الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما نحن أمة الإسلام فقد أُمِرْنا بالبر والصلة، ونُهِينا عن العقوق، وأُعطِيَتْ الأم في ديننا ما لم تعطه في شريعة قط، حتى كان حقها مقدمًا على حق الأب.
ولا ينقطع بِرُّ الأم حتى بعد وفاتها، فهي مُكَرَّمَةٌ حال الحياة، وحال الممات، وذلك بالصلاة عليها والاستغفار لها، وإنفاذ وصيتها، وإكرام أهلها.
فلنتمسك بهذا الدين العظيم، ولنلتزم آدابه وأحكامه، ففيه الهدى، والكفاية، والرحمة» (1).
حكم تقديم الهدايا قبل المناسبات المبتدعة أو بعدها:
س: علِمْنا بفضل الله تعالى أن الاحتفال وتقديم الهدايا في الأعياد المبتدعة مثل عيد الأم أو أعياد الميلاد أمر منكر وغير جائز، وللأسف نظرًا لانتشار هذه الأعياد بكثرة في بلادنا والتعود عليها خطأ منذ الصغر قد تحدث بعض الخلافات والمشاكل بين الأهل إذا لم يتم تقديم هدية للأم في عيد الأم مثلًا أو للأخ في يوم ميلاده وهكذا.
(1) باختصار من فتاوى موقع الإسلام سؤال وجواب، بإشراف الشيخ محمد صالح المنجد، (رقم الفتوى:59905).
وسؤالي هو: هل يجوز أن أقدم هدية لأمي قبل عيد الأم بيوم أو يومين مثلًا أو بعده (دون تخصيص يوم معين كل عام) حتى لا يحدث خلاف بيننا؟
وكذلك إذا حَلَّ يوم ميلاد أحد الإخوة المقربين إليَّ فهل لي أن أهديه هدية أو حتى أهنئه فقط في يوم آخر غير هذا اليوم تحديدًا من باب تأليف القلوب وحتى لا يحزن مني، علما بأني سوف أنبه من أعطيه الهدية أن هذا عيد مبتدع ولا يجوز الاحتفال به وهكذا؟
ج: قد سبق أن ذكرنا أن الاحتفال بهذه المناسبات لا يجوز وأن المشاركة فيه بتقديم الهدايا أو التهاني يعد من الإعانة عليه وإقراره، وعليه فيجب على السائل أو غيره إنكار ذلك حسب استطاعته والامتناع من تقديم أي هدية أو تهنئة بتلك المناسبات ولو كانت قبل العيد أو بعده ما دامت من أجل المناسبة.
ويمكن للسائل حَلّ ما يلاقيه من المشاكل من أمه أو قريبه بإقناعه لهما بأنه إنما امتنع خوفًا من الوقوع في الحرام، لا بُخلًا منه على الأم بتقديم هدية ولا تقصيرًا منه في حق القريب، لكن هذه
المناسبة غير شرعية أصلًا فلا يجوز لهما أن يطلبا ذلك بهذه المناسبات بل ولا أن يحتفلا بها (1).
تقديم الهدية في عيد الأم من مظاهر الاحتفال به:
س: أعلم أن الاحتفال بعيد الأم بدعة، ولكني أعطي لأمي مالًا لها في تلك المناسبة، فهل في ذلك حرمة، كما أنني أعمل مدرسًا وقد طلب مني مدير المدرسة نقودًا لعمل احتفال بهذه المناسبة فأعطيته ولكن نيتي كانت الغياب في اليوم التالي فأعطيته النقود ليتم التجاوز عن ذلك بدون أن أخبره، فهل علي من ذنب في ذلك؟
ج: كما علمتَ أن الاحتفال بعيد الأم بدعة فلْتَعلمْ أن تقديم الهدية فيه أو إطعام الطعام وتبادل الزيارات وما أشبه ذلك من مظاهر الاحتفال هو إحياء لهذه البدعة واعتراف بها، وعلى المسلم أن يتجنب ذلك كله في ذلك اليوم سدًا للذريعة ـ على الأقل ـ حتى لا يكون فعله إحياءً لها واعترافًا بها.
وأما إعطاؤك المال للمدير ليعمل به احتفالًا بتلك المناسبة فلا ينبغي ولا يجوز إذا كان باختيارك لأنه إما أن يكون مشاركة منك في
(1) فتاوى موقع الشبكة الإسلامية، بإشراف الدكتور عبد الله الفقيه، (رقم الفتوى 106408).