المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إتلاف الغزاة لمكتبات المسلمين في كل حروبهم - التتار من البداية إلى عين جالوت - جـ ٥

[راغب السرجاني]

فهرس الكتاب

- ‌سقوط بغداد

- ‌بدء تحرك جيش التتار نحو بغداد وسحقهم للإسماعيلية الشيعة على طريقهم

- ‌تجهيزات الجيش التتري لغزو العراق

- ‌بدء تحرك جيش التتار نحو بغداد وسحقهم للإسماعيلية الشيعة على طريقهم

- ‌الأحوال في بغداد أثناء غزو التتار لها

- ‌حال الشعب في بغداد

- ‌حال الخليفة المستعصم

- ‌حال الحكومة في بغداد

- ‌حصار هولاكو لبغداد

- ‌المفاوضات بين التتار والخلافة العباسية

- ‌قصف التتار لبغداد

- ‌خروج الخليفة ووزرائه وكبار قومه إلى هولاكو وقتل التتار لهم

- ‌استباحة التتار لبغداد

- ‌إغراق التتار لمكتبة بغداد في نهر دجلة

- ‌إتلاف الغزاة لمكتبات المسلمين في كل حروبهم

- ‌إحراق التتار لبغداد

- ‌أمان هولاكو لأهل بغداد لأجل دفن القتلى

- ‌تعيين هولاكو لمؤيد الدين العلقمي حاكماً على بغداد ثم ولده من بعده

- ‌القيمة الثانية: الجهاد في سبيل الله

- ‌القيمة الأولى: العلم الشرعي والعلماء

- ‌تعيين هولاكو لمؤيد الدين العلقمي حاكماً على بغداد ثم ولده من بعده

- ‌القيمة الثانية: الجهاد في سبيل الله

- ‌القيمة الأولى: العلم الشرعي والعلماء

- ‌أثر سقوط بغداد على العالم الإسلامي

الفصل: ‌إتلاف الغزاة لمكتبات المسلمين في كل حروبهم

‌إتلاف الغزاة لمكتبات المسلمين في كل حروبهم

إن إغراق مكتبة بغداد ليست جريمة في حق المسلمين فقط، بل في حق الإنسانية كلها، وهي جريمة متكررة في التاريخ، فقد فعلها الصليبيون النصارى في الأندلس في مكتبة قرطبة الهائلة كما ذكرنا من قبل، وفعلوها مرة ثانية في الأندلس في مكتبة غرناطة عند سقوطها، فأحرقوا مليون كتاب في أحد الميادين العامة، وفعلوها في الأندلس مرة ثالثة ورابعة وخامسة وعاشرة في مكتبات طليطلة وأشبيلية وبلنسية وسرقسطة وغيرها.

وفعلها الصليبيون النصارى أيضاً في الشام في مكتبة طرابلس اللبنانية، فقد أحرقوا ثلاثة ملايين كتاب، ومكتبة طرابلس لا تقارن بالمرة بمكتبة بغداد، فتخيل الرقم الذي أغرق في نهر دجلة من الكتب من مكتبة بغداد، وفعلها الصليبيون النصارى في فلسطين في مكتبة غزة والقدس وعسقلان، ثم فعلها بعد ذلك المستعمرون الأوروبيون الجدد الذين نزلوا إلى بلاد العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر، ولكنهم كانوا أكثر ذكاء من أجدادهم، فقد سرقوا الكتب إلى أوروبا ولم يحرقوها، ومازالت المكتبات الكبرى في أوروبا إلى الآن تحوي مجموعة من أعظم كتب العلم في الأرض، والكتب الأصلية في أوروبا أضعاف أضعاف ما يمتلكه المسلمون في بلادهم.

فقد كان هم الغزاة على طول العصور أن يحرموا هذه الأمة من اتصالها بأي نوع من أنواع العلوم، إما بحرق الكتب، أو تغريقها في الأنهار، أو سرقتها، أو بتغيير مناهج التعليم كما يعملون الآن حالياً؛ لتفريغ الأمة من أهم ما تمتلك من العلم والدين والأخلاق.

ص: 15