المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه - فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل - جـ ١

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

- ‌سُئِلَ عَنْ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ

- ‌سُئِلَ عَنْ قَوْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَغَيْرِهِ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ

- ‌قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا

- ‌قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ»

- ‌بَقِيَّةُ قَوْلِهِ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ»

- ‌ وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ شُيُوخِهِ، وَلَيْسَتْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ

- ‌مَا رُوِيَ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ

- ‌مَا رُوِيَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ لِيَسْتَأْذِنَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ»

- ‌فَضَائِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌إِسْلَامُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌بَابُ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا

- ‌وَمِنْ فَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَشَايِخِهِ غَيْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، وَمِنْ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ أَيْضًا

- ‌فَضَائِلُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌وَمِنْ فَضَائِلِ عُثْمَانَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ شُيُوخِهِ سِوَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ

- ‌أَخْبَارُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزُهْدِهِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

الفصل: ‌فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

‌فَضَائِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

ص: 244

301 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَعْقُوبُ قثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ:«عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ» ، قَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ أَحَقَّ أَنَّ يَهَبْنَ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، أَتَهَبْنَنِي وَلَا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْنَ: نَعَمْ، أَنْتَ أَغْلَظُ وَأَفَظُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ» . قَالَ يَعْقُوبُ: مَا أُحْصِي مَا سَمِعْتُهُ، يَعْنِي أَبَاهُ، يَقُولُ: نا صَالِحٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.

⦗ص: 245⦘

302 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَسْأَلْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ مِنْهُ رَافِعَاتٍ أَصْوَاتَهُنَّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ.

ص: 244

303 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ قَالَتْ: وَهَى. . . يَوْمَ مَاتَ عُمَرُ.

⦗ص: 246⦘

304 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قثنا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ إِمْلَاءً قثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: أَبْطَأَ عَلَيْهِ خَبَرُ عُمَرَ، فَكَلَّمَ امْرَأَةً فِي بَطْنِهَا شَيْطَانٌ، فَقَالَتْ: حَتَّى يَجِيءَ شَيْطَانِي فَأَسْأَلُهُ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ مُتَّزِرًا بِكِسَاءٍ يَهْنَأُ إِبِلَ الصَّدَقَةِ، وَقَالَ: لَا يَرَاهُ الشَّيْطَانُ إِلَّا خَرَّ لِمِنْخَرَيْهِ، لَلْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَرُوحُ الْقُدُسِ يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا بِهِ شُجَاعٌ مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً قَالَ: عَنْ أَبِي مُوسَى، وَمَرَّةً قَالَ: أَبْطَأَ عَلَى أَبِي مُوسَى خَبَرُ عُمَرَ.

ص: 245

305 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي شُجَاعٌ قثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ:{وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4] قَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.

ص: 246

306 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا أَبُو الْجَهْمِ الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ قثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، يَعْنِي: ابْنَ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَقِيقٍ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا رَأَيْتُ عُمَرَ قَطُّ إِلَّا وَأَنَا يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ.

ص: 247

307 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لَقَدْ أَحْبَبْتُ عُمَرَ حُبًّا حَتَّى لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ، لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ كَلْبًا يُحِبُّهُ عُمَرُ لَأَحْبَبْتُهُ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ خَادِمًا لِعُمَرَ حَتَّى أَمُوتَ، وَلَقَدْ وَجَدَ فَقْدَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْعِضَاهُ، إِنَّ إِسْلَامَهُ كَانَ فَتْحًا، وَإِنَّ هِجْرَتَهُ كَانَتْ نَصْرًا، وَإِنَّ سُلْطَانَهُ كَانَ رَحْمَةً.

ص: 247

308 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ قثنا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو عُمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ قَالَ الْمُشْرِكُونَ: قَدِ انْتَصَفَ الْقَوْمُ مِنَّا.

ص: 248

309 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قثنا الْوَلِيدُ بْنُ بُكَيْرٍ التَّمِيمِيُّ قثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَنْ فَضَّلَ عَلِيًّا عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَدْ أَزْرَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَلَا أَدْرِي هَلْ يَعْطَبُ أَمْ لَا؟

ص: 248

310 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ قثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ.

ص: 249

311 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا أَبُو كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ النَّضْرِ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» ، فَأَصْبَحَ عُمَرُ فَغَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ.

ص: 249

312 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو قثنا خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ، أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» ، قَالَ: فَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.

ص: 250

313 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا أَبُو عَامِرٍ قثنا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ عز وجل جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى قَلْبِ عُمَرَ وَلِسَانِهِ» .

ص: 250

314 -

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا نَزَلَ بِالنَّاسِ أَمْرٌ قَطُّ، فَقَالُوا فِيهِ وَقَالَ فِيهِ ابْنُ الْخَطَّابِ، أَوْ قَالَ: عُمَرُ، إِلَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى نَحْو مِمَّا قَالَ عُمَرُ.

ص: 251

315 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«جُعِلَ الْحَقُّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ» .

ص: 251

316 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ نا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: مَرَرْتُ بِعُمَرَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَدْرَكَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: يَا فَتًى ادْعُ لِي بِخَيْرٍ، بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَبُو ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَنْتَ أَحَقُّ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: نِعْمَ الْغُلَامُ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ» .

⦗ص: 252⦘

317 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يُونُسُ، يَعْنِي: ابْنَ مُحَمَّدٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بُرْدٍ أَبِي الْعَلَاءِ. قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ أنا بُرْدٌ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْفَتَى غُضَيْفٌ، فَلَقِيَهُ أَبُو ذَرٍّ بَعْدَ ذَلِكَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:«ضُرِبَ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ» ، وَقَالَ عَفَّانُ فِي الْحَدِيثِ:«عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ» .

ص: 251

318 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى قَالَ: كَانَ فِي وَجْهِ عُمَرَ خَطَّانِ أَسْوَدَانِ مِنَ الْبُكَاءِ.

ص: 253

319 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ قثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ بَكْرٍ، أَوْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنِّي أُعْطِيتُ عُسًّا مَمْلُوءًا مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى تَمَلَّأْتُ، فَرَأَيْتُهُ يَجْرِي فِي عُرُوقِي بَيْنَ لَحْمِي وَجِلْدِي، وَفَضَلَتْ مِنْهُ فَضْلَةٌ، فَأَعْطَيْتُهَا ابْنَ الْخَطَّابِ» ، فَأَوَّلُوهَا قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَذَا عِلْمٌ أَعْطَاكَهُ اللَّهُ عز وجل، حَتَّى امْتَلَأْتَ مِنْهُ، فَضَلَتْ مِنْهُ فَضْلَةٌ، فَأَعْطَيْتَهَا ابْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ:«أَصَبْتُمْ» .

ص: 253

320 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أُتِيتُ وَأَنَا نَائِمٌ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى جَعَلَ اللَّبَنُ يَخْرُجُ مِنْ أَظْفَارِي، ثُمَّ نَاوَلْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ» ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا أَوَّلْتَهُ؟ قَالَ:«الْعِلْمُ» .

ص: 254

321 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قثنا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«أُرِيتُ فِي النَّوْمِ أَنِّي أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكْرَةٍ عَلَى قَلِيبٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، فَنَزَعَ نَزْعًا ضَعِيفًا، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَاسْتَقَى فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ حَتَّى رَوَى النَّاسَ وَضَرَبُوا بِعَطَنٍ» .

ص: 254

322 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا أَبْيَضَ، فَقَالَ:«أَجَدِيدٌ ثَوْبُكَ أَمْ غَسِيلٌ؟» قَالَ: فَلَا أَدْرِي بِمَا رَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا، وَيَرْزُقُكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» .

ص: 255

323 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ الْبَذَشِيُّ قثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا، فَقَالَ:«أَجَدِيدٌ هُوَ أَمْ غَسِيلٌ؟» قَالَ: غَسِيلٌ، فَقَالَ:«الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا» .

⦗ص: 256⦘

324 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ قثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، «وَزَادَكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» ، فَقَالَ عُمَرُ، وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

ص: 255

325 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ نا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ سَيْفُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا فِيهِ سَبَائِكُ مِنْ ذَهَبٍ.

ص: 256

326 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قثنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ جَوَارٍ قَدْ عَلَتْ أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ، وَبَادَرْنَ فَذَهَبْنَ، فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ اللَّهِ يَضْحَكُ، فَقَالَ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ:«عَجِبْتُ لِجَوَارٍ كُنَّ عِنْدِي فَلَمَّا سَمِعْنَ حَسَّكَ بَادَرْنَ فَذَهَبْنَ» ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِنَّ فَقَالَ: أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، وَاللَّهِ لَرَسُولُ اللَّهِ كُنْتُنَّ أَحَقَّ أَنْ تَهَبْنَ مِنِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«دَعْهُنَّ دَعْهُنَّ عَنْكَ يَا عُمَرُ، فَوَاللَّهِ إِنْ لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ بِفَجٍّ قَطُّ إِلَّا أَخَذَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ» .

ص: 256

327 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ، يَعْنِي: ابْنَ الْمُبَارَكِ قَالَ: أنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى سَرِيرِهِ فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَجُلٌ قَدْ أَخَذَ بِمَنْكِبِي مِنْ وَرَائِي، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: مَا خَلَّفْتُ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ عز وجل بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ أُكْثِرُ أَنْ أَسْمَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«فَذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» ، فَإِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللَّهُ مَعَهُمَا.

328 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ.

ص: 257

329 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ قثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ، إِنَّهُ لَمَّا طُعِنَ تِلْكَ الطَّعْنَةَ رَأَى غُلَامًا قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ، فَقَالَ: يَا غُلَامُ، خُذْ مِنْ شَعْرِكَ، وَارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنَّهُ أَبْقَى لِثَوْبِكَ، وَأَتْقَى لِرَبِّكَ عز وجل.

ص: 258

330 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَقَدِ اسْتَبْشَرَ أَهْلُ السَّمَاءِ بِإِسْلَامِ عُمَرَ

ص: 258

331 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَرْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْحَجِيجُ لَكُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ.

ص: 259

332 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ أَبُو عَمْرٍو الْعَنْبَرِيُّ قثنا الْمُعْتَمِرُ قَالَ: قَالَ أَبِي: وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ: إِنَّمَا كَانَ عُمَرُ مِيزَانًا، لَا يَقُولُ كَذَا وَلَا يَقُولُ كَذَا.

ص: 259

333 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هَاشِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل:{وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4]، قَالَ: نَزَلَتْ فِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه.

ص: 259

334 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا عَفَّانُ قثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ حَمِدْتُ رَبِّي عز وجل بِمَحَامِدَ وَمِدَحٍ وَإِيَّاكَ، قَالَ:«هَاتِ مَا حَمِدْتَ بِهِ رَبَّكَ عز وجل» ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ أَدْلَمُ فَاسْتَأْذَنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أُسْ أُسْ» ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ فَاسْتَأْذَنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أُسْ أُسْ» ، فَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هَذَا الَّذِي اسْتَنْصَتَّنِي لَهُ؟ قَالَ:«هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، هَذَا رَجُلٌ لَا يُحِبُّ الْبَاطِلَ» .

ص: 260

335 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا حَسَنُ بْنُ مُوسَى قثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ الْأَسْوَدَ بْنَ سَرِيعٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ حَمِدْتُ رَبِّي عز وجل بِمَحَامِدَ وَمِدَحٍ وَإِيَّاكَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَأْذَنَ أَدْلَمُ، طُوَالٌ، أَصْلَعُ، أَعْسَرُ يَسَرٌ، قَالَ: فَاسْتَنْصَتَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَوَصَفَ لَنَا أَبُو سَلَمَةَ، يَعْنِي حَمَّادًا، كَيْفَ اسْتَنْصَتَهُ قَالَ: كَمَا يُصْنَعُ بِالْهِرِّ، فَدَخَلَ فَتَكَلَّمَ سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هَذَا الَّذِي تَسْتَنْصِتُنِي لَهُ؟ فَقَالَ:«هَذَا رَجُلٌ لَا يُحِبُّ الْبَاطِلَ، هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» .

336 -

قثنا رَوْحٌ قثنا حَمَّادٌ، يَعْنِي: ابْنَ سَلَمَةَ قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

ص: 261

337 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا وَكِيعٌ قثنا هَارُونُ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ، يَعْنِي: ابْنَ عُمَيْرٍ، قَالَ: بَيْنَا عُمَرُ يَقْسِمُ مَالًا إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا رَجُلٌ فِي وَجْهِهِ ضَرْبَةٌ قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: أَصَابَنِي فِي غَزَاةِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِأَلْفٍ أُخْرَى حَتَّى أَمَرَ لَهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَقَالُوا: اسْتَحِي، فَخَرَجَ، فَقَالَ: لَوْ مَكَثَ لَأَعْطَيْتُهُ مَا بَقِيَ مِنَ الْمَالِ دِرْهَمٌ، رَجُلٌ ضُرِبَ فِي وَجْهِهِ ضَرْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَفَرَتْ وَجْهَهُ.

ص: 262

338 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قثنا وُهَيْبٌ قَالَ نا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» .

ص: 262

339 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ قثنا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ نا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ» .

ص: 263

340 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

ص: 263

341 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِهِ مَلَكٌ.

ص: 263

342 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ فَانْظُرُوا إِلَى قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

ص: 264

343 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ قثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ: بَلَغَ عَلِيًّا أَنَّ رَجُلًا يَنَالُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَأُتِيَ بِهِ فَجَعَلَ يُعَرِّضُ بِذِكْرِهِمَا، وَفَطَنَ الرَّجُلُ فَأَمْسَكَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَمَا لَوْ أَقْرَرْتَ بِالَّذِي بَلَغَنِي عَنْكَ لَأَلْقَيْتُ أَكْثَرَكَ شَعَرًا.

ص: 264

344 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ عُمَرَ فَاخْصِفْ نَعْلَكَ، وَشَمِّرْ ثَوْبَكَ، وَكُلْ دُونَ الشِّبَعِ.

ص: 264

345 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قثنا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا أُصِيبَ أَرْسَلَ إِلَى الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَ: عَنْ مَلَأٍ مِنْكُمْ كَانَ هَذَا؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: إِنِّي وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ نَقَصَ مِنْ آجَالِنَا فِي أَجَلِكَ، ثُمَّ أَتَى سَرِيرَهُ وَقَدْ سُجِّيَ عَلَيْهِ بِثَوْبٍ فَقَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ الْيَوْمَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمَا فِي صَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى عَلَيْهِ.

ص: 264

346 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قثنا وُهَيْبٌ قثنا أَبُو جَهْضَمٍ مُوسَى بْنُ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا غُسِّلَ وَكُفِّنَ وَوُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ، وَسُجِّيَ عَلَيْهِ بِثَوْبٍ، قَالَ عَلِيٌّ: مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ عز وجل بِمَا فِي صَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى.

ص: 265

347 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ حَمَّادٌ: وَسَمِعْتُ عَمْرًا يَذْكُرُهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ حَمَّادٌ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي جَهْضَمٍ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ وَغُسِّلَ وَكُفِّنَ وَسُجِّيَ ثَوْبًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: مَا عَلَى الْأَرْضِ الْيَوْمَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ عز وجل عَلَى مَا فِي صَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى.

ص: 265

348 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي الْيَعْفُورِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ وَهُوَ مُسَجًّى بِثَوْبِهِ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ، فَجَاءَ عَلِيٌّ فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ يَا أَبَا حَفْصٍ، فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْكَ.

ص: 266

349 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، نا هُشَيْمٌ قَالَ: أنا الْعَوَّامُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي شَيْءٍ، فَانْظُرُوا مَا صَنَعَ عُمَرُ فَخُذُوا بِهِ.

ص: 266

350 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ لَا يُعْدَلُ بِقَوْلِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ إِذَا اجْتَمَعَا.

ص: 266

351 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الْأَزْرَقُ، مَوْلَى زَائِدَةَ بْنِ مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ الشَّيْبَانِيِّ، قثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ، وَآخَرُ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ النَّاسَ جُمِعُوا، فَكَأَنِّي بِرَجُلٍ قَدْ فَرَعَهُمْ فَوْقَهُمْ بِثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: قُلْتُ: لِمَ؟ إِنَّهُ لَا تَلُومُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَإِنَّهُ خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ، وَشَهِيدٌ مُسْتَشْهَدٌ، قَالَ: فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ يُبَشِّرُهُ، فَقَالَ لِي: اقْصُصْ رُؤْيَاكَ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى خَلِيفَةٍ قَالَ: زَبَرَنِي عُمَرُ وَانْتَهَرَنِي قَالَ: تَقُولُ هَذَا وَأَبُو بَكْرٍ حَيٌّ؟ قَالَ: فَسَكَتُّ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ كَانَ بَعْدُ بِالشَّامِ مَرَرْتُ بِهِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَدَعَانِي فَقَالَ لِي: اقْصُصْ رُؤْيَاكَ، قَالَ: فَلَمَّا بَلَغْتُ لَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ قَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مِنْهُمْ، وَأَمَّا خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ فَقَدْ وَاللَّهِ اسْتَخْلَفَنِي، فَأَسْأَلُهُ أَنْ يُعِينَنِي عَلَى مَا وَلَّانِي، قَالَ: فَلَمَّا بَلَغْتُ: وَشَهِيدٌ مُسْتَشْهَدٌ قَالَ: وَأَنَّى الشَّهَادَةُ وَأَنَا فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَحَوْلِي يَغْزُونَ، ثُمَّ قَالَ: يَأْتِي اللَّهُ بِهَا أَنَّى شَاءَ، مَرَّتَيْنِ.

ص: 267

352 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ قثنا وَكِيعٌ قثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «كَانَ عُمَرُ إِذَا سَلَكَ طَرِيقًا فَاتَّبَعْنَاهُ وَجَدْنَاهُ سَهْلًا» ، «وَأَنَّهُ أُتِيَ فِي امْرَأَةٍ وَأَبَوَيْنِ، فَقَسَمَهَا مِنْ أَرْبَعَةٍ، فَأَعْطَى الْمَرْأَةَ الرُّبُعَ، وَالْأُمَّ ثُلُثَ مَا بَقِيَ، وَجَعَلَ ثُلُثَيْ مَا بَقِيَ لِلْأَبِ»

ص: 267

353 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قثنا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، وَوَكِيعٌ قَالَا: نا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَا بِعُمَرَ.

ص: 268

354 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ» .

ص: 268

355 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا أَبُو عَمْرٍو الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ الْمِصْرِيُّ قثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعَثَ جَيْشًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا يُدْعَى سَارِيَةَ، قَالَ: فَبَيْنَا عُمَرُ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمًا، قَالَ: فَجَعَلَ يَصِيحُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا سَارِيَ الْجَبَلَ، يَا سَارِيَ الْجَبَلَ، قَالَ: فَقَدِمَ رَسُولُ الْجَيْشِ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَقِينَا عَدُوَّنَا فَهَزَمْنَاهُمْ، فَإِذَا بِصَايِحٍ يَصِيحُ: يَا سَارِيَ الْجَبَلَ، يَا سَارِيَ الْجَبَلَ، فَأَسْنَدْنَا ظُهُورَنَا بِالْجَبَلِ فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، فَقِيلَ لِعُمَرَ، يَعْنِي: ابْنَ الْخَطَّابِ: إِنَّكَ كُنْتَ تَصِيحُ بِذَلِكَ. قَالَ ابْنُ عَجْلَانَ: وَحَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ بِمِثْلِ ذَلِكَ.

ص: 269

356 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قثنا وُهَيْبٌ قثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَا بِعُمَرَ، إِنَّ عُمَرَ كَانَ حَائِطًا حَصِينًا، يَدْخُلُهُ الْإِسْلَامُ وَلَا يَخْرُجُ مِنْهُ، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ انْثَلَمَ الْحَائِطُ، فَالْإِسْلَامُ يَخْرُجُ مِنْهُ وَلَا يَدْخُلُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي خَادِمٌ لِمِثْلِ عُمَرَ حَتَّى أَمُوتَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مَنْ فِي الْأَرْضِ الْيَوْمَ وُضِعُوا فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَوُضِعَ عُمَرُ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى، لَرَجَحَ شِقُّ عُمَرَ، إِنَّ عُمَرَ كَانَ يَأْمُرُ بِالْجَزُورِ فَتُنْحَرُ فَتَكُونُ الْكَبِدُ وَالسَّنَامُ وَأَطَايِبُهَا لِابْنِ السَّبِيلِ، وَيَكُونُ الْعُنُقُ لِآلِ عُمَرَ، إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّ هَلَا بِعُمَرَ.

ص: 270

357 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قثنا وُهَيْبٌ قثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: لَقَدْ أَحْبَبْتُ هَذَا الرَّجُلَ حُبًّا قَدْ خِفْتُ اللَّهَ فِي حُبِّهِ، إِنَّ عُمَرَ كَانَ حَائِطًا حَصِينًا، يَدْخُلُهُ الْإِسْلَامُ وَلَا يَخْرُجُ مِنْهُ، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ انْثَلَمَ الْحَائِطُ، إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّ هَلَا بِعُمَرَ.

ص: 271

358 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ أَصْحَابُنَا: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَ أَبَا عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَخِلَّائِي مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةٌ وَلَمْ آلُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ

ص: 271

359 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صَبِيحٍ زَحْمَوَيْهِ قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أُتِيتُ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ» ، فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ: مَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَوَّلْتُهُ الدِّينَ»

ص: 271

360 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ قثنا إِبْرَاهِيمُ، يَعْنِي: ابْنَ سَعْدٍ، قثنا أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا يَبْلُغُ الرُّكَبَ، قَالَ: وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ "، فَقَالُوا: مَا أَوَّلْتَهُ؟ قَالَ: «الْعِلْمُ»

ص: 272

361 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ قثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنْ بَعْضِ آلِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومِ ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَهُمْ، قَالَ: وَذَكَرَ الْمُحَصَّبَ فَقَالَ:

[البحر الطويل]

جَزَى اللَّهُ خَيْرًا مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ

يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ

فَمَنْ يَسْعَ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ

لَيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ

قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا

بَوَائِجَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَنَحَلُوهُ الشَّمَّاخَ بْنَ ضِرَارٍ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: مَا قُلْتُهُ

ص: 272

362 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ قثنا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ حَجَّ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا صَدَرْنَا عَنْ مِنًى مَرُّوا بِالْمُحَصَّبِ، فَسَمِعْتُ رَجُلًا عَلَى رَاحِلَتِهِ يَقُولُ: أَيْنَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَسَمِعْتُ آخَرَ قَالَ: كَانَ هَاهُنَا كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ثُمَّ قَالَ:

[البحر الطويل]

عَلَيْكَ سَلَامٌ مِنْ إِمَامٍ وَبَارَكَتْ

يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ

فَمَنْ يَسْعَ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ

لَيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ

قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا

بَوَائِجَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ يُفَتَّقِ

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَالْتُمِسَ ذَلِكَ الرَّاكِبُ، فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَيْهِ، وَلَمْ يُدْرَ مَنْ هُوَ، فَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ مِنَ الْجِنِّ، قَالَ فَرَجَعَ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ الْحَجِّ فَطُعِنَ فَمَاتَ

ص: 274

363 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ قثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ هَذِهِ الْأَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ، حَفِظْتُهَا كَمَا تَسْمَعُ وَلَمْ أَحْفَظْ إِسْنَادَهَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُ لِعُمَرَ أَرْبَعَةً: رُؤْيَا: رَأَيْتُ كَأَنِّي أُتِيتُ بِإِنَاءٍ فِيهِ لَبَنٌ فَشَرِبْتُ حَتَّى رَأَيْتُ الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَنَامِلِي، ثُمَّ نَاوَلْتُ فَضْلِي عُمَرَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا أَوَّلْتَ ذَاكَ؟ قَالَ:«الْعِلْمُ» . «وَرَأَيْتُ كَأَنَّ أُمَّتِي عَلَيْهِمُ الْقُمُصُ إِلَى الثَّدْيِ وَإِلَى الرُّكَبِ، وَإِلَى الْكَعْبِ، وَمَرَّ عُمَرُ يَسْحَبُ قَمِيصًا» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ:«الدِّينُ» . قَالَ: " وَدَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا قَصْرًا، أَوْ دَارًا، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَقِيلَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ يَا أَبَا حَفْصٍ "، فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَوَ يُغَارُ عَلَيْكَ؟ وَرَأَيْتُ كَأَنِّي وَرَدْتُ بِئْرًا فَوَرَدَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَنَزْعُهُ فِيهِ ضَعْفٌ وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ وَرَدَهَا عُمَرُ فَاسْتَحَالَتِ الدَّلْوُ فِي يَدِهِ غَرْبًا، فَاسْتَقَى فَأَرْوَى الظَمِئَةَ وَضَرَبَ النَّاسَ بِعَطَنٍ، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، أَوْ قَالَ: عَبْقَرِيًّا: يَفْرِي فَرْيَهُ "

ص: 275

364 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ قَالَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أُتِيتُ بِقَدَحٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَجْرِي فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ» ، قَالُوا: مَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْعِلْمُ» ، قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: أَبَلَغَكَ مَا كَانَ فِي الْإِنَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ، لَبَنٌ. قَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الصَّنْعَانِيُّ مُقِيمٌ بِمَكَّةَ.

ص: 276

365 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ قثنا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ» ، قَالُوا: مَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْعِلْمُ» .

ص: 276