المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثانيا: الأصل في وجوب صلاة الجمعة: الكتاب والسنة والإجماع: - صلاة الجمعة

[سعيد بن وهف القحطاني]

الفصل: ‌ثانيا: الأصل في وجوب صلاة الجمعة: الكتاب والسنة والإجماع:

الميم وفتحها، يوم من أيام الأسبوع، تُصلَّى فيه صلاة خاصة هي صلاة الجمعة (1).

و‌

‌صلاة الجمعة: صلاة مستقلة بنفسها

، تخالف الظهر: في الجهر، والعدد، والخطبة، والشروط المعتبرة لها، وتوافقها في الوقت (2).

وأول جمعةٍ جُمِّعت بعد جمعةٍ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد القيس بجواثى من البحرين)) (3).

‌ثانياً: الأصل في وجوب صلاة الجمعة: الكتاب والسنة والإجماع:

1 -

أما الكتاب فقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (4) فأمر بالسعي،

(1) معجم لغة الفقهاء، للدكتور محمد روَّاس، ص145، وانظر: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن، 4/ 101.

(2)

انظر: زاد المعاد، لابن القيم، 1/ 432 - 434، والإنصاف للمرداوي المطبوع مع المقنع والشرح الكبير، 5/ 159 - 160، والشرح الكبير المطبوع مع المقنع والإنصاف،

5/ 178، وحاشية عبد الرحمن بن محمد بن قاسم على الروض المربع، 2/ 420.

(3)

البخاري، كتاب الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن، برقم 892، 4371.

(4)

سورة الجمعة، الآية:9.

ص: 7

ومقتضى الأمر الوجوب، ولا يجب السعي إلا إلى واجب، ونهى عن البيع؛ لئلا يشتغل به عنها، فلو لم تكن فرضاً لَمَا نهى عن البيع من أجلها، والمراد بالسعي هنا الذهاب إليها لا الإسراع؛ فإن السعي في كتاب الله لم يُرَدْ به العَدْوُ (1).

2 -

وأما السُّنَّة؛ فلحديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لينتهينَّ أقوام عن وَدْعهم (2) الجُمُعاتِ أو ليختمنَّ الله على قلوبهم، ثم ليكونُنَّ من الغافلين)) (3)؛ ولحديث أبي الجعد الضمري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من ترك ثلاث جُمَع تَهَاوُناً بها طبع الله على قلبه)) (4)، ولفظ الترمذي وابن ماجه: ((من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاوناً

(1) انظر: المغني لابن قدامة،، 3/ 158، والشرح الكبير، 5/ 157.

(2)

ودعهم: الودع: الترك، وهو مصدر: ودع يدع ودعاً، وزعم بعض النحويين أن مصدر مثل هذا الفعل: متروك، وكذلك أفعالها الماضية، وأنهم يستغنون عن ((ودع)) بترك، وعن الودع بالترك، ونحو ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أفصح وأعرف بالعربية. جامع الأصول لابن الأثير، 642، 5/ 667.

(3)

مسلم، كتاب الجمعة، باب التغليظ في ترك الجمعة، برقم 865.

(4)

طبع الله على قلبه: الطبع والختم واحد، والمراد أنه بتركه الجمعة قد أغلق قلبه وختم عليه فلا يصل إليه شيء من الخير. جامع الأصول لابن الأثير، 5/ 666.

ص: 8