المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما روي أن أبا بكر جاء ليستأذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ائذن له، وبشره بالجنة» - فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل - جـ ١

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

- ‌سُئِلَ عَنْ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ

- ‌سُئِلَ عَنْ قَوْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَغَيْرِهِ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ

- ‌قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا

- ‌قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ»

- ‌بَقِيَّةُ قَوْلِهِ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ»

- ‌ وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ شُيُوخِهِ، وَلَيْسَتْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ

- ‌مَا رُوِيَ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ

- ‌مَا رُوِيَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ لِيَسْتَأْذِنَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ»

- ‌فَضَائِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌إِسْلَامُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌بَابُ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا

- ‌وَمِنْ فَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَشَايِخِهِ غَيْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، وَمِنْ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ أَيْضًا

- ‌فَضَائِلُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌وَمِنْ فَضَائِلِ عُثْمَانَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ شُيُوخِهِ سِوَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ

- ‌أَخْبَارُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزُهْدِهِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

الفصل: ‌ما روي أن أبا بكر جاء ليستأذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ائذن له، وبشره بالجنة»

‌مَا رُوِيَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ لِيَسْتَأْذِنَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ»

ص: 232

285 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُشًّا فَقَالَ: «أَمْسِكْ عَلَيَّ الْبَابَ» ، قَالَ: فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: أَهْلِي لَكَ، رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: قُلْتُ: دَخَلَ الْحُشَّ وَقَالَ لِي: «أَمْسِكْ عَلَيَّ الْبَابَ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: اسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ أَهْلِي لَكَ، قَالَ: فَجِئْتُ فَقُلْتُ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ:«ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» ، قَالَ: فَجِئْتُهُ فَأَذِنْتُ لَهُ وَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» ، قَالَ: فَأَذِنْتُ لَهُ وَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَاسْتَأْذَنْتُ لَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ:«ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ بَعْدَ عَنَاءٍ أَوْ بَلَاءٍ» .

ص: 232

286 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْمُحَيَّاةِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ قَالَ: خَرَجْتُ فِي سَفَرٍ مَعَنَا رَجُلٌ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَنَهَيْنَاهُ، فَلَمْ يَنْتَهِ، فَخَرَجَ لِيَقْضِيَ حَاجَتَهُ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ الدُّبُرُ، يَعْنِي: الزَّنَابِيرُ، فَاسْتَغَاثَ، فَأَغَثْنَاهُ، فَحَمَلَتْ عَلَيْنَا حَتَّى تَرَكْنَاهُ، فَمَا أَقْلَعَتْ عَنْهُ حَتَّى قَطَّعَتْهُ.

ص: 233

287 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الطَّبَرِيُّ الْجَوْهَرِيُّ قثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ قثنا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ قثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ الذُّهْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلْفُلَةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي: فِي الْمَنَامِ - مُتَعَلِّقًا بِالْعَرْشِ، ثُمَّ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ أَخَذَ بِحِقْوَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَأَيْتُ عُمَرَ أَخَذَ بِحِقْوَيْ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ رَأَيْتُ عُثْمَانَ أَخَذَ بِحِقْوَيْ عُمَرَ، ثُمَّ رَأَيْتُ الدَّمَ مُنْصَبًّا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ. فَحَدَّثَ الْحَسَنُ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَعِنْدَهُ نَاسٌ مِنَ الشِّيعَةِ، فَقَالُوا: مَا رَأَيْتَ عَلِيًّا؟ قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَرَاهُ أَخَذَ بِحِقْوَيْ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ عَلِيٍّ، وَلَكِنْ إِنَّمَا هِيَ رُؤْيَا.

ص: 234

فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَسْعُودٍ: وَإِنَّكُمْ لَتَجِدُونَ عَلَى الْحَسَنِ فِي رُؤْيَا رَآهَا، لَقَدْ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ غُزَاةً قَدْ أَصَابَ الْمُسْلِمِينَ جَهْدٌ شَدِيدٌ حَتَّى عُرِفَتِ الْكَآبَةُ فِي وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ، وَالْفَرَحُ فِي وُجُوهِ الْمُنَافِقِينَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«وَاللَّهِ لَا تَغِيبُ الشَّمْسُ حَتَّى يَأْتِيَكُمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ» ، فَعَلِمَ عُثْمَانُ أَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيَصْدُقَانِ فَوَجَّهَ رَاحِلَتَهُ، فَإِذَا هُوَ بِأَرْبَعَ عَشْرَةَ رَاحِلَةً، فَاشْتَرَاهَا وَمَا عَلَيْهَا مِنْ طَعَامٍ، فَوَجَّهَ مِنْهَا سَبْعًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَوَجَّهَ بِسَبْعٍ إِلَى أَهْلِهِ، فَلَمَّا رَأَى الْمُسْلِمُونَ الْعِيرَ قَدْ جَاءَتْ، فَعُرِفَ الْفَرَحُ فِي وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَآبَةُ فِي وُجُوهِ الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا هَذَا؟» قَالُوا: أَرْسَلَ بِهَا عُثْمَانُ هَدِيَّةً لَكَ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو لِعُثْمَانَ، مَا سَمِعْتُهُ يَدْعُو لِأَحَدٍ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ:«اللَّهُمَّ أَعْطِ عُثْمَانَ، وَافْعَلْ بِعُثْمَانَ» رَافِعًا يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ.

ص: 234

288 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ الطَّائِيُّ قثنا سَلَمٌ الْخَوَّاصُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيَّانَ أَبِي خَالِدٍ الْأَحْمَرِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَعْرَابِيٍّ: «إِذَا أَنَا مُتُّ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ» .

ص: 235

289 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَشْكَابَ قثنا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ قثنا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ وَهُوَ يَنْكُتُ بِعَسِيبٍ مَعَهُ رَطْبَةً فِي مَاءٍ وَطِينٍ، فَقَرَعَ عَلَيْنَا الْبَابَ رَجُلٌ خَفِيُّ الصَّوْتِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ هَذَا؟» قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ، قَالَ:«افْتَحْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ غَلِيظُ الصَّوْتِ، فَقَالَ:«مَنْ هَذَا؟» قُلْتُ: عُمَرُ، قَالَ:«افْتَحْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» ، قَالَ: فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَرَعَ الْبَابَ، فَقَالَ:«مَنْ هَذَا؟» قُلْتُ: عُثْمَانُ، فَقَالَ:«افْتَحْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ بَعْدَ بَلْوَى» ، قَالَ: يَقُولُ عُثْمَانُ: الْمُسْتَعَانُ اللَّهُ، الْمُسْتَعَانُ اللَّهُ.

ص: 236

290 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ قثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ:«هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، لَا تُخْبِرْهُمَا يَا عَلِيُّ» .

ص: 237

291 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ أَبُو جَعْفَرٍ قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ قَالَ: قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِابْنِهِ أَبِي بَكْرٍ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي أَرَاكَ تُعْتِقُ رِقَابًا ضِعَافًا، فَلَوْ أَنَّكَ إِذْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ عَتَقْتَ رِجَالًا جُلْدًا يَمْنَعُونَكَ وَيَقُومُونَ دُونَكَ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا أَبَتِ، إِنِّي إِنَّمَا أُرِيدُ مَا أُرِيدُ، قَالَ: فَيُتَحَدَّثُ مَا نَزَلَ هَؤُلَاءِ الْآيَاتُ إِلَّا فِيهِ وَفِيمَا قَالَ لَهُ أَبُوهُ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} [الليل: 5] إِلَى قَوْلِهِ عز وجل: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى} [الليل: 20] .

ص: 237

292 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَفْضُلْنَا بِشَيْءٍ إِلَّا أَنَّهُ أَعْتَقَ سَيِّدَنَا بِلَالًا.

ص: 237

293 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، وَمِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ» .

ص: 238

294 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ الْخُرَاسَانِيُّ قثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ قثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ» .

ص: 238

295 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ قثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ آمِينَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ: «إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ» ، فَلَمْ يَفْطِنْ أَحَدٌ مِنَّا إِلَّا أَبُو بَكْرٍ، فَبَكَى وَقَالَ: نَفْدِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي وَأُمِّي، بِأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيْنَا فِي صُحْبَتِهِ فِي مَالٍ وَلَا يَدٍ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ» .

ص: 239

296 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. قُلْتُ: الصِّدِّيقُ؟ قَالَ: نَعَمْ الصِّدِّيقُ، وَذَكَرَ حَدِيثًا فِيهِ ذِكْرُ عُمَرَ، فَقَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ. قُلْتُ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ.

ص: 240

297 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ، مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ قَالَ: نا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، نا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ» ، وَأَقْبَلَ حَتَّى سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عُمَرَ شَيْءٌ، فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ، ثُمَّ إِنِّي نَدِمْتُ عَلَى مَا كَانَ مِنِّي إِلَيْهِ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي، فَأَبَى عَلَيَّ، فَتَبِعْتُهُ الْبَقِيعَ كُلَّهُ، حَتَّى تَحَرَّزَ بِدَارِهِ مِنِّي، وَأَقْبَلَتُ إِلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ حِينَ سَأَلَهُ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ فَأَبَى عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ فَسَأَلَ: هَلْ ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالُوا: لَا، فَعَلِمَ أَنَّهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَلَّمَ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَمَعَّرُ حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَكُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى عُمَرَ مَا يَكْرَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا وَاللَّهِ كُنْتُ أَظْلَمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقْتَ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا.

ص: 240

298 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَتْنَا أُمُّ عُمَرَ، ابْنَةٌ لِحَسَّانَ بْنِ زَيْدٍ - قَالَ أَبِي: عَجُوزُ صِدْقٍ - قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ حَفْصَةَ ابْنَةَ عُمَرَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَنْتَ مَرِضْتَ قَدَّمْتَ أَبَا بَكْرٍ، قَالَ:«لَسْتُ أَنَا الَّذِي أُقَدِّمُهُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ قَدَّمَهُ» .

ص: 241

299 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، يَعْنِي:، الزُّبَيْدِيَّ، قثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي لَرُبُعُ الْإِسْلَامِ.

ص: 242

300 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ الْبِرْتِيُّ قثنا بِشْرُ بْنُ عُبَيْسِ بْنِ مَرْحُومٍ قثنا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ الْكُوفِيُّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فِي السَّمَاءِ مَلَكَانِ، أَحَدُهُمَا يَأْمُرُ بِالشِّدَّةِ، وَالْآخَرُ يَأْمُرُ بِاللِّينِ، وَكُلٌّ مُصِيبٌ: أَحَدُهُمَا جِبْرِيلُ، وَالْآخَرُ مِيكَائِيلُ عليهما السلام، وَنَبِيَّانِ أَحَدُهُمَا يَأْمُرُ بِاللِّينِ، وَالْآخَرُ يَأْمُرُ بِالشِّدَّةِ، وَكُلٌّ مُصِيبٌ إِبْرَاهِيمُ وَنُوحٌ عليهما السلام، وَلِي صَاحِبَانِ، أَحَدُهُمَا يَأْمُرُ بِاللِّينِ، وَالْآخَرُ يَأْمُرُ بِالشِّدَّةِ، وَكُلٌّ مُصِيبٌ "، وَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما.

ص: 243