المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب - عن الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول)

[عبد الله بن صالح العثيمين]

الفصل: ‌الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب

‌الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب

للدكتور: عبد الله بن صالح العثيمين رئيس قسم التاريخ -كلية الآداب جامعة الملك سعود

بسم الله الرحمن الرحيم

دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعيدة الأثر في مسيرة التاريخ الإسلامي الحديث. ومن هنا كان الاهتمام الكبير بكل ما يتعلق بصاحبها، وكثرت الكتابات عن حياته ودعوته وما ترتب عليها من نتائج. بل إن نجاح هذه الدعوة أسهم في حفز همم بعض الكتاب إلى التعمق في دراسة شخصيات علمية سبقته زمنيا، ونادت بمثل أو بعض ما نادى به.

والكتابات التي ظهرت عن الشيخ محمد مختلفة من حيث العمق والسطحية ومن حيث الإنصاف والتحيز، ومن حيث الجدة وعدمها. والمؤمل أن تكون من نتائج هذا الأسبوع دراسات تجمع بين العمق والحياد والابتكار، وألا نجد الكثير منا في نهاية الأمر يردد مع الشاعر العربي القديم قوله:

ما أرانا نقول إلا معارا

أو معادا من قولنا مكرورا

لقد كتب الكثير عن حياة الشيخ محمد شابًا متعطشًا للعلم أينما وجده، وصاحب دعوة مصممًا على بذل كل ما يكفل نجاحها، وزعيمًا مساهمًا مساهمة كبيرة في توجيه أمور دولة فتية. كما كتب الكثير عن أصول دعوته وتأثيرها في مجتمعه وفي مجتمعات إسلامية أخرى.

وبحثي المتواضع المقدم إلى هذا الأسبوع لا يتطرق إلى أي جانب من الجوانب السابقة بصفة تفصيلية مستقلة، لكنه محاولة لإيضاح ما تحتوي عليه رسائل الشيخ الشخصية من أهمية، خاصةً فيما يتعلق بشخصيته والظروف المحيطة بدعوته.

الرسائل من حيث الصحة

من أهم الأمور التي ينبغي للباحث أن يُعنى بها التأكد من صحة النص الذي يحاول دراسته. فما لم يصل إلى قناعة علمية بصحة ذلك النص فإنه من العبث محاولة

ص: 93

استخلاص النتائج منه. وهذا ما سأحاول لفت الأنظار إليه في مقدمة هذا البحث.

لقد عاش الشيخ محمد بن عبد الوهاب حياة طويلة حافلة بنشاط مختلف النواحي: فمن المعروف أن حياته بصفته صاحب دعوة، ومساهمًا في توجيه دولة تقرب من ستين عامًا، وطول حياته، وتعدد جوانب نشاطه، يجعلان المرء يتوقع أنه قد كتب رسائل شخصية كثيرة جدًا، لكن ما أثر عن الشيخ من رسائل لا يتفق مع ذلك التوقع. وعلى هذا الأساس فإن الباحث يكاد يجزم بأن كثيرًا من رسائله الشخصية قد ضاع.

وموقف ابن غنام الذي يعود إليه أكبر الفضل في إيراد ما أثر من هذه الرسائل، موقف يدعو إلى التأمل؛ فهو من ناحيته قد أورد من رسائل الشيخ ما هو مختلف الطول والقصر من حيث المضمون، بل إنه في أحيان نادرة قد أورد شيئًا من رسائل خصوم الشيخ تمهيدًا لتدوين رده عليها، لكنه من ناحية أخرى نص على أنه لم يدون كثيرا من أجوبة الشيخ عن بعض المسائل خشية الإطالة1. فهل عامل ابن غنام بعض رسائل الشيخ الشخصية معاملته لبعض أجوبته أم أنه لم يعثر إلا على تلك الرسائل التي أوردها في كتابه؟ مهما يكن من أمر فإن ما أورده ابن غنام منسوبًا إلى الشيخ يبدو صحيحًا.

على أن هناك مصادر أخرى نسبت إلى الشيخ رسائل قليلة غير التي ذكر ابن غنام. وقد جاءت هذه الرسائل ضمن القسم الخامس من مؤلفات الشيخ الذي أفرده بعض الإخوة الكرام المهيئين لهذا الأسبوع لجميع الرسائل الشخصية المنسوبة إليه. وقد جعل هؤلاء الإخوة تاريخ ابن غنام أصلاً قابلوا به وأضافوا إليه ما لم يرد فيه. ولا شك أن ما قام به هؤلاء الإخوة يستحق الثناء والتقدير وبمقدار ما يكون الجهد يأتي اهتمام الباحث بما عمل. ولهذا فإنه من المستحسن الوقوف عند بعض ما عمله أولئك الإخوة.

من دراسة القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد تبدو للمتأمل ملاحظتان: الأولى: أنه يوجد اختلاف في بعض عبارات الرسائل المعدة في هذا القسم وبين

1 روضة الأفكار والأفهام.. طبعة أبا بطين، القاهرة 1368هـ جـ1 ص175، وسوف يشار إليه فيما بعد بروضة فقط.

ص: 94

أصلها في تاريخ ابن غنام دون الإشارة إلى مواضع الاختلاف. من ذلك مثلاً: رسالة الشيخ إلى علماء مكة المكرمة، ورسالته إلى الشريف أحمد بن سعيد1.

والملاحظة الثانية: أن بعض الرسائل المضافة إلى ما ورد في تاريخ ابن غنام ليس فيها ما يرجح كونها من رسائل الشيخ نفسه. لنأخذ مثلا: الرسالة التي يقال إن الشيخ أرسلها إلى عالم من أهل المدينة، فهي لم ترد إلا في الدرر السنية، ولم يذكر اسم العالم الذي أرسلت إليه. ومن غير المرجح أن يرسل الشيخ رسالة إلى عالم من علماء تلك البلدة دون ذكر اسمه. وبالإضافة إلى ذلك: فإنه لم ينص فيها على أنها من الشيخ. والمتتبع لرسائل الشيخ محمد يرى أنه عادة يبدؤها بعبارة: "من محمد بن عبد الوهاب إلى فلان بن فلان. " لكن هذه الرسالة لا تبدأ بمثل هذه العبارة، وإنما تبدأ بأسلوب يختلف تماما عن أسلوب الشيخ المعتاد.

وقريب مما سبق يمكن أن يقال عن تلك الرسالة التي يدعى أن الشيخ بعثها إلى عبد الله الصنعاني، فإنها لم ترد إلا في الدرر السنية. ولم ينص فيها على اسم مرسلها. وإذا قورنت بالرسالة التي كتبها عبد الله بن الشيخ محمد عند دخوله مكة المكرمة مع سعود بن عبد العزيز، يتضح أن هناك تشابها كبيرا بين أجزاء من الرسالتين من حيث الأسلوب والمضمون2. ولعل في هذا ما رجح أن الذي كتب الرسالة إلى الصنعاني هو الشيخ عبد الله بن محمد وليس أباه.

أما الرسالة التي يقال إن الشيخ محمدًا بعثها إلى أهل المغرب فمن الواضح عدم رجحان كونها له؛ وذلك لعدة أسباب: الأول: ما قيل عن الرسالتين السابقتين المنسوبتين إليه من حيث انفراد صاحب الدرر السنية بإيرادها، وعدم النص فيها على اسم مرسلها. الثاني: أنه من غير المحتمل أن يكون اهتمام زعماء الدعوة بالمغرب قد بدأ قبل استيلائهم على الحجاز ملتقى الوافدين إلى بيت الله الحرام. الثالث: - وهو أهمها- أن هذه الرسالة قد شاعت في تونس زمن الباي حموده باشا. وقد ذكرت المصادر التونسية وصولها إلى ذلك القطر بعد أن تكلمت عن الأمور التي قام بها سعود بن عبد العزيز في الحجاز.

1 القسم الخامس من مؤلفات الشيخ، طبعة جامعة الإمام ص41، 312. وسوف يشار إليه فيما بعد بشخصية وقارن ذلك بروضة 2/81 و114.

2 انظر شخصية ص100-101 وقارنها بالدرر السنية 27جـ1 ص127.

ص: 95

وهذا يتلاءم مع السبب الثاني وهو أن الاهتمام بالمغرب ناتج عن الوجود السعودي في الحجاز وعلى هذا الأساس فإنه من المحتمل جدًا أن تكون هذه الرسالة أيضًا من كتابة الشيخ عبد الله بن محمد الذي كان مع سعود بن عبد العزيز عند دخوله مكة كما ذكر سابقًا.

وقد ورد في القسم الخامس من مؤلفات الشيخ رسالة قيل إنها جواب منه عن كتاب لم يقف على اسم كاتبه. وقد ذكرت هذه الرسالة في مجموعة الرسائل والمسائل، إضافة إلى ذكرها في الدرر السنية. وأسلوبها مشابه لأسلوب الشيخ في كثير من كتاباته، لكن ورد فيها ما يثير انتباه الباحث. ذلك أنه وردت فيها عبارة:

"هو مضمون ما ذكرت في رسالتك أن الشيخ محمدًا قرر لكم ثلاثة أصول"1.

وقد يبدو للمرء أن من كتب هذه العبارة لابد أن يكون غير الشيخ محمد. لكن قد يكون الشيخ أورد نص العبارة التي كان قد كتبها من أرسلت إليه هذه الرسالة. وقد وردت في الرسالة أيضا عبارة: " هذا الذي يدعو إليه ابن عبد الوهاب"2.

ولو كان الكاتب لها تلميذًا للشيخ أو أحد أنصاره لكان من المرجح أن يضع كلمة "الشيخ" قبل ابن عبد الوهاب. وتعبير الشيخ عن نفسه بابن عبد الوهاب موجود في رسائله3.

ومن ناحية أخرى فإن في هذه الرسالة ما يشير إلى أنها قد كتبت وعبد الله المويس لا يزال حيًا.

"ومع هذا: يقول لكم شيطانكم المويس إن بنيات حرمة وعيالهم يعرفون التوحيد فضلاً عن رجالهم "4.

لكن ورد فيها ما نصه: "فكيف بمن له قريب من أربعين سنة يسب دين الله "

1 شخصية ص172.

2 المصدر السابق.

3 روضة 1/122.

4 شخصية ص173.

5 المصدر السابق.

ص: 96

ولو فرض أن دعوة الشيخ قد بدأت في نجد حوالي سنة 1145 هـ - فإن هذه الرسالة - حسب العبارة السابقة - تكون قد كتبت خطيا سنة 1185 هـ تقريبا. ومن المعروف أن المويس قد توفي قبل هذا التاريخ بعشر سنين1.

ومما سبق يتضح أنه رغم قلة ما أثر عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب من رسائل شخصية، فإن نسبة قليلة من هذا المأثور تحتاج إلى تدقيق وإعادة نظر.

أسلوب الرسائل

إذا كان لأسلوب الكاتب دور في اكتشاف حقائق شخصيته، فإن رسائله أبلغ من كتاباته الأخرى في إلقاء الضوء على تلك الحقائق. ولعل أهم نقطة يلاحظها المتأمل في أسلوب رسائل الشيخ تمسك كاتبها بالأصالة والبساطة.

فأغلب هذه الرسائل يبدأ بمثل العبارة الآتية: "من محمد بن عبد الوهاب إلى فلان بن فلان. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: ".

ومن الواضح أن هذا الأسلوب ينسجم انسجامًا كاملاً مع المحيط العربي الذي كان الشيخ عائشًا فيه ; ذلك المحيط الذي لم يشهد آنذاك غزو المؤثرات الأجنبية، وهو في نفس الوقت يتفق اتفاقًا تامًا مع أساليب السلف الصالح من هذه الأمة الإسلامية. وفي ذلك ما يوضح رغبة الشيخ في تتبع خطى أولئك السلف في هذا المضمار.

لكن بالرغم من أن التمسك بالأصالة والبساطة كان الصفة الغالبة في أسلوب الشيخ، فإنه كان - فيما يبدو - على استعداد للتنازل قليلا عن هذا التمسك إذا كان يظن أن في التنازل مصلحة عامة لدعوته ; فهو - مثلا - كان يدرك مكانة علماء مكة ومدى تأثيرهم سلبًا أو إيجابًا في مسيرة الدعوة، ولذلك خرج أسلوبه في رسالته إليهم عن أسلوبه المعتاد في كثير من رسائله، فجاءت ديباجتها مشتملة على نوع من السجع المتكلف:

" من محمد بن عبد الوهاب إلى العلماء الأعلام في البلد الحرام. نصر الله بهم سيد

1 ابن بشر: عنوان المجد.. طبعة 2 لوزارة المعارف، 1391 جـ1 ص4-55.

ص: 97

الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام، وتابعي الأئمة الأعلام. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته"1.

وكان - أيضاً - يقدر مكانة حاكم تلك المدينة المقدسة وتأثيره الإيجابي لو تعاون مع دعوته. ولذلك بدأ رسالته إليه بعبارات تدل على نوع من المهارة في المجاملة اللبقة. فلم يتوقف به الأمر عند التفخيم والدعاء بالعز في الدارين؛ بل تجاوزه إلى الإشارة الذكية بأن الشريف بصفته النسبية أولى بنصرة الدعوة:

"بسم الله الرحمن الرحيم المعروض لديك ـ أدام الله فضل نعمه عليك حضرة الشريف أحمد بن الشريف سعيد أعزه الله في الدارين، وأعز به دين جده سيد الثقلين ـ أن الكتاب لما وصل إلى الخادم، وتأمل ما فيه من الكلام الحسن رفع يديه بالدعاء إلى الله بتأييد الشريف"2.

والشيخ إذ يؤمل انضمام رئيس قبيلة كبيرة إلى دعوته يضيف في أول رسالته إليه ما يعتقده من عوامل التأثير. فهو حين كتب إلى زعيم إحدى القبائل في الشام قال: "من محمد بن عبد الوهاب إلى الشيخ فاضل آل مزيد، زاده الله من الإيمان وأعاذه من نزعات الشيطان.. أما بعد: "3.

وإذا كان المتأمل في أسلوب الشيخ يرى تمسك صاحبه بالأصالة والبساطة فإنه يلاحظ - أيضاً - من خلاله ذكاءه ومحاولته بالاستفادة من كل ما يراه مفيدًا لمصلحة دعوته. فبالإضافة إلى ما تقدم نراه حين يحاول كسب أهل منفوحة والرياض عن طريق قاضي الدرعية، يصفه في رسالته إليهم بقوله:

"إن عبد الله بن عيسى ما نعرف في علماء نجد ولا علماء العارض ولا غيره أجل منه"4.

1 روضة 2/144.

2 روضة 2/80 ويلاحظ أن كلمة "حضرة" بمعناها هنا لم ترد في كتابات الشيخ إلا في موضعين: أحدهما في هذه الرسالة، والثاني: في رسالته إلى السويدي في العراق. ولعل السبب في استعماله لها في هذين الموضعين فقط اعتقاده أن التأثر بهذا النوع من الأسلوب واضح في القطرين الحجازي والعراقي.

3 روضة 1/151.

4 روضة 1/146.

ص: 98

مع أنه يخاطبه في رسالة أخرى بقوله:

"أنتم ومشائخكم ومشائخهم لم يفهموا دين الإسلام ولم يميزوا بين دين محمد صلى الله عليه وسلم ودين عمرو بن لحي"1.

ومن ذلك - أيضاً - إثارة النخوة في نفس المخاطب. فهو يحاول إقناع مخاطبه بقوله:

"إن لك عقلاً، وإن لك عرضًا تشح به، وإن الظن فيك إن بان لك الحق أنك ما تبيعه بالزهايد"2.

ويستثير همم أهل شقراء ضد خصوم الدعوة بقوله:

"والله العظيم إن النساء في بيوتهن يأنفن لكم، فضلا عن صماصيم بني زيد"3.

بل إن حبه لنجاح دعوته جعله يقوي عامل الأمل على بادرة اليأس، فهو يخاطب عبد الله بن عبد اللطيف الأحسائي بقوله:

"ما أحسنك لو تكون في آخر هذا الزمان فاروقًا لدين الله كعمر رضي الله عنه في أوله"4.

مع أنه كان - فما يبدو - يئسًا من استجابته له حيث يقول في نفس هذه الرسالة: "وإنما كتبت لكم هذا معذرة من الله ودعوة إلى الله لأحصل ثواب الداعين إلى الله، وإلا أنا أظن أنكم لا تقبلونه، وأنه عندكم من أنكر المنكرات"5.

ومما يلاحظه المتأمل في رسائل الشيخ اتصافه في حالات قليلة بنوع من الحدة. وهو أمر ذكره عن نفسه في رسالته إلى عبد الله بن عيسى وابنه عبد الوهاب 6. وكانت هذه الحدة تظهر عادة في التعامل مع خصم نشط الحركة، أو عدو يبدو الأمل في إقناعه ضعيفًا جدًا.

فالشيخ - مثلاً - يبدأ رسالته إلى خصمه اللدود سليمان بن سحيم بالعبارة التالية:

1 روضة 1/155.

2 روضة 1/107.

3 شخصية ص292.

4 روضة 1/54.

5 روضة 1/3-54.

6 روضة 1/157.

ص: 99

"الذي يعلم به سليمان بن سحيم أنك زعجت قرطاسة فيها عجائب. فإن كان هذا فهمك فهو من أفسد الأفهام"1.

ويخاطبه فيها بقوله:

"صار لكم عند ضمامة في معكال، قصاصيب وأشباههم يعتقدون أنكم علماء" وقوله: " أنت رجل جاهل مشرك مبغض لدين الله"2.

ويعبر الشيخ عن انفعاله أحيانا بأسلوب تهكمي لاذع. فهو يصور عبد الله المويس بصورة من يقول:

" اعرفوني اعرفوني تراي جاي من الشام"3.

وأحيانا لا يذكر اسمه، وإنما يرمز إليه "بصاحب الشام" أو "شاميكم"4.

وأسلوب الشيخ في رسائله الشخصية متقيد - على العموم - باللغة الفصحى، وقد أعد إعرابها.. لكنه في أحيان قليلة يخرج عن هذا التقيد، فترد فيه عبارات أو كلمات يمكن أن تعتبر لغة عامة. وهذا الأمر شائع في رسائل الشيخ إلى النجديين بصفة خاصة.

ففي رسالته إلى محمد بن عباد وردت عبارة: "تذكر أن ودك نبين لك إن كان فيها شيء غاترك"5.

وفي رسالته إلى عبد الله بن سحيم يقول: "فلما غربلك الله بولد المويس"

"لا وجه سميح ولا بنت رجال"6.

ورسالته إلى قاضي الدرعية وابنه أكثر احتواء من غيرها على مثل هذه التعبيرات. بل إن هذه التعبيرات هي الصفة الغالبة فيها.

1 روضة 1/138 و142.

2 روضة 1/100.

3 روضة 1/19-121.

4 روضة 1/104.

5 روضة 1/102 و116.

6 روضة 1/6-157.

ص: 100