؟ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا أَسَغْتُمُ الطَّعَامَ وَلَا الشَّرَابَ، وَلَبَرَزْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ» . قَالَ: فَبَكَى الْقَوْمُ، فَمَا زَالُوا يَبْكُونَ حَتَّى نُودِيَ: أَنْ يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَكَ مُبَشِّرًا مُيَسِّرا فَلِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي؟ فَبَشَّرَهُمْ بِالَّذِي نُودِيَ بِهِ، فَسَكَنُوا

ص: 103

158 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ

⦗ص: 106⦘

: «أَنَّ أَهْلَ النَّارِ لَا يَتَنَفَّسُونَ» ثُمَّ بَكَى

ص: 105

159 -

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو لَيْلَى، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانٍ، قَالَ:«إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَا يَخْرُجُ لَهُمْ نَفْسٌ، إِنَّمَا تَرَدَّدُ أَنْفَاسُهُمْ فِي أَجْوَافِهِمْ»

ص: 106

161 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرِّقِّيُّ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ

⦗ص: 107⦘

الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ، قَالَ:«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَنْسَى أَهْلَ النَّارِ، تَبَرَّأَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَلَعَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ثُمَّ جُعِلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِي تَابُوتَ مِنْ نَارٍ قَدْرَ قَامَتِهِ، فَمَا يَنْبُضُ مِنْهُ عِرْقٌ إِلَّا فِيهِ مِسْمَارٌ مِنْ نَارٍ، ثُمَّ يُقْفَلُ عَلَيْهِ بِأَقْفَالٍ مِنْ نَارٍ، ثُمَّ يُجْعَلُ ذَلِكَ التَّابُوتُ فِي تَابُوتُ آخَرَ مِنْ نَارٍ، وَتُقْفَلُ عَلَيْهِ بِأَقْفَالٍ مِنْ نَارٍ، وَيُضْرَبُ مَا بَيْنَهُمَا بِالنَّارِ، ثُمَّ يُجْعَلُ ذَلِكَ التَّابُوتُ فِي تَابُوتَ آخَرَ مِنْ نَارٍ، وَيُقْفَلُ عَلَيْهِ بِأَقْفَالٍ مِنْ نَارٍ، وَيُضْرَبُ مَا بَيْنَهُمَا بِالنَّارِ، ثُمَّ يُرْمَى بِهِ فِي جَهَنَّمَ، فَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا يَرَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ أَحَدٌ غَيْرُهُ» ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: 16]

ص: 106

162 -

حَدَّثَنِي عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ حَكِيمٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُجَّرُ إِلَى النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَشْهَقُ إِلَيْهِ النَّارُ شَهِيقَ الْبَغْلَةِ إِلَى

⦗ص: 108⦘

قَضِيبِهَا، ثُمَّ تَزْفَرُ زَفْرَةً لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا خَافَ»

ص: 107

163 -

حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُؤْتَى بِأَنْعَمِ النَّاسِ كَانَ فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى: اصْبُغُوهُ صَبْغَةً فِي النَّارِ. فَيُصْبَغُ فِيهَا، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ مَا رَأَيْتُ خَيْرًا قَطُّ، وَلَا قُرَّةَ عَيْنٍ قَطُّ "

ص: 108

164 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ. . . .، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ

⦗ص: 109⦘

: «لَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا قَدْرُ غَمْسَةِ دَلْوٍ لَكَانَ عَظِيمًا»

165 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " كَانَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مِنَ الْوَاعِظِينَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: حُقَّ لَهُ أَنْ يَقُولَ: لَا، وَقَدْ غُمِسَ غَمْسَةً. . . . . . مَعَهَا. . . . . . قَالَ: غَمْسَةٌ لَمْ تَدَعْ شَعْرًا مِنْ كَافِرٍ وَلَا مُصِرٍّ عَلَى مَعْصِيَةٍ إِلَّا مَعَكَتْهُ، وَلَا جِلْدًا كَانَ فِي الدُّنْيَا مَصُونًا إِلَّا أَنْضَجَتْهُ، وَلَا وَجْهًا مُنَعَّمًا بِطُرُقِ التَّفَيُّؤِ إِلَّا كَلَّحَتْهُ، وَلَا بَصَرًا نَافِذًا فِي قُرَّةِ عَيْنٍ إِلَّا أَعْمَتْهُ، وَلَا سَمْعًا مُنْصِتًا لِلَهْوٍ إِلَّا اقْتَحَمْتْ عَلَيْهِ فَسَمَّجَتْهُ. يَا لَهَا غَمْسَةً مَا أَطْوَلَ شِقْوَةِ هَذَا الْمُعَذَّبِ بِهَا، وَأَشَدَّ نِسْيَانِهِ لِمَا مَرَّ عَلَيْهِ مِنَ النَّعِيمِ فِي جَنْبِهَا إِنَّهَا غَمْسَةٌ فِي لُجَّةِ جَهَنَّمَ، لَا يَهْدَأُ وَهْجُ حَرِّهَا، وَلَا يَهْتَدُّ لِأَبَدِ الْأَبَدِ. يُوقِدُ جَمْرُهَا وَمَا تَرْمِي بِهِ الْمُعَذَّبِينَ مِنْ لَفْحِ اسْتِعَارِهَا وَتَوالِي نَضْجِ شَرَرِهَا

⦗ص: 110⦘

غَمْسَةٌ سَقَطَ لَحْمُهُ فِي لُجَّةِ مَهَاوِيهَا، وَبَقِيَتْ عِظَامُهُ مُتَعَلِّقَةً بِكَلَالِيبِ مَلَائِكَتِهَا،. . . إِلَى أَرْوَاحٍ لَا تَمُوتُ وَلَا. . . إِلَى حَيَاتِهَا. وَإِذَا أُخْرِجُوا مِنَ الْمَكَانِ السَّحِيقِ مِنْ غَيَايَاتِهَا، أُخْرِجُوا وَقَدِ انْسَلَخُوا لِمَا أَذَيقُوا مِنْ أَلِيمِ نَكَالِهَا. وَيْلَهُمْ إِذَا سَالَتْ حِدَقُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ، وَامْتَلَأَتْ أَوْدِيَةُ النَّارِ وَبُطُونُ سِبَاعِهَا مِنْ صَدِيدِهِمْ، وَتَقَرَّحَتْ بِنَفَحَاتِ النِّيرَانِ ثَوَاعِرُ جُلُودِهِمْ، وَإِذَا سُقُوا فِيهَا بِالْكُرْهِ مِنْ غُسَالَةِ أَكْبَادِهِمْ، وَإِذَا وَقَعَتْ أَكْلَةٌ مِنَ النَّارِ فِي أَفْوَاهِهِمْ، وَإِذَا اسْتَبَقَ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فِيهَا إِلَى وُجُوهِهِمْ. بَلْ وَيْلَهُمْ إِذَا سُلِخُوا مِنَ الْجُلُودِ، وَعَرِيَتْ مِنَ اللَّحْمِ عِظَامُهُمْ، وَسُحِبُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ بَعْدَ أَنْ أَتَتِ النَّارُ عَلَى أَخَامِصِ أَقْدَامِهِمْ، فَإِذَا نِيعُوا فَلَمْ يَبْقَ عَلَى اللَّفْحِ دُونَ الْقُمْعَ هَامَهُمْ، وَإِذَا سَلَكَتِ النَّارُ فِي أَسْمَاعِهِمْ وَانْبَعَثَتْ خَارِجَةً مِنْ أَبْصَارِهِمْ، وَإِذَا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ، وَيُسْهِبُونَهُمْ عَلَى صَفَائِحِ أَطْبَاقِهَا وَيَسْجُرُونَهُمْ، وَالْحِجَارَةُ فِي بُعْدِ أَعْمَاقِهَا. وَيْلٌ لِلْمُعَذَّبِ مَا أَسْوَأَ خَبَرَ مَنْزِلٍ وَرِثَهُ عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَمَا أَضْيَقَهُ عَلَيْهِ عَلَى سَعَتِهِ، وَمَا أَشَدَّ حَرَّهُ وَأَحْلَكَ سَوَادَ ظُلْمَتِهِ وَأَغَمَّهُ، وَأَوْحَشَ عُمَّارَ مَسَاكِنِهِ، وَأَسْوَأَ أَخْلَاقَ مُرَافِقِيهِ فِي سِجْنِهِ

⦗ص: 111⦘

. وَيْلَهُ لَقَدْ أُفْرِدَ فِيهَا بِمَا لَا يَقُومُ لَهُ وَلَا يَحْتَمِلُ مُضَضَ وَجَعِ قَلْبِهِ مُهَانًا، قَدِ اسْتَحْكَمَتْ فِي عُنُقِهِ رِبْقَةُ شِقْوَتِهِ، أَسِيرُ. . . قَدْ أَخْلَقَ الْبَلَاءُ فِيهَا جَدَتَهُ. أَلَسْتَ أَنْتَ صَاحِبَ الْغَالِيَةِ فِي صَدْرِكَ، وَالْمِرْآةِ الَّتِي تَصَفَّحُ بِهَا وَضَاءَةَ وَجْهِكَ، وَالْمِقَصِّ الَّذِي كُنْتَ تَنَاوَلُ بِهِ الشَّعَرَةَ تَرَاهَا فِي غَيْرِ مَوَاضِعِهَا مِنْ خَدِّكَ، وَصَاحِبِ السِّوَاكِ الَّذِي كُنْتَ تَخَلَّلُ بِهِ قُلْحَ أَسْنَانِكَ، وَالْكُحْلِ الَّذِي كُنْتَ تُزَيَّنُ بِهِ قُرَّةَ عَيْنِكَ؟ أَلَا بَلَى، فَكَيْفَ كَانَتِ النَّارُ حِينَ دَخَلْتَهَا، وَصِرْتَ إِلَى مَالِكٍ وَخَزَنَتِهَا؟ "

ص: 108

166 -

حَدَّثَنِي الْمُشْرِفُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ - وَلَيْسَ بِالْقُرَشِيِّ - قَالَ: " كُنْتُ أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَهَتَفَ بِي هَاتِفٌ: يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ، كَمْ مِنْ نَظِيفِ الثَّوْبِ حَسَنِ الصُّورَةِ، يَتَقَلَّبُ بَيْنَ أَطْبَاقِ جَهَنَّمَ غَدًا؟ "

ص: 111

167 -

حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ

⦗ص: 112⦘

: قُلْتُ لِهَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ: «يَا حَسَنَ الْوَجْهِ، إِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَا تَلْفَحَ وَجْهَكَ النَّارُ فَتُسَوِّدَهُ فَافْعَلْ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ قُلِّدْتَ أَمْرًا عَظِيمًا» فَبَكَى هَارُونُ

ص: 111

168 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:" إِنَّ أَهْلَ النَّارِ نَادَوْا: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77] " قَالَ: " فَخَلَّى عَنْهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا ثُمَّ أَجَابَهُمْ: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77] . فَقَالُوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون: 107] " قَالَ: " فَخَلَّى عَنْهُمْ مِثْلَ الدُّنْيَا ثُمَّ أَجَابَهُمُ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} " قَالَ: «فَلَمْ يَنْبُسُ الْقَوْمُ بَعْدَ ذَلِكَ بِكَلِمَةٍ، إِنْ كَانَ إِلَّا الزَّفِيرُ وَالشَّهِيقُ»

169 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " كَانَ بَعْضُ الْوَاعِظِينَ يَقُولُ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا: أَنْتَ تَحْتَمِلُ مُحَاوَرَةَ مَالِكٍ؟

⦗ص: 113⦘

وَمَالِكٌ الْمُسَلَّطُ عَلَى مَا هُنَالِكَ فِي بُعْدِ تِلْكَ الْمَهَالِكِ لَسْتَ عِنْدِي كَذَلِكَ مَالِكٌ إِنْ زَجَرَ النَّارَ الْتَهَبَتْ حَرِيقًا لِزَجْرِهِ وَتَوَقَّدَتْ مُسْتَعِرَةً انْصِيَاعًا لِأَمْرِهِ وَاحْتَدَمَتْ تَلَظِّيًا عَلَى الْعُصَاةِ مِنْ غَضَبِهِ وَمَتَى يَرْضَى مَنْ غَضِبِ عَلَيْهِمْ لِغَضَبِ رَبِّهِ؟ إِذَا غَضِبَ مَالِكٌ عَلَى النَّارِ أَكَلَ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَلَمْ تَخْبُ مِنَ الِاسْتِعَارِ عَلَى الْمُعَذَّبِينَ خِيفَةَ غَضَبِهِ. أَوَ يَرْضَى؟ وَمَتَى يَرْضَى مَنْ فَطَرَهُ اللَّهُ عَلَى طَوَالِ الْغَضَبِ عَلَيْهِمْ، وَمَنْ تَعَبَّدَ اللَّهَ بِمَا يُوصَلُ مِنْ أَلِيمِ الْهَوَانِ إِلَيْهِمْ؟ اسْتَغَاثُوا بِمَنْ لَا يَرْحَمُهُمْ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُمْ، وَلَا يَرْثِي لَهُمْ مِنْ جَهْدِ بَلَاءٍ نَزَلَ بِهِمْ، وَلَا يَأْوِي لَهُمْ أَوْيَ مُتَوَجِّعٍ مِنْ نَارٍ اطَّلَعْتْ بِحَرِّهَا عَلَيْهِمْ. يَدْعُونَ مَالِكًا وَقَدْ شَوَهتْهُمُ النَّارُ غَيْرَ مَرَّةٍ فَأَنْضَجَتْهُمْ، ثُمَّ جَدَّدُوا لَهَا خَلْقًا مُسْتَأْنَفًا فَأَكَلَتْهُمْ لَيْسَتْ لِمَالِكٍ هِمَّةٌ - أَيُّهَا الْمُسْتَغِيثُ بِهِ - إِلَّا أَنْ يَرَى فِيهَا سُوءَ مَصْرَعِكَ عَلَى الصَّفَا الزُّلَالِ الْمَحْمِيِّ عَلَيْهِ بَقَايَا لَحْمِ وَجْهِكَ، وَمَوَاقِعَ شُعَبِ

⦗ص: 114⦘

الْكَلَالِيبِ انْتَشَبَتْ بِحَوَاشِي جِلْدِكَ، وَاسْتِبَاقِ دُخَانِهَا إِذَا أَخَذَ بِمَجَامِعِ نَفْسِكَ وَيْلَكَ أَيُّهَا الْمُسْتَغِيثُ بِمَالِكٍ إِنَّ مَالِكًا اشْتَدَّتْ سَوْرَةُ غَضَبِهِ، فَهُوَ دَائِبٌ يَشْتَفِي مِمَّنْ أَقْدَمَ صُرَاحًا عَلَى مَعْصِيَةِ رَبِّهِ فَلَا تَسَلْ عَنْ جُهْدٍ يُلَاقُونَهُ بِشِدَّتِهِ، وَوَيْلٍ طَوِيلٍ شَجْوًا تَسِيغُ مَرَارَتَهُ، وَخِزْيِ هَوَانٍ فَتَجَرَّفُوا بِغُصَّتِهِ، وَطَعَامِ زَقُّومِ اعْتُرِضَ فِي حُلُوقِهِمْ بِحَرِّهِ وَخُشُونَتِهِ، وَصَدِيدٍ لَمْ يُسِيغُوهُ إِذَا جُرِّعُوهُ عَلَى كَرَاهَتِهِ، وَشَيَاطِينَ قُرِبُوا بِهِمْ فِي مَهَاوِي ظَلَمَتِهَا، وَسُرَادِقَاتِ نَارٍ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ فِي بُعْدِ غَيَايَاتِهَا، فَمَا أَجْهَدَهُمْ وَهُمْ يُكْرَهُونَ بِالْمَقَامِعِ عَلَى تَنَاوُلِ آنِيَتِهَا الْمُنْتَزَعَةِ مِنْ عصا له اعمت تتريا تَحْتَهَا؟ وَلَقَدْ نَادَوْا بِالْوَيْلِ عِنْدَ أَوَّلِ نَفْحَةٍ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مَسَّتْهُمْ، وَأَقَرُّوا بِالظُّلْمِ حِينَ قُرِنُوا بِنَدَامَتِهِمْ، فَكَيْفَ لَوْ قَدْ طَالَ طَوْلُهُمْ بِدَارٍ رَأَوْا مِنْهُمْ؟ وَلُوِّنَتِ الْمَثُلَاتُ وَالنِّقْمَاتُ عَلَيْهِمْ، وَوُجِّهَ الْمَكْرُوهُ سَوَالِفَ وَأَيْنَ فِيهَا إِلَيْهِمْ؟ تَعَالَوْا نَبْكِ، وَالْبُكَاءُ يَنْفَعُنَا خَوْفَ دَوَاهِيهَا، وَخَوْفَ مَا يَلْقَى الْمُعَذَّبُونَ فِيهَا

⦗ص: 115⦘

وَيْحِي إِنْ دَخَلْتُهَا مَعَ مَعْرِفَتِي، وَأَخَذْتُ فِيهَا مَا تَسْمَعُونَ مِنْ مَعْنًى؟ "

ص: 112

170 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:«إِنَّ لِمَالِكٍ خَازِنِ النَّارِ أَيْدِيًا بِعَدَدِ مَنْ فِي النَّارِ»

ص: 115

171 -

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ الْهَمْدَانِيُّ، عَنِ السُّدِّيِّ:{وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} [إبراهيم: 16] قَالَ: «إِذَا سَالَ مِنْ جُلُودِهِمْ سَالَ حَتَّى يَسِيلَ مِنْهُ الْقَيْحُ وَالدَّمُ، ثُمَّ يُكَلَّفُ شُرْبَهُ، فَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ»

ص: 115

173 -

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ

⦗ص: 116⦘

: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} [المرسلات: 32] قَالَ: «لَيْسَ كَالْخَشَبِ، وَلَكِنْ كَالْقُصُورِ وَالْمَدَائِنِ»

ص: 115

174 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: فِي قَوْلِهِ: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر: 23]، قَالَ:«جِيءَ بِهَا تُقَادُ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا»

ص: 116

175 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ شِهْرٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ:" تَزْفُرُ جَهَنَّمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَفْرَةً، فَلَا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا وَقَعَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ يَقُولُ: رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي "

ص: 116

176 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ

⦗ص: 117⦘

الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ قَالَ:«إِنَّ لِجَهَنَّمَ كُلَّ يَوْمٍ زَفْرَتَيْنِ، يَسْمَعُهُمَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَيْهِمَا الْحِسَابُ وَالْعَذَابُ»

ص: 116

177 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ وَاقِعٍ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: «كُسِيَ أَهْلُ النَّارِ وَالْعُرْيُ كَانَ خَيْرًا لَهُمْ، وَأُعْطُوا الْحَيَاةَ وَالْمَوْتُ كَانَ خَيْرًا لَهُمْ»

ص: 117

178 -

حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ:«الْجَنَّةُ فِي السَّمَاءِ، وَالنَّارُ فِي الْأَرْضِ»

ص: 117

179 -

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ

⦗ص: 118⦘

: «الْجَنَّةُ فِي السَّمَاءِ، وَالنَّارُ فِي الْأَرْضِ»

ص: 117

180 -

حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ: فِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ "

ص: 118

182 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ تُقَادُ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ، آخِذٌ كُلَّ زِمَامٍ سَبْعُونَ

⦗ص: 119⦘

أَلْفَ مَلَكٍ وَهِيَ تَمَايَلُ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُوقَفَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، وَيُلْقِي اللَّهُ عَلَيْهَا الذُّلَّ يَوْمَئِذٍ، فَيُوحِي إِلَيْهَا: مَا هَذَا الذُّلُّ؟ فَتَقُولُ: يَا رَبُّ، أَخَافُ أَنْ يَكُونَ لَكَ فِيَّ نِقْمَةٌ. فَيُوحِي اللَّهُ إِلَيْهَا: إِنَّمَا خَلَقْتُكِ نِقْمَةً وَلَيْسَ لِي فِيكِ نِقْمَةٌ، فَتَزْفُرُ زَفْرَةً لَا تَبْقَى دَمْعةٌ فِي عَيْنٍ إِلَّا جَرَتْ " قَالَ:" ثُمَّ تَزْفُرُ أُخْرَى فَلَا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا صُعِقَ، إِلَّا نَبِيُّكُمْ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يَا رَبُّ أُمَّتِي أُمَّتِي "

ص: 118

183 -

حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: فِي قَوْلِهِ: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [العنكبوت: 54] قَالَ: «هَذَا هُوَ الْبَحْرُ الْأَخْضَرُ، تَنْتَثِرُ الْكَوَاكِبُ فِيهِ، وَتُكَوَّرُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فِيهِ، ثُمَّ يُوقَدُ، فَيَكُونُ هُوَ جَهَنَّمُ»

ص: 119

184 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:" كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَإِنَّ جَهَنَّمَ فِي الْأَرَضِينَ السَّبْعِ "

ص: 119

185 -

حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ

⦗ص: 120⦘

، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَيٍّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ يَعْلَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْبَحْرُ جَهَنَّمُ» . وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: 29]

ص: 119

186 -

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ

⦗ص: 121⦘

جِسْرِ بْنِ فَرْقَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، قَالَ:" أَشَدُّ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ النَّارِ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} [النبأ: 30] فَهُوَ مِقْدَارُ سَاعَةٍ بِسَاعَةٍ، وَيَوْمٍ بِيَوْمٍ، وَشَهْرٍ بِشَهْرٍ، وَسنَةٍ بِسَنَةٍ، أَشَدُّ عَذَابًا، حَتَّى لَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ النَّارِ أُخْرِجَ بِالْمَشْرِقِ لَمَاتَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهِ، وَلَوْ أُخْرِجَ بِالْمَغْرِبِ لَمَاتَ أَهْلُ الْمَشْرِقِ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِ "

ص: 120

قَالَ أَبُو بَرْزَةَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ تَلَاهَا، فَقَالَ:«هَلَكَ الْقَوْمُ بِمَعَاصِيهِمْ، رَبَّهُمْ غَضِبَ عَلَيْهِمْ، فَأَنَّى إِذَا غَضِبَ عَلَيْهِمْ إِلَّا أَنْ يُنْتَفَعَ مِنْهُمْ»

ص: 121

قِيلَ: يَا َبَا بَرْزَةَ، أَلَا تُخْبِرُنَا بِأَشَدِّ سَاعَاتِ أَهْلِ النَّارِ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ:{وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا} [فاطر: 37] وَيُنَادُونَ مَالِكًا وَخَزَنَتَهَا، فَإِذَا يَئِسُوا مِنَ الْإِجَابَةِ يَجْأَرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ: رَبَّنَا رَبَّنَا، مِقْدَارَ الدُّنْيَا سَبْعَ مَرَّاتٍ. قَالَ: فَيَسْكُتُ عَنْهُمْ حَتَّى يَظُنُّوا أَنَّمَا سَكَتَ عَنْهُمْ لِيُخْرِجَهُمْ، فَيَقُولُ لَمَّا يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ رَجَاءَهُمْ وَيُحَقِّقَ سُوءَ ظَنِّهِمُ:{اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تَكَلَّمُونِ} قَالَ: فَيَكْلَحُونَ فِيهَا عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا، لَا يَتَكَلَّمُونَ وَلَا يَسْتَغِيثُونَ بِأَحَدٍ "

ص: 122

187 -

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ جِسْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ:{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا} [النبأ: 24] قَالَ الْحَسَنُ: " الْبَرْدُ: النَّوْمُ "{إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ: 25] قَالَ الْحَسَنُ: «شَرَابَانِ فِي النَّارِ، يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا حَمِيمٌ، وَالْآخَرِ غَسَّاقٌ» قَالَ: " وَالْحُقْبُ الْوَاحِدُ ثَمَانُونَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَالسَّنَةُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ

⦗ص: 123⦘

يَوْمًا، وَكُلُّ يَوْمٍ {عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47] "

ص: 122

188 -

حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، وَذَكَرَ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ فَقَالَ: بَلَغَنَا «أَنَّ ابْنَ آدَمَ لَا يَأْكُلُ مِنْهَا أَكْلَةً إِلَّا نَهَشَتْ مِنْهُ مِثْلَهَا»

ص: 123

189 -

حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: فِي قَوْلِهِ: {غِسْلِينٌ} [الحاقة: 36] قَالَ: «هُوَ الضَّرِيعُ، شَجَرَةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا أَهْلُ النَّارِ»

ص: 123

190 -

حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ: مَا لِي لَا أَرَى عَيْنَكَ تَجِفُّ؟

⦗ص: 124⦘

قَالَ: «مَا مَسْأَلَتُكَ عَنْهُ؟» قَالَ: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ. قَالَ: «يَا أَخِي، إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَوَعَّدَنِي إِنْ أَنَا عَصَيْتُهُ أَنْ يَسْجِنَنِي فِي النَّارِ، وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَتَوَعَّدْنِي أَنْ يَسْجِنَنِي إِلَّا فِي الْحَمَّامِ لَكُنْتُ حَرِيًّا أَلَا تَجِفَّ لِي عَيْنٌ»

ص: 123

191 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَالَتِ الْمَرْأَةُ الَّتِي نَزَلَ عَلَيْهَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَا لِلنَّاسِ يَنَامُونَ وَلَا يَنَامُ؟ قَالَ: «إِنَّ جَهَنَّمَ لَا تَدَعَنِي أَنَامُ»

ص: 124

192 -

حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ الشَّيْخِ الصَّالِحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: كُنَّا نُغَازِي عَطَاءَ الْخُرَاسَانِيَّ فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلَاةً، فَإِذَا ذَهَبَ ثُلُثُهُ

⦗ص: 125⦘

أَوْ نِصْفُهُ نَادَانَا وَهُوَ فِي فُسْطَاطِهِ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، وَيَا يَزِيدَ بنَ يَزِيدَ، وَيَا هِشَامَ بْنَ الْغَازِ، وَيَا فُلَانُ وَيَا فُلَانُ، قُومُوا فَتَوَضَّؤُوا وَصَلُّوا، فَقِيَامُ هَذَا اللَّيْلِ وَصِيَامُ هَذَا النَّهَارِ أَيْسَرُ مِنْ شَرَابِ الصَّدِيدِ وَمُقَطِّعَاتِ الْحَدِيدِ، الْوَحَاءَ الْوَحَاءَ» ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى صَلَاتِهِ

ص: 124

193 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: وَقَعَ فِي جِيرَانِ غَزْوَانَ حَرِيقٌ، فَذَهَبَ يُطْفِئُهُ، فَوَقَعَتْ شَرَارَةٌ عَلَى أصْبَعٍ مِنْ أَصَابِعِهِ، فَقَالَ:«أَلَا أُرَانِي قَدْ أَوْجَعَتْنِي نَارُ الدُّنْيَا؟ وَاللَّهِ لَا يَرَانِي اللَّهُ ضَاحِكًا حَتَّى أَعْرِفَ يُنْجِينِي مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ أَمْ لَا »

ص: 125

194 -

حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ

⦗ص: 126⦘

: وَحَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ:{يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] قَالَ: «يُعَذَّبُونَ»

ص: 125

195 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:" تُنَادَى النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا نَارُ اشْتَفِّي، يَا نَارُ أَنْضَجِي، يَا نَارُ أَحْرِقِي، يَا نَارُ كُلِي وَلَا تَقْتُلِي "

ص: 126

196 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ

⦗ص: 127⦘

: «ابْنَ آدَمَ، عَنْ نَفْسِكَ فَكَايِسْ فَإِنَّكَ إِنْ دَخَلْتَ النَّارَ لَمْ تَنْجَبِرْ بَعْدَهَا أَبَدًا»

ص: 126

197 -

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانٍ، " يُنَادَى يَوْمُ الْقِيَامَةِ فِي النَّارِ بِأَصْوَاتٍ أَرْبَعَةٍ: واي أز نام، واي أز ننال، واي أز نياز، وَاي أز أز ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ:" وَاي أز نام: وَيْلِي مِنْ طَلَبِ الِاسْمِ، اشْتَهيْتُ أَنْ يُقَالَ فُلَانٌ. وَاي أز ننال؟: وَيْلِي مِنَ الْعَارِ، كَمَا يُقَالُ فِي الدُّنْيَا: نَارٌ وَلَا عَارٌ. وَاي أز نيَاز: وَيْلِي مِنَ الْفَقْرِ، وَهُوَ مِفْتَاحُ كُلِّ بَلَاءٍ. وَاي أز أز: وَيْلِي مِنَ الْحِرْصِ "

ص: 127

198 -

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ أَمَرَ لَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَأَبَى

⦗ص: 128⦘

أَنْ يَقْبَلَهَا وَقَالَ: «أَذْهَبَ ذَكَرُ جَهَنَّمَ حَلَاوَةَ الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِي» وَكَانَ يَقُومُ إِذَا نَامَ النَّاسُ فَيَصِيحُ: «النَّارَ النَّارَ النَّارَ»

ص: 127

199 -

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، يَقُولُ:«لَلنَّارُ أَشَدُّ شَوْقًا إِلَى أَهْلِهَا مِنَ الْجَنَّةِ إِذَا أُدْنِيَتْ لِأَهْلِهَا»

ص: 128

200 -

حَدَّثَنِي الْحَسَينُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ، قَالَ: حَدَّثُونَا فِي إِسْنَادٍ لَهُمْ: «أَنَّ أَهْلَ النَّارِ إِذَا دَخَلُوهَا سَفَعَتْ وُجُوهَهُمْ، فَأَلْقَتْ لَحْمَ خُدُودِهِمْ عَلَى أَقْدَامِهِمْ، فَيَصِيحُونَ أُوَّهْ أَلْفَ عَامٍ» وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ

ص: 128

201 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَخِيهِ: «أَيْ أُخَيِّ، هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ عَلَى الطَّرِيقِ صُوًى؟»

⦗ص: 129⦘

قَالَ: كَيْفَ؟ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} [النبأ: 21] "

ص: 128

202 -

حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «شَدَّ مَا ذَلَّتْ أَلْسِنَةُ النَّاسِ بِذِكْرِ النَّارِ»

ص: 129

203 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي شَرَاعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، فِي قَوْلِ اللَّهِ:{وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا} [الفرقان: 13] قَالَ: «أَضْيَقُ مِنَ الرُّمْحِ فِي الزُّجِّ»

ص: 129

204 -

حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابَنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ قَتَادَةَ:{وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ} [الفرقان: 13] قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ جَهَنَّمَ لَتُضَيَّقُ عَلَى الْكَافِرِ كَتَضَيُّقِ الزُّجِّ عَلَى الرُّمْحِ»

ص: 129

205 -

حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ

⦗ص: 130⦘

، فِي قَوْلِهِ:{إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} [الفرقان: 65] قَالَ: " الْغَرَّامُ: اللَّازِمُ الَّذِي لَا يُفَارِقُ صَاحِبَهُ أَبَدًا، وَكُلُّ عَذَابٍ يُفَارِقُ صَاحِبَهُ فَلَيْسَ بِغَرَامٍ "

ص: 129

206 -

حَدَّثَنِي عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، عَنْ نُعَيْمٍ النَّحْوِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} [النازعات: 34] قَالَ: " إِذَا قِيلَ لَهُمْ: قُومُوا إِلَى النَّارِ "

ص: 130

207 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَاءَةُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ:{فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} [النازعات: 34] قَالَ: «أَمَرٌ طَمَّ عَلَى مَا كَانَ قَبْلَهُ»

ص: 130